أشرف صباح أمس، بدار الإمام بالمحمدية، السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، على افتتاح الأسبوع العاشر للقرآن الكريم الذي يشارك فيه هذه السنة 45 متسابقا من بينهم أربع فتيات. وقد حضر حفل الافتتاح في شهر نصرة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم جمع غفير من الشخصيات الوطنية والدينية وأئمة المساجد من مختلف أنحاء الوطن إحتفاء بالقرآن الكريم وبمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم. استهل كلمة الافتتاح بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبوعبد الله غلام اللّه، مرحبا بالحاضرين، مستعرضا تعلق الشعب الجزائري بالدين الاسلامي الحنيف وبشمسه الساطعة القرآن الكريم وسراجه المنير محمد صلى اللّه عليه وسلم. وأضاف أن الاحتفال بمولده هو الإعراب عن حبه وتعليم الناشئة حب المصطفى والاقتداء بسيرته العطرة ومكانة الرسول العظيمة عند الجزائريين وما هذه النهضة القوية في بناء المساجد إلا استجابة من الخلف الحي إلى السلف الصالح من أجل أن تنصر الجزائر دينها وتحفظ كرامتها. وحث وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كلمته الشعب الجزائري على الانتخاب نزولا عند قوله صلى اللّه عليه وسلم لما دعانا إليه وأمرنا به: "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية". وبعد هذه الكلمة الترحيبية المقتضبة قرأ السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية كلمة الرئيس على المشاركين في الملتقى الوطني العاشر للقرآن الكريم واصفا عظمة القرآن ومنزلته الرفيعة عند الأمة الإسلامية باعتباره النور الذي بدد ظلمات الجاهلية وحرر الانسانية وطهرها من الدنس والشرور وعاد بها إلى منبعه الحقيقي منبع الروح. واستعرض في هذه الكلمة تعلق الأمة الجزائرية بالاسلام التي احتضنت المصحف الشريف وحملت مشعل الايمان الراشد منذ 14 قرنا من الزمن ومازالت تطمح لمجتمع أصيل ينعم بالأمن والتماسك والاستقرار بعد أن تجاوزت النكسة النكراء وخرجت من ذلك الامتحان العسير منتصرة. كما تكلم مطولا عن المنهج المحمدي الذي رآه يتميز بكونه ثمرة يانعة لتبليغ الرسالة ذات الصبغة الانسانية. كما استعرض أخلاق وشمائل المصطفى وسلوكه وتعامله عليه الصلاة والسلام قبل البعثة وعندما بعث وعند هجرته صلى اللّه عليه وسلم، وكيف أنه كان كما وصفته أمنا عائشة رضي اللّه عنها »كان خلقه القرآن« وكما مدحه اللّه في كتابه »وإنك لعلى خلق عظيم« وكما ذكر هو عن نفسه الطاهرة بقوله »أدبني ربي فأحسن تأديبي«. ورأى ان العجز والخطر المحدق بالانسانية اليوم يعود إلى الفراغ الروحي لا الفراغ في القوانين وإلى التناقض الصارخ بين المبادئ والتنفيذ وبين القول والسلوك. وخلص إلى القول: أن الأزمة العالمية الآن هي أزمة أخلاقية، لأن البشرية لم توازن بين المادة والروح، وقد نسيت أن الروح هي الأصل وأن المادة وسيلة وليست غاية. وبعد قراءة كلمة الرئيس المطولة التي أشادت وأثنت على حققه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عملاً وقولاًً، أعلن السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية باسم رئيس الجمهورية عن الافتتاح الرسمي للأسبوع الوطني العاشر للقرآن الكريم الذي يشارك فيه 45 متسابقا من خلاصة ما أفرزته المسابقة عبر ولايات الوطن، بأصنافه الثلاث، الحفظ والتجويد وفئة صغار حفظة القرآن الكريم ليستمر الملتقى على مدار ثلاثة أيام كاملة يتلى فيها القرآن وتلقى محاضرات حول السيرة العطرة لرسول اللّه حيث تعلن في نهاية الأسبوع عن قائمة الأسماء الفائزة بهذه المسابقة الشريفة.