أكد رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، السيد بلعيد لكارن، أن مستوى التحكيم الجزائري عرف تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، نقص التكوين الحديث ونقص المتابعة وغيرها من الأسباب، لكن الوضع غير ميؤوس منه، إذ يمكن معالجته وإعادة قاطرته إلى السكة الصحيحة. وقال لكارن أن مشكلة التحكيم الجزائري مفهومة وأن التركيز من أجل إنعاشه وتطوير مستواه، سيكون خاصة في الجانبين المعنوي والأخلاقي، اللذين يتطلبان منا جهدا كبيرا. وأضاف المسؤول الأول عن اللجنة المركزية أن "بعض الحكام الجزائريين أصحاب المستوى العالي، يعانون بدنيا ويتعين عليهم العمل كثيرا من اجل تدارك هذا النقص". موضحا انه "على المستوى البدني لا يملك الحكم الجزائري الثقافة البدنية الكافية، إذ من غير المعقول أن نجد حكما دوليا أو فدراليا بعيدا عن اللقطات الحاسمة، فالحكم يجب أن يكون دائما متأهبا وقريبا من أي لقطة في مقابلة كرة القدم". ورغم ذلك أبدى المتحدث تفاؤله بمستقبل سلك التحكيم في الجزائر، حيث قال : "رغم كل شيء لا يجب علينا رؤية الأشياء بطريقة سوداوية، فأنا واثق من قدرتنا على إصلاحه، ومن المؤكد انه بتضافر جهود الجميع فإن قاطرة التحكيم ستسير في المستقبل على السكة الصحيحة ". وأضاف لكارن أنه يفترض في الحكم أن يكون محايدا "وعليه فقد عملنا على تحسيس الجميع على أنه ليس من الضروري جعل الحكم يقطع الجزائر من الشرق إلى الغرب لإدارة مباراة لكرة قدم، فعلى الحكام أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة، ونحن معهم وخلفهم ونحرص على أن تكون المقابلات خالية من أية مشاكل واعتقد أنهم فهموا هذه الرسالة". واستطرد رئيس اللجنة المركزية قائلا: "يجب طي الصفحة من أجل رؤية مستقبلية مشرقة ومتفائلة، من خلال التحلي بالمسؤولية اللازمة وبالجدية في العمل، يجب علينا نسيان الماضي من أجل تحقيق انطلاقة بنفس جديد". وبخصوص الحكام السبعة الذين تم إبعادهم بشكل نهائي، أوضح لكارن أن هؤلاء الحكام لم يديروا خلال الأشهر الماضية أية مباراة، وعليه فقد قررت اللجنة الاستغناء عن خدماتهم". موضحا " لا يمكنني أن أكون دركيا.. فالحكم مرتبط بإجازة مع الاتحادية وهو تحت تصرفنا، لكننا عندما نلمس أن حكما أو حتى 10 أو 15 قد وقعوا في فخ الغرور، فإننا لن نتردد حتما في الاستغناء عنهم ". وبخصوص تعيين الحكام الذين شكل دوما نقطة خلاف وتصادم بين الأندية، أكد رئيس اللجنة المركزية انه مقتنع ومتيقن من مساعدة وتفهم رؤساء الأندية من أجل تسهيل عمل هيئة الحكام، حيث قال: " أنا متأكد أن رؤساء الأندية سيساعدوننا وسيسهلون مهمتنا إذا لمسوا موضوعية التعيينات التي نقوم بها، سنعمل مع الحكام المحليين، لكن عندما تستدعي الحاجة في المقابلات الساخنة والاستثنائية سنستعين بخدمات حكام مناسبين لإدارة تلك المواجهات". كما أكد لكارن على أن اللجنة المركزية للتحكيم ستحرص على التكثيف من المحطات الإعدادية خلال السنوات الأربع القادمة، باعتبار أن التكوين يبقى وسيلة ناجعة لضمان تحسين مستوى الحكام وأدائهم، حيث قال: " سنركز عملنا على التكوين الحديث، حيث سنقوم في شهر مارس المقبل بتشكيل مجموعة من الحكام والحكام المساعدين الذين سيستفيدون من التكوين على مدى أربعة أعوام وسيكونون جاهزين للموسم المقبل". وخلص السيد لكارن إلى التأكيد على أن كرة القدم الجزائرية تحتاج إلى تجديد على مستوى سلك التحكيم، وأنه "يجب إعطاء الفرصة للجميع ولأي حكم يريد المساهمة في إنعاش كرتنا".