لا تزال الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم تنتظر ردا من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بخصوص رسالتها المتعلقة بالإفراج على شاحنات التبرع بالدم، بالنظر إلى حاجة بنوك الدم الملحة إلى هذا السائل الحيوي الذي تنتهي مدة صلاحيته بعد مضي 35 يوما، وحسب غربي قدور، رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم وعضو المكتب لتنفيذي للاتحادية العالمية" فإن موسم الصيف عادة ما يعرف تراجعا كبيرا في التبرع بالدم، وبعد تفشي وباء كورونا زادت مخاوف الناس من التقرب إلى المؤسسات الاستشفائية للتبرع، الأمر الذي انعكس سلبا على ثقافة التبرع بالدم و يهدد بخلق مشكلة في المخزون. أشار غربي في معرض حديثه مع "المساء" إلى أن الحاجة اليوم ملحة من أجل إخراج شاحنات التبرع بالدم إلى المؤسسات الخاصة والعمومية لتشجيعها على التبرع بالدم، إلى جانب توفير الشاحنات حتى في الساحات العمومية مع الأخذ طبعا بتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي"، لافتا في السياق "إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التبرع بالدم يعرض المتبرع لاحتمال الإصابة بفيروس كورونا، بل على العكس من ذلك التبرع بالدم خطوة صحية لابد منها بالنظر إلى فوائدها الكثيرة التي يستفيد منها المتبرع كالتعرف على زمرة دمه واكتشاف مدى خلوه من الأمراض التي عادة ما تخفى على المتبرعين ولا يعلمون أنهم مصابون ببعض الأمراض إلا بعد التبرع خاصة بالنسبة للمتبرعين غير النظاميين، فضلا على تجديد الدورة الدموية والمساعدة من خلال التبرع على إنقاذ أرواح من هم بحاجة إلى هذا العنصر الحيوي لاسيما بالنسبة لبعض الزمر الدموية الغير متوفرة، يقول: "هذه الفائدة الأخيرة التي تعتبر من أنبل وأسمى الخدمات التي تعتبر صدقة جارية لا تقدر بثمن". من جهة أخرى، أكد المتحدث بأن الهدف من المطالبة بالإفراج على شاحنات التبرع بالدم هي لإزالة مخاوف المواطنين الذين بعد انتشار فيروس كورونا، أصبحوا ينظرون إلى المؤسسات الاستشفائية على أنها أماكن خطرة، وأن احتمال الإصابة فيها بالمرض كبير يردف: "وبالتالي فإن الاعتماد على الشاحنات من شأنه أن يمنح المتبرعين بعض الثقة للإقبال على التبرع"، مشيرا إلى أن الحاجة اليوم ملحة أمام استمرار انتشار الوباء في التحسيس بأهمية التبرع بالدم من خلال الاعتماد أيضا على الجمعيات المدعوة إلى عدم التركيز في نشاطاتها على التحسيس على "كوفيد 19" فقط، و إنما هي مدعوة أيضا للاهتمام بالمواضيع الصحية الأخرى ومنها: التشجيع على تبني ثقافة التبرع بالدم والتأكيد على أن هذه الخطوة لا تتسبب في انتقال العدوى كون أن الفرقة التي تشرف على العملية مختصة وتتخذ كل تدابير الوقاية. على صعيد آخر، أوضح غربي "بأن الاتحادية سبق لها وأن حثّت كل الجمعيات التابعة للاتحادية عبر كل ولايات الوطن، من أجل التوعية والتحسيس بأهمية التبرع بالدم، خاصة وأن هذه الفترة من السنة تعرف طلبا كبيرا على هذا السائل الحيوي بالنظر إلى ارتفاع معدل حوادث السير وكذا المصابين بالأمراض المزمنة كسرطان الدم الذين تزيد حاجتهم إليه، فضلا عن غرف العمليات الجراحية وكذا أقسام الولادة"، داعيا في السياق "كل من تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 65 سنة إلى التبرع" يقول: "هذه الخطوة الصحية التي نتمنى أن تخرج من إطارها العائلي وتتحول إلى تقليد صحي هدفه نبيل وهو إنقاذ الأرواح".