* email * facebook * twitter * linkedin تزامن انعقاد القمة غير العادية الصينية الإفريقية للتضامن ضد كوفيد 19، مع فترة مازالت تكافح فيها دول العالم الوباء. ففي يوم 17 جوان 2020، التقى رؤساء الدول والحكومات من الصين وبلدان القارة الإفريقية، كالرئيس الصيني، السيد شي جين بينغ، والرئيس الجزائري، السيد عبد المجيد تبون، وقادة المنظمات الإقليمية والدولية عبر تقنية الفيديو المرئي عن بعد، لتبادل الرؤى حول مجابهة العدو المشترك وتوطيد الصداقة الأخوية الصينية الإفريقية. فقد توصل القادة المشاركون إلى توافق واسع يقضي بضرورة أن تحارب الصين وإفريقيا معا وبصمود كوفيد 19 وكذا تعزيز التعاون الصيني الإفريقي وتجسيد التعددية وترقية الصداقة الثنائية لبناء مجتمع أقوى صحي مشترك للجميع ويستشرف مستقبل زاهر يرتكز على أسس قوية يعزز التعاون بين الجانبين حتى يرقى إلى أعلى مستوى من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما. لقد صمدت الصينوالجزائر في مواجهة تحدي الوباء ومرتا بامتحان عسير، فكوفيد 19 يعد تحديا كبيرا للبشرية جمعاء وهو أخطر طارئ صحي عالمي يواجه المنظومات الصحية العمومية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وبفضل الجهود الشاقة وثمن التضحيات الكبيرة، تمكنت الصين بقيادة فخامة الرئيس شي جين بينغ، من وقف انتشار الفيروس على أراضيها. كما وقفت الحكومة والشعب الجزائري تحت قيادة السيد عبد المجيد تبون منذ البداية كرجل واحد من أجل التصدي بصرامة لكوفيد 19. وقد حققت الجزائر اليوم اكتفاءها الذاتي من وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية وإجراء اختبارات الفحص. حاليا نجحت الجزائر في السيطرة بفعالية على الوباء، وأصبحت نموذجا ممتازًا في مواجهة الجائحة، علاوة على ذلك فإن التضامن والمساعدة المتبادلة بين الصينوالجزائر في مكافحتهما كوفيد 19، يعد نموذجا مثاليا للتعاون الصيني الأفريقي المشترك في مكافحة الفيروس. لقد كانت الجزائر من أولى الدول التي تبرعت بإمدادات عاجلة لمكافحة الوباء إلى الصين وأعربت الصين بذلك عن امتنانها للجزائر من خلال تزويدها مرارا بمواد لمكافحة الوباء وتقاسم خبراتها في مكافحة كوفيد 19، حيث أوفدت مجموعة من خبراء مكافحة الأوبئة. ويتم ذلك في سياق تجسيد مبادئ وقيم الحكم المشتركة التي تتقاسمها الصينوالجزائر، مثل "الشعب والحياة قبل كل شيء"، حيث سخرتا جهودهما بتنسيق كامل للوسائل والموارد والتضامن النشط، ليكون البلدان بذلك قد ضربا مثالا جيدا للمجتمع الدولي في مجابهة كوفيد19. لقد تحملت الصينوالجزائر مسؤوليتهما الدولية في مواجهة هذا الطارئ الصحي، وقدمت الجزائر بناء على تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون دعمها لدول المنطقة، عبر إمدادات مادية وتبادل الخبرات، كما قدمت مساهمتها المالية لصندوق مواجهة كوفيد 19 الذي أنشاه الاتحاد الإفريقي، كما عينت وزيرها للمالية الأسبق كمبعوث خاص للاتحاد الإفريقي، كجزء من الجهود التي تبذلها هذه المنظمة في مكافحة الوباء. وهو ما يظهر الدعم الفعال الذي قدمته الجزائر للقضية الأفريقية في مكافحة الجائحة العالمية. وبناء على تعليمات من الرئيس شي جين بينغ، ستعمل الصين على التعجيل في تنفيذ التدابير التي أعلن عنها خلال افتتاح أشغال جمعية الصحة العالمية، وستواصل في تقديم دعمها الكامل لأفريقيا وقضيتها لمحاربة الوباء، كما تتعهد الصين بإعطاء الأولوية للبلدان الأفريقية للحصول على اللقاح عند تطويره ونشره. وستبدأ قريبا في إنجاز مقر المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بحلول نهاية العام، فضلا عن التعجيل ببناء مستشفيات الصداقة الصينية الأفريقية وتعزيز الشراكات بين المستشفيات بين الطرفين، من أجل بناء مجتمع صحي بين الصين وأفريقيا. فيما يتعلق بتخفيض وإلغاء ديون البلدان الأفريقية، ستلغي الصين في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، القروض بدون فوائد في نهاية عام 2020 للبلدان الأفريقية المعنية. وهي على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لزيادة الدعم للبلدان الأفريقية المتضررة بشدة والتي تتعرض لضغوط قوية، لاسيما من خلال تمديد فترة سداد الديون لمرافقتها خلال هذه الفترة الصعبة. وستعمل مع أعضاء مجموعة العشرين الآخرين على تنفيذ هذه المبادرة وتدعو هذه المجموعة وفق هذه المبادرة لتمديد تعليق الديون لصالح البلدان الأفريقية والبلدان المعنية الأخرى. وتأمل الصين في أن يتمكن المجتمع الدولي وخاصة البلدان المتقدمة والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف، من اتخاذ إجراءات أقوى بشأن تخفيض وتعليق الديون الأفريقية. وفي مجال تعزيز التنمية المستدامة، ستدعم الصين إفريقيا من أجل بناء منطقة التجارة الحرة القارية وجهودها لتعزيز روابط الاتصال وتحسين الفروع الصناعية ووسائل الإمداد. وهي على استعداد للعمل مع إفريقيا لتوسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي والمدينة الذكية والطاقة النظيفة و5 G وغيرها من أشكال النشاط الجديدة. ويندرج ذلك في إطار المساهمة في التنمية وتطور إفريقيا لفترة ما بعد الوباء. فمن خلال تحمل المسؤوليات وإبداء المشاعر الدولية المشتركة، لعبت الصينوالجزائر دون شك دورًا ذا قيمة عالية في مكافحة الوباء على المستويين الوطني والدولي. وفي مواجهة الوباء دائما، اتسمت مواقف الصينوالجزائر بالوضوح الاستراتيجي. ومنذ ظهور الجائحة حرصت بعض الدول على معاملة دول أخرى ككبش فداء وهي لا تزال منشغلة بتوصيف الفيروس وتسييس الوباء، حيث أن الهزيمة لا تلاحق جهودها في مكافحة كوفيد 19 فقط. وإنما أضحت تطال أيضا جهود المكافحة الدولية التي ترعاها منظمة الصحة العالمية. وعلى عكس ذلك، تصر الصينوالجزائر على أن يكون التضامن والتعاون أقوى سلاح لهزيمة الفيروس، وتعارضان بشدة تسييس الوباء والتمييز العنصري خلال مكافحة الوباء. وتؤكدان من جديد دعمهما الراسخ للتعددية والنظام الدولي المرتكز على الأممالمتحدة والعدالة الدولية ومنظمة الصحة العالمية حتى يتسنى لهذه الأخيرة تقديم مساهمة أكبر في المواجهة العالمية للوباء. وكما يقول المثل الصيني القديم، "أصحاب البصيرة لا يخشون أن تغطي الغيوم أعينهم". فبفضل تاريخهما وتطلعاتهما المشتركة في التنمية والعدالة الدولية، تتمسك الصينوالجزائر بقيم الإنصاف والعدالة والتعددية على الساحة الدولية. إن قوة تحمل الشجرة تظهر خلال الطقس البارد، فبعد الامتحان العسير للوباء ستتعزز الصداقة والثقة المتبادلة بين الصينوالجزائر. وقد ذكر الرئيس عبد المجيد تبون بأن العلاقات بين إفريقيا والصين قد خطت خلال العقود الأخيرة مراحل مليئة بالتضامن والتعاون، ورحب باستمرار هذا التضامن والدعم المتبادل في الوقت الذي يعرف فيه الوباء انتشارا، كما حيا الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس الصيني شي جين بينغ للقارة الإفريقية وكذا الإجراءات الهامة التي أعلنها يوم 18 ماي الماضي خلال الدورة 73 لمنظمة الصحة العالمية، وحيا أيضا بالتزام نظيره الصيني بجعل اللقاح الذي تطوره الصين لفائدة المنفعة العامة. وقد قال الرئيس عبد المجيد تبون إنه يتعين علينا تعزيز التنسيق لتوطيد التعاون في إطار أجندة 2063 لأفريقيا وأجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030 واستراتيجيات التنمية الوطنية للصين والدول الإفريقية لتنفيذ مشاريع ذات الاهتمام المشترك. فالرئيس عبد المجيد تبون مقتنع بأنه من خلال توحيد الجهود وتكثيف التعاون، سوف نصل لوضع حد لكوفيد 19. وفي الوقت ذاته ومثلما أشار إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال هذه القمة، فإن الاجتماع يعد "مناسبة لتكريم التزامنا الذي تعهدنا به خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي عبر تجسيد إجراءات ملموسة، وكذلك للمساهمة في التعاون الدولي ضد كوفيد 19، أنا مقتنع بأننا سننتهي بهزيمة الفيروس وأن شعوبنا ستحظى بحياة أفضل". إن بناء مجتمع صحي صيني إفريقي أقوى ومستقبل مشترك بين الطرفين، لا يعد فقط من الثمار المهمة التي أسفرت عنها هذه القمة غير العادية، ولكنه يظل قرارا استراتيجيا لرئيسينا بشأن المعركة المشتركة ضد الوباء وتعزيز التعاون في مجال الصحة بين بلدينا. كما أنها مسألة تتعلق باستشراف استراتيجيات التنمية الوطنية للبلدين، لذلك فإن هذه الثمرة المهمة ستدون في سجلات الصداقة بين بلدينا، لتكتب فصلا جديدا من الصداقة الصينيةالجزائرية. لي ليان خه، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر