يناشد سكان قرية السدايد، الواقعة جنوب بلدية بني سليمان، شرق ولاية المدية، مصالح الولاية، الالتفات إلى وضعيتهم غير المريحة التي يعيشونها، في غياب ضروريات الحياة، ويتطلعون إلى أن تحظى قريتهم - التي لا يعلمون إذا كانت قريتهم مصنفة كمنطقة ظل أم لا- إلى توفير أساسيات الحياة، كالماء، الطريق والغاز، لمساعدتهم على الاستقرار بهذه المنطقة الريفية، التي تبعد عن المدينة ب2.5 كلم. فضلت عشرات العائلات، بعد استتباب الأمن، وانتهاء سنوات الجمر، العودة إلى مساكنها، نهاية التسعينات، بل صارت قرية السدايد محل اهتمام العديد من مواطنين آخرين استوطنوا بها، وشيّدوا مساكن جديدة، خاصة على ضفاف الطريق الذي تم شقه، لربط الأهالي بالمدينة، لكنه بقي دون تعبيد منذ سنوات. عندما زارت "المساء" منطقة السدايد منذ أيام، التقت العديد من سكانها، الذين أكدوا أنه لم يتغيّر شيء في حياتهم، حيث بقيت مشاهد المعاناة ماثلة في هذه المنطقة، فلا ماء ولا غاز ولا طريق معبد، رغم الوعود المتكرّرة من طرف الجماعات المحلية والمصالح الولائية، مؤكدين أن حياتهم تتعقد في كل الفصول، لاسيما في فصل الشتاء، حيث ذكر المواطن محمد بوعلاقة ل«المساء"، أن وضعيتهم بقيت مثلما كانت عليه قبل عقود، حيث أن السدايد لم تستفد إلا من الكهرباء، وما عدا ذلك فإن الأهالي لا زالوا في أمس الحاجة إلى فك العزلة، وتمكينهم من حقهم في التنمية المحلية، على غرار القرى والمداشر الأخرى المحظوظة بالبلدية. الطريق الترابي متى يتم تعبيده؟ أما عيسى صيدون، فأكد أن هاجس السكان يتمثّل منذ سنوات، في تعبيد الطريق، الذي قامت بشقه مقاطعة الغابات لدائرة بني سليمان منذ أزيد من ثماني سنوات، أما رئيس جمعية القرية، لخضر شعنون، فذكر ل«المساء"، أن الطريق عند تفريشه بالحصى، لم يصمد أمام العوامل الطبيعية وكثرة استعماله، ليعود إلى حالته الترابية التي عرقلت حركة التنقل به، حيث ظل العديد من السكان يسلكون طرقين آخرين أطول مسافة للوصول إلى المدينة. أفاد محدثنا، بأن هذا المسلك ازداد اهتراء، بعد أن صار يستعمل من طرف الشاحنات المحملة بمحصول البطاطا، المزروع على جنبات الطريق، لأن الأراضي الفلاحية التي كانت تزرع بمحاصيل الحبوب، تحولت منذ العام الماضي، إلى حقوق للخضر، لاستفادتها من مياه سد بني سليمان الكبير. غياب الكهرباء يحرم السكان من الماء كما يشتكي سكان السدايد غياب ماء الشرب، حيث تم توصيل القنوات، لكن لا جديد عن وصول هذه المادة الحيوية إلى حنفيات السكان، لأن المضخة التي تدفع الماء نحو السكان غير مزودة بالكهرباء، وفي هذا الشأن، أكد لنا أحد المواطنين أن المشكل، يتمثّل في معارضة أصحاب الأراضي تمرير أعمدة الكهرباء، رغم محاولات السلطات المحلية حل المشكل، آملين أن تتدخل مصالح الولاية لحله، وطي مشكل العطش. في هذا المجال، يذكر السيد شعنون أن سكان السدايد لا زالوا يلجأون إلى طلب هذه المادة الحيوية من القرى المجاورة، أو من المدينة، أو يشترون مياه الصهاريج، التي لا يقل ثمنها عن الألف دينار، وهي المعاناة التي عمرت طويلا، دون أن تجد لها السلطات المحلية حلا شافيا. الغاز.. أنجزت القنوات وغابت الطاقة سرد أهالي المنطقة على "المساء"، مشكل الاستفادة من الغاز الطبيعي، مؤكدين أن سكان فرقة السدايد لم تكتمل فرحتهم بتوصيل قنوات شبكة هذه المادة الطاقوية، التي أصبح ينعم بها بقية سكان القرى المجاورة، لكن منذ أكثر من سنة، تم الانتهاء من مشروع الربط، وبقي السكان ينتظرون موعد الاستغلال الفعلي لهذه الطاقة الغائبة بالشبكة. قال ممثلون عن عائلة بوعلاقة أيضا، إنهم لا زالوا يكابدون المشاق من أجل الحصول على قارورات البوتان، التي تصبح خلال فصل الشتاء عملة نادرة، ومحل مضاربة، ويضطر السكان إلى استئجار المركبات لتوصيل قارورات البوتان إلى بيوتهم، أو اللجوء إلى استعمال ظهور الدواب، كما تعودوا عليه منذ عقود. آملين أن تتحرك الجهات الوصية لرفع الغبن عن هذه المنطقة، وتمكينها من ضروريات الحياة، على غرار بقية القرى والمداشر ومناطق الظل، التي أوصى رئيس الجمهورية بضرورة التكفل بسكانها.