* email * facebook * twitter * linkedin توجد العديد من المساجد الأثرية وذات البعد التاريخي الهام في حالة يرثى لها، على غرار مسجد "الباشا" العتيق الواقع بحي سيدي الهواري بمدينة وهران، والذي كان مقررا ترميمه منذ سنوات، لا سيما أنه استفاد من إعانة أمريكية معتبرة، من أجل ترميم المسجد وكافة المرافق التابعة له، غير أن الأمر بقي حبرا على ورق، مع تعاقب الولاة والحكومات، لتجد مديرية الشؤون الدينية والأوقاف نفسها مجبرة على غلقه أمام المصلين، بسبب الكثير من التشققات التي تعرضت لها البناية، إلى جانب تآكل الأعمدة وتساقط الجدران. أعاد القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية مؤخرا، بخصوص إعادة الاعتبار لكل ما له علاقة بالآثار والمعالم التاريخية، الأمل للقائمين على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية وهران، حيث وجهت مراسلة في هذا الصدد، إلى المكلفين على أعلى مستوى بهذا الملف الحيوي، لبرمجة ترميم خمسة مساجد عتيقة بالولاية، ويتعلق الأمر بمساجد "الباشا" و"الباي" و"الإمام سيدي الهواري" و"محمد بن عثمان الكبير" و"عبد الله بن سلام" المتواجد بشارع "معطى محمد الحبيب" وسط مدينة وهران. حسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد مسعود عمروش، فإن هذه المساجد التاريخية لها وزن معماري، وهي من أهم المعالم التاريخية ذات البعد الديني بولاية وهران، الأمر الذي يتطلب إعادة تفعيل وجودها في المجال الدعوي والديني، وضرورة تسجيلها ضمن المساجد التي يجب ترميمها في أقرب الأوقات، من أجل إعادة الروح إليها، كي تواصل أداء دورها الريادي، كونها مساجد عتيقة لها باع في نشر الدين الإسلامي الحنيف، والمحافظة على الهوية الوطنية، ودعم مختلف الحركات التحررية في الوطن وخارجه. أشار مدير الشؤون الدينية والأوقاف، إلى أنه من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الاهتمام بهذه المنارات الدينية المسجدية، من خلال إعادة الاعتبار لها وحمايتها من الاندثار، حسب ما يطالب به الكثير من المهتمين بالآثار، ومختلف المعالم التاريخية التي تعتبر رمزا من الرموز التي لا يجب الاستغناء عنها مهما كلف الأمر. من بين المعالم التي تأثر كثيرا بفعل الزمن، تسجل نفس المصالح مسجد "الباشا"، الذي تعرض لتهميش لم يعرفه من قبل، بسبب حالة التسيب التي أصبح يعرفها، خاصة أنه لجأت إليه بعض العائلات، إثر إغلاقه، فرارا من سكناتها التي انهارت عليها، في وقت تجد 14 عائلة بديلا عنها مسجد "الباشا" الذي تهاوت أجزاء منه، قد تقع في أية لحظة على رؤوس سكانه، بعد تسجيل سقوط إحدى العمارات وتهاويها على قبة المسجد الذي أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى، معرضا لخطر الانهيار. في انتظار تدخل السلطات العمومية لإنقاذ هذه العائلات وأبنائها من موت محقق، فإن الكرة اليوم في مرماها، فما عساها تفعل قبل فوات الأوان.