* email * facebook * twitter * linkedin تحتفل مديرية الثقافة لولاية بسكرة بشهر التراث 2020 تحت شعار "التراث الثقافي والرقمنة"، وذلك من 18 أفريل إلى 18 ماي 2020. وتمتع الجمهور عبر موقعها الإلكتروني بتراث المنطقة، خاصة منه التراث الإسلامي، المتمثل في المعالم الأثرية، وعلى رأسها مدينة سيدي خالد العريقة. تم الإشارة إلى أن مدينة سيدي خالد سميت نسبة إلى خالد بن سنان العبسي. وقد نشأت هذه المدينة قبل القرن العاشر الهجري على ربوة وادي الغليبسي. وتُعد سيدي خالد إحدى المدن بالغة الأهمية لقيمتها الثقافية الدينية والسياحية، حيث تتضمن سيدي خالد مسجدا أثريا، يتواجد به ضريح خالد بن سنان، تجمع معظم الروايات على أنه نبي جاء بين النبي عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يدعو إلى توحيد الله. ومن أهم المعالم التاريخية مسجد وضريح خالد بن سنان العبسي، الذي يُعتبر من أهم المعالم التاريخية لمدينة سيدي خالد، بني على ضريحه الذي اكتشف في القرن العاشر الهجري من طرف الشيخ العلاّمة عبد الرحمان الأخضري. تعرض للهدم بعد سيول 1912م، وأعيد ترميمه عدة مرات بين سنتي 1917 و1923؛ حيث أخذ شكله الحالي. ولقد صنف المسجد كتراث وطني في سنة 1999، وهو يشهد الآن عمليات ترميم ورد اعتبار. هناك أيضا قبر حيزية، فغير بعيد عن المسجد توجد مقبرة الذواودة؛ حيث ترقد حيزية شعلة الحب الأسطوري في قلب واحات بسكرة الفاتنة التي خلدها العديد من الشعراء والمغنين، إنها قصة حيزية بنت أحمد بن الباي (1855 م 1878 م)، تلك الفتاة الهلالية التي أحبها الشاب سعيد حُبا غامرا، وكان يقطن المدينة وتزوجها، ولم يصبر على فقدها بعدما هلكت، وخلد ذكراها الشاعر الفحل ابن قيطون الشاهد على القصة، بعد أن لجأ إليه سعيد شاكيا باكيا مُتأثرا، فنظم لها قصيد خالدة، تغنى بها كثيرون، منهم خليفي أحمد والبار اعمر وعبد الحميد عبابسة، والفنان رابح درياسة وغيرهم، فمدينة سيدي خالد تعد منبتا للشعر الشعبي، وأهم شعرائها بن قيطون والشيخ سماتي. الزائر لهذه المدينة تسترعي انتباهه كثرة المساجد، ففي كل اتجاه يوجد مسجد بميضأته الواسعة النظيفة، وبجواره زاوية أو مقرأة لتعليم القرآن وتحفيظه، وفيها صالحون وزهاد ونُساك وطلاب علم وبحثة وكتبة ومُؤرخون وشعراء، بها زاوية عامرة تُدعى التابعية، نسبة إلى الشيخ الصُوفي المُربي الحاج علي بن الصادق التابعي الحسني الدبيلي السُوفي، ثم العنابي، الذي يقوم على الإقراء والتدريس والإرشاد بها، كتحفيظ القُرآن، وتعليم العربية وأدواتها، وتقريب الفقه المالكي.