عاشت أحياء بلوزداد خلال الساعات التي أعقبت تأهل الشباب الى الدور نصف النهائي من كأس الجزائر لكرة القدم، على حساب وداد تلمسان، أجواء احتفالية كبيرة مميزة تعد الأولى منذ عدة سنوات. لقد كانت الفرحة عارمة وشملت كل الشوارع والأزقة التي امتلأت بالأنصار، الذين لم يسعفهم الحظ في التنقل إلى غيلزان، هاتفين باسم فريقهم المفضل ورافعين اللونين الأبيض والأحمر اللذين رفعا أيضا على شرفات المنازل التي انطلقت منها زغاريد مدوية زادت في جمال هذا الاحتفال الذي تواصل إلى ساعات متأخرة من الليل. وعاش البلوزداديون المباراة على أعصابهم، لا سيما في شوطها الثاني الذي لعبه الفريق بتسعة عناصر في العشرين دقيقة الأخيرة من الوقتين الرسمي والإضافي، بعد طرد براجة (د71) و نيبيي (د 80) وتمكن المنافس من تعديل النتيجة في الوقت البدل الضائع من المواجهة، فضلا عن القلق الكبير الذي انتابهم خلال فترة الضربات الترجيحية، التي كان فيها الحارس فلاح بطلا حقيقيا. المهم بالنسبة للبلوزداديين، هو انتزاع فريقهم لتأشيرة التأهل، وحتى وان كان هذا الانجاز جاء بشق الأنفس، فإنه عكس الإرادة الكبيرة التي خاض بها رفاق ايت وعمر المباراة، حيث أبوا إلا ان يحققوا آمال آلاف الأنصار الذين حلموا بهذا التأهل، الذي فتح لهم أبواب بلوغ نهائي المنافسة الشعبية. وقد لعبت تشكيلة "العقيبة" مباراة تكتيكية محضة، سمحت لها بتسيير مجريات اللعب بالكيفية التي أرادها المدرب محمد حنكوش، الذي طلب من لاعبيه منع المنافس من تطوير لعبه المعتاد، حيث تمكن البلوزداديون من احتلال وسط الميدان، أين برز بصفة خاصة الثنائي اليكس وايت وعمر، اللذين نجحا في المهمة الموكلة إليهما والمتمثلة في استرجاع الكرات وبعث اللعب بسرعة نحو الهجوم، مما ساعد زملاءهما في الخط الأمامي في زعزعة دفاع الوداد عدة مرات وفتح باب التسجيل في الوقت المناسب. وعكس ما توقعه الكثير، فإن شباب بلوزداد لم ينهر بعد تعديل الوداد النتيجة، حيث عجز هذا الأخير عن استغلال التفوق العددي، في الوقت الذي اضطر حنكوش لتدعيم خط دفاعه لتيقنه من ان الذهاب إلى الضربات الترجيحية كفيل بمنح الفوز لفريقه في ظل تواجد الحارس الاختصاصي فلاح، الذي تصدى لأربع ضربات وسمح لزملائه بمواصلة مغامرة الكأس... وعكس بلوغ هذه المرحلة المتقدمة من سباق الكأس، قوة الفريق وتحسن أدائه منذ عودة المدرب محمد حنكوش إلى العارضة الفنية، واعتنائه بتكوين تشكيلة شابة فاجأت حتى أنصارها بقدرتها في اللعب على جبهتي البطولة والكأس، وهو الأمر الذي لم يحدث لهذا الفريق منذ عدة مواسم. ولا يخفى على أحد في بلوزداد، ان السياسة الرشيدة المتبعة من طرف اللجنة المديرة للنادي، كانت أيضا وراء النتائج الممتازة التي ما انفك يسجلها الفريق، الذي استعاد عافيته بعد المشاكل التي عاشها في مرحلة الذهاب و كانت سببا في الانسحاب المفاجئ لحنكوش، الذي يقر له الجميع بمساهمته الفعالة في إعادة الفريق إلى الواجهة.