علقت العديد من المحلات التجارية بقلب العاصمة على واجهاتها ورقات بمختلف الألوان كتب عليها "صولد" أو تخفيضات نهاية السنة وكذا عبارة "سعر شوك" لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، وقد اختلفت المعروضات بين الألبسة والأحذية وحقائب السفر وحقائب اليد النسائية، ولم تفوت المحلات الصينية الفرصة، حيث خفضت أسعار المفروشات وزينة الصالة وطاولات الطعام وملابس الأطفال· إقبال منقطع النظير تشهده المحلات التي أخضعت سلعها للتخفيضات وخصوصا محلات بيع الملابس الجاهزة، فهي عزاء العائلات والمواطن البسيط الذي ينتظر مثل هذه التظاهرات التي أصبحت تقليدا عالميا في نهاية السنة للحصول على ملابس ذات جودة بأسعار معقولة، والتي يحاول من خلالها "اصطياد الماركة"، والمشهد الذي يتكرر في الكثير من المحلات هو التفاف كوكبة من النساء حول العلب الكارتونية التي تتربع في قلب المحل والتي تحتضن قمصان نسائية وملابس الأطفال لتسهيل عملية الإقتناء التي يجد فيها الزبون راحته التامّة فيشرع في البحث عن ضالته حسب الذوق واللون، وغالبا ما تضم العلب الأحذية والملابس الصيفية التي كانت وإلى وقت غير بعيد باهظة الثمن وصعبة المنال على الشخص المحدود الدخل وغالبا ما تتراوح نسبة التخفيضات بين 30% و50% وهي النسبة التي تشجع المستهلك على الشراء، حيث يرى في العملية فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها أبدا· وفي هذا الصدد قالت نادية طالبة جامعية "أنا وزميلاتي بالجامعة نحرص دوما على معرفة جديد المحلات التي يوجد بها الصولد حتى يتسنى لنا شراء ملابس تؤمن لنا الأناقة بأسعار معقولة، فوالدي متقاعد ويعيل عائلة كبيرة العدد، لهذا أجمع منحتي الدراسية واستغل فرصة التخفيضات للشراء، وقد اقتنيت مجموعة من القمصان الشتوية الزاهية الألوان من محلات ميسوني بسعر600 دج والتي كان سعرها مضاعفا قبل أيام قليلة فقط، فعلاً الصولد فرصة "الزوالي" للأناقة، فالأسعار ملتهبة في الأيام العادية ولا تشجع على الشراء أبدا· وإذا حصل فلا يمكن شراء أكثر من قطعة واحدة"· أما "زهية" التي اختارت زوجين من الأحذية الرياضية التي عرضت بأسعار مختلفة بين 400 دج و800 دج ترى أن فرصة الاختيارلا يمكن تضييعها تقول"لقد استلفت مبلغ القطعتين من صديقتي لأني إذا لم أغتنم الفرصة اليوم سيضيع مني الاختيار، خصوصا أن فرصة إيجاد المقاس واللون صعبة، فهذه ميزة أحذية الصولد، كما أن أسعارها جد مغرية فسعر القطعة التي اقتنيتها اليوم ب800 دج كانت قبل أسبوع ب2000دج"· محلات فساتين السهرات أيضا خفضت أسعار معروضاتها التي كانت ملتهبة خلال فصل الصيف حيث بلغ سعر الفستان 5000 دج بعدما تجاوز سقف 13000دج في الأيام الحارة التي تكثر فيها الأعراس والحفلات، خصوصا أن دورالأزياء العالمية تحرص كل سنة على تقديم تشكيلة جديدة من الموضة وبالتالي تصبح الفساتين التي كانت معروضة خلال مطلع السنة المنصرمة "دقة قديمة" وهو الأمر الذي يدفع أصحابها للتخلص منها لضمان ملء المحل بمنتجات جديدة بدون خسارة· المحلات الصينية أيضا عرضت سلعها بأسعار معقولة جدا ومغرية حيث يصل سعر حقيبة اليد النسائية إلى250دج، أما "الإيشارب" فقد وصل سعره إلى 200دج في زمن البرد القارص، في حين انخفض سعر طقم المائدة إلى 1200دج من الحجم المتوسط، ووصل سعر القطع المخصصة لزينة الصالة والطاولة من الحجم الصغير إلى50 دج وهو ما يفسر الإقبال الكبير عى هذه المحلات· إلا أن الأمر الذي يؤكده الكثير من الباعة والمستهلكين أيضا أن الملابس الشتوية النسائية المستعملة في البيت وملابس الأطفال قد عرضت هذه السنة بأسعار معقولة جدا مثل الجبات التي عرضت بأسعار مختلفة بين 400 و 700دج والملابس الرياضية للأطفال والفتيات التي عرضت بسعر 400دج، وكذا "البلايغ" الشتوية المصنوعة من القطيفة والصوف التي تبدأ أسعارها من 100دج· وتختلف نسبة التخفيضات بين المحلات حيث يظهر الفرق في الأسعار واضحا لدى المحلات التي أبقى أصحابها على السعر القديم للمقارنة، وغالبا ما تكون فوارقها كبيرة تفوق ال35%، في حين يتضح لك جليا أن بعض المحلات استعملت كلمة "الصولد" لاصطياد الزبائن فقط، حيث لا تزيد نسبة التخفيض في الحقيقة عن 5% أو 10% وهي النسبة التي لا تشجع على الشراء· ويمارس أصحاب المحلات التخفيضات لأسباب مختلفة منها التخلص من الماركات القديمة أو الحفاظ على مسايرة الموضة، ومنه التخلص من الموديلات القديمة لاستقبال تشكيلات جديدة أو تغيير نشاطها التجاري·