طع الوزير الأول السوداني، عبد الله حمدوك أمس، الشك باليقين عندما أكد أن بلاده لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قبل انتهاء المرحلة الانتقالية سنة 2022. وقال حمدوك لدى استقباله لكاتب الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو بالعاصمة الخرطوم إن بلاده تمر بمرحلة انتقالية ويقودها ائتلاف مهمته تنفيذ خطة عمل محددة، هدفها النهائي، استعادة السلم وإحلال الاستقرار في البلاد تتوج بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية سنة 2022. وقال المسؤول السوداني إن حكومته لا تحوز على صلاحية اتخاذ قرارات خارج المهمة التي أوكلت لها حتى تقرر قضية بأهمية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وجاءت هذه التوضيحات في أول زيارة يقوم بها كاتب دولة أمريكي إلى السودان منذ 15 عاما عبر أول رحلة جوية رسمية تتم بين مطاري بن غريون الإسرائيلي ومطار السودان الدولي، منذ زيارة كاتبة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس سنة 2005. وجاء هذا الموقف إجابة صريحة على تخمينات إعلامية وتصريحات سياسية لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أجمعت كلها على أن زيارة بومبيو إلى السودان تهدف إلى ترسيم تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية خاصة وأن محطة العاصمة السودانية جاءت في سياق جولة شرق أوسطية الهدف النهائي منها إقناع دول عربية أخرى، بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل تماما كما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 13 من الشهر الجاري. وأشارت هذه المصادر ضمن توقعاتها إلى احتمال إعلان دول عربية عن قرار مماثل، وذكرت من بينها السودان والبحرين وسلطنة عمان وربما المغرب. وأكدت كتابة الخارجية الأمريكية عشية هذه الزيارة دعمها لكل مسعى لتعزيز العلاقات الإسرائيلية السودانية معلقة أملها على نجاح وزيرها للخارجية في تحقيق اختراق دبلوماسي في دولة عربية كانت ضمن قائمة دول "جبهة الصمود والتصدي" الرافضة لكل تقارب مع الكيان المحتل. وكان الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد بعد لقاء جمعه برئيس المجلس الانتقالي في السودان، الجنرال عبد الفتاح البرهان بالعاصمة الأوغندية شهر فيفري الماضي، أنه توصل معه إلى تفاهم للشروع في تطبيع العلاقات بين البلدين، قبل أن تفند الحكومة السودانية ذلك ونفت أن تكون مسألة التطبيع طرحت أصلا خلال ذلك اللقاء. وكان ناطق باسم الخارجية السودانية ثمن الأسبوع الماضي قرار السلطات الإمارتية، تطبيع علاقتها مع إسرائيل وقال إنه لا يوجد أي داع من أجل مواصلة العداء بين بلاده والكيان المحتل، مؤكدا وجود اتصالات مباشرة بين البلدين، قبل أن تخرج الخارجية السودانية عن صمتها ساعات بعد ذلك نافية على لسان وزيرها للخارجية، عمر قمر الدين تصريحات الناطق باسم الخارجية وقال إن العلاقات مع إسرائيل لم تطرح إطلاقا على مستوى الحكومة السودانية. واكتفى الوزير الأول السوداني في تغريدة على موقعه بالقول، إن لقاءه بوزير الخارجية الأمريكي كان جيدا ومفيدا، "حيث أجرينا محادثات مباشرة وشفافة وخاصة ما تعلق بإلغاء اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية ودعم الحكومة الأمريكية للسلطات الانتقالية في الخرطوم". وتفرض الولاياتالمتحدة على السودان عقوبات اقتصادية مشددة منذ سنة 1990 بتهمة دعم الإرهاب وتدريب إرهابيين ومهاجمة سفنها الحربية العائمة في خليج، ضمن أحداث أدت إلى تقليص مستوى علاقات البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ سنة 1997 إلى غاية بداية العام الجاري، حيث أعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية على مستوى السفراء.