نشاطات واجتماعات حاسمة ومفصلية، بدايتها كانت بلقاء مع قائد أركان الجيش، ثم توقيع لقانون المالية والمرسوم المتضمن تعديل الدستور، فاجتماع لمجلس الوزراء، وبعدها اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، وآخر وليس أخيرا، استقبال ممثلين عن كونفدراليات أرباب العمل. ساعات قليلة، وخلال بضعة أيام، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يترأس لقاءات رسمية محورية، تخصّ الوضع العام في البلاد وعلى الحدود، وتقييم نشاط وحصيلة وزراء الحكومة، ومناقشة الملفين الاقتصادي والصحيّ في البلاد.. وهي كلها فواصل ونقاط لا يمكن الاستغناء عنها بأيّ شكل من الأشكال، ولا بأيّ حال من الأحوال. لقد خرست الألسن المسمومة، ومنتجي الإشاعات والدعايات المغرضة من وراء البحار والمحيطات، ولم يعد لهؤلاء "الرهط" من "الخلاطين" وبائعي الأوهام، ما يقولونه أو يكتبونه، بعدما عاد رئيس كلّ الجزائريين سالما معافى، واستأنف نشاطه بالسرعة القصوى، عكس ما كان يعتقده بعض المروّجين للأكاذيب والأراجيف. لقد انطلق قطار الجزائر الجديدة، مثلما طالبه به الجزائريون وحلموا بتحقيقه، ولا يُمكن لبائعي "الهفّ" و"الخوف" أن يضعوا العصا في العجلة، طالما صدقت النوايا وتمّ تكريس المشروع على أرض الميدان، ولو بالتدريج، علما أن العام المنصرم، كان استثنائيا وخاصا، ليس للجزائر فقط، وإنما لكلّ دول العالم، بسبب الآثار الخطيرة والمعقّدة الناجمة اضطرارا ودون سابق إنذار عن أزمة كورونا. بناء الدولة يستلزم تظافر الجهود، وإرادة حقيقية وعزيمة فلاذية.. يتطلب كذلك وأد الانتهازية والأنانية والنرجسية في النفوس، ويستدعي أوّلا وأخيرا المبادرة والروح الفردية والجماعية معا، في التفكير والإنتاج والتغيير..تغيير الذهنيات أولا، وإنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. من البديهي والطبيعي، أن "يغضب" رئيس الجمهورية، من وعلى، بعض الولاة والوزراء والمسؤولين في قطاعات حيوية وتنفيذية، وهو نفس شعور المواطنين الوطنيين، فإذا "نام" هؤلاء "المغضوب منهم وعليهم"، ولم ينفّذوا المطلوب والمرغوب منهم، فإنهم يصبحون من "خائني الأمانة". الوقت لاستعجال الحلول والبدائل وتنفيذ أوامر وتوجيهات الرئيس، والاستجابة لتطلعات الجزائريين، خاصة "الزوالية" منهم، والعمل على المشاركة الحيوية والآنية وبتفان وإخلاص، في استكمال مسعى التغيير الجذري والإصلاحات الشاملة بما يبني جزائر جديدة قائمة على أركان صحيحة ومضمونة وغير مخدوعة. لا يُمكن تجاهل أو استصغار كلّ القرارات التي اتخذها الرئيس تبون، في عديد الاجتماعات والجلسات واللقاءات، فهي كافية لإنجاح المسعى الوطني الذي يريده الجميع، ولذلك، فإنه من الضروري على "التنفيذيين" في القمة والقاعدة، وفي كلّ بقاع الجمهورية، أن ينخرطوا في التنفيذ عاجلا وغير آجل، وليس في هذا "مزيّة"، ولكنه واجب محتوم يجب السهر على أدائه كاملا غير منقوص. محاربة البيروقراطية وتنظيف غبار الفساد و"الأفسدة"، والتخلص من العقليات المريضة والبائدة، وتجاوز التسيير الفلكلوري بالإدارات وعديد المؤسسات، والانتقال السريع نحو رقمنة الهيئات الحيوية كالبنوك والجمارك والضرائب وأملاك الدولة وغيرها، والاعتماد على الكفاءة، والتأسيس للشفافية والعدل والمساواة في الجزاء والعقاب، كلها مفاتيح ومهمة أساسية ليست قدرا محتوما على رجل واحد، أو على مجموعة بعينها، وإنما هي مسؤولية وواجب الجميع من دون استثناء من أجل جزائر جديدة ستكون للجميع.