يُعد واحدا من ألمع ما أنجب التجديف الجزائري على مر أجياله، قدّم الكثير للعبة، وساهمت عائلته الرياضية في تكوينه ونبوغه وطنيا ودوليا. تأسف لعدم توظيف خبرته الاحترافية لفائدة بني وطنه، لكن الفرصة جاءته من جانب تنظيم الألعاب المتوسطية التي ستنظم سنة 2022 بوهران، والتي يعتبرها تحديا يجب كسبه لفائدة الوطن وسمعته ورياضيّيه... إنه نبيل شيالي الدولي السابق في رياضة التجديف، وعضو اللجنة المنظمة للألعاب المتوسطية، الذي كانت ل "المساء" هذه الدردشة القصيرة معه. ❊ في المستهل، هل من جديد بشأن التحضير للألعاب المتوسطية 2022 بوهران؟ وكيف جاء انضمامك للّجنة المنظمة لها؟ ❊❊ الأمور تسير في أحسن الأحوال، والكل عازمون على الدفع بالتحضيرات إلى أحسن وأعلى مستوى. وكما يعلم الجميع، فإن التنسيق بين اللجنة المنظمة ولجنة التنسيق والتقييم للجنة الدولية المتوسطية مستمر، ولو عن طريق التخاطب المرئي عن بعد، بالنظر إلى الأزمة الصحية العالمية، التي تسبب فيها فيروس "كورونا". أما ما يتعلق بي، فإنه شرف كبير لي أن انضم للجنة التنظيم، وأقود لجنة الإيواء والإطعام، وأعمل مع مجموعة رائعة بقيادة سليم إيلاس الذي يعمل بكل شفافية. إنه تحد يجب علينا جميعا أن نكسبه، وأمنيتي الغالية والكبيرة أن تنجح الطبعة المتوسطية القادمة بوهران، وتكون مميزة، وتبقى راسخة في تاريخ هذه الألعاب. ❊ كيف تلقيت شطب رياضة التجديف التي هي اختصاصك، من برنامج الرياضات المدرجة في الألعاب المتوسطية؟ ❊❊ بحسرة كبيرة، أنا أرى أنه كان واجبا الدفاع عن ملف رياضة التجديف كباقي الرياضات لدى اللجنة الدولية، لكن أمام غياب الاتحادية الجزائرية للعبة وكل من يدافع عن رياضة التجديف، ضحت اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية بها، وشطبتها من لائحة الرياضات المبرمجة في طبعة وهران. وعندما أفاقت الاتحادية الجزائرية من سباتها كان الوقت متأخرا، وكان الأمر قُضي. ❊ على ذكر الاتحادية الجزائرية للتجديف، ما رأيك بشأن قرارها استئناف النشاط والمنافسات في المستقبل القريب؟ ❊❊ لقد بلغنا من خلال آخرالأخبار، أن الاتحادية الجزائرية للتجديف والكانوي كاياك تعتزم إنهاء رزنامة الموسم الرياضي (2019 2020) بتنظيم المرحلة الثانية من البطولة الوطنية للكاياك شهر سبتمبر القادم، والبطولة الوطنية للتجديف في شهر نوفمبر، وهذا بعدما نشطت بطولة وطنية للتجديف داخل القاعة، وتربصين للانتقاء بالنسبة للنخبة قبل توقف النشاط وإغلاق المنشآت الرياضية بقرار من وزارة الشباب والرياضة. ❊ بصراحة، هل أنت مع استئناف النشاط أو إلغائه نهائيا بسبب جائحة "كورونا"؟ ❊❊ إلغاء كل المنافسات الرياضية هو القرار الحكيم؛ ذلك أن صحة الرياضيين لا تقدَّر بثمن، وينبغي الحفاظ عليها. صحيح أن بعض الاتحادات الوطنية فصلت نهائيا توقيف النشاط وألغت كل منافساتها في حين أن اتحادات أخرى لازالت تتماطل رغم الصعوبة التي تجدها في تجسيد البروتوكول الصحي، لكن ما يقلق حقا هو عدم معرفة تاريخ الاستئناف؛ كون ذلك من صلاحيات السلطات المعنية، والصحية بشكل خاص؛ لأن التدريبات الفردية التي يقوم بها الرياضيون لا تكفي بتاتا. ❊ المعروف أن شيالي كان رياضيا محترفا في أوروبا، حدثنا عن هذه التجربة الاحترافية. ❊❊ كان احترافي في محله؛ حيث أغنيت به مشواري في عالم التجديف، وخصوصا الاحتكاك بالمستوى العالي، بداية بفريق نادي أتلتيك بولونيا الباريسي سنة 2012، وبعده بفريق نادي ماريان بمارسيليا سنة 2014. وضمن هذا الفريق تحصلت على الميدالية البرونزية لبطولة فرنسا سنة 2016، وهناك شيء آخر استفدت منه.. ❊ وما هو ؟ ❊❊ في نفس السنة (2016) انتهزت الفرصة للقيام بتربص دراسي لمدة ثلاث سنوات، سمح لي بنيل شهادة دولة لمدرب نخبة. وبالمناسبة، أنا المدرب الجزائري الوحيد الذي يحوز على هذه الشهادة في رياضة التجديف في الجزائر. ❊ وهل أفدت التجديف الجزائري بهذه الشهادة والمعارف التي تحصلت عليها؟ ❊❊ للأسف لا بالنظر إلى ذهنيات بعض الأشخاص الذين ليست لهم أي علاقة برياضة التجديف. ويؤلمني أن أقول بأن التجديف الجزائري يعاني من سوء التسيير لتواجد الكثير من الرداءة التي أدت إلى انخفاض مستواه. كنا الأحسن في إفريقيا، والآن نتموقع في الرتبة الثالثة، متأخرين كثيرا عن مصر وتونس رغم أننا نتوفر على واحد من أحسن الأجيال في اللعبة ببلادنا. وما يحزننا كثيرا ويجعلنا ننتفض هو تهميش أحسن الرياضيين من مدينة وهران، وخصوصا من النادي الرياضي الجامعي لوهران، لكن رغم كل ذلك هناك فرص للاستدراك ومعالجة النقائص للانطلاق إلى الأمام من أجل مصلحة رياضيينا. وما أتمناه أن تطوى الصفحة حتى يستعيد التجديف الجزائري أمجاده. ❊ وماذا عن مشوار شيالي الرياضي؟ ❊❊ أولا أنا من عائلة رياضية، فأبي، رحمه الله، كان رئيسا للنادي الرياضي الجامعي لوهران، وكان أول احتكاك لي مع رياضة التجديف وعمري 8 سنوات. وأول بطولة وطنية شاركت فيها كانت في صنف الأشبال بمدينة عنابة. وتوالت مشاركاتي في مختلف البطولات الوطنية مع تدرجي في مختلف الأصناف العمرية؛ ففي سنة 2001 اختاروني كأصغر بطل في تاريخ التجديف الجزائري، وهو ما فتح لي أبواب الفريق الوطني للأواسط. وفي سنة 2004 كنت الوحيد الذي فاز في "السكيف" (أشبال وأواسط). وفي سنة 2006 شاركت في بطولة العالم بهولندا قبل أن أتوقف عن النشاط لفترة. وبعد وفاة والدي قررت ترك النادي الرياضي الجامعي لوهران، والانضمام للفريق الجار والتجديف الوهراني من 2008 إلى 2010، لكني عدت لفريقي الأصلي في عهد رئيسه تكوك نور الدين، الذي أقنعني وساعدني في العودة إلى الفريق الوطني، ثم الظفر بعدة ألقاب وطنية وإفريقية وعربية لأصل إلى مجموع 19 لقبا وطنيا، ورقما قياسيا وطنيا، و4 مرات نائب بطل إفريقيا في جميع الأصناف. وتبقى سنة 2016 الأحسن بالنسبة لي بنيلي 4 ألقاب وطنية، ورقم قياسي داخل القاعة. ❊ لك كلمة الختام. ❊❊ أتمنى أن يندحر عنا فيروس "كورونا"، ولا أنسى أن أترحم على ضحاياه. وأسأل الله أن يمنّ على المرضى بالشفاء. أشكر والدي ومدربي اللذين علّماني الكثير في رياضة التجديف. وأذكّر بعض المسيرين في مختلف الفيدراليات، بأن القصد من تواجدهم في مناصبهم هو التسيير الحسن وليس تصفية الحسابات. وأنا سأبقى رجلا مكافحا، لا يعرف التخاذل والاستسلام.