عاشت منطقة حي سيدي البشير "البلاطو" سابقا، ببلدية وهران، ليلة أول أمس، أجواء رعب حقيقية، على خلفية انهيار بناية قديمة آهلة بالسكان، نجت منها 14 عائلة بأعجوبة، بعد أن تمكنت مصالح الحماية المدينة من إخلاء البناية قبل دقائق من انهيارها الكامل، فيما بقيت عدة عائلات قاطنة بجوار البناية المنهارة، تحت هاجس الانهيارات، مع تواصل التصدعات على مستوى ما تبقى من العمارة المنهارة. كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة و50 دقيقة من مساء أول أمس، عندما انهارت بناية قديمة متواجدة بشارع "كريم بن غلة محمد"، والمكونة من 4 طوابق، زائد طابق تم تشييده بطريقة فوضوية، وتضم 14 عائلة. حسب سكان العمارة الذين استجوبتهم "المساء" بالموقع، فإن العمارة سبق لها أن شهدت انهيارا جزئيا منذ 15 يوما، وقد تم الاتصال بالمصالح المختصة للتبليغ عن الانهيار الجزئي، غير أنه وبسبب الأمطار الأخيرة، تعرضت العمارة ليلة السبت، لانهيار جزئي في الجدار الخارجي للبناية، مما اضطر العائلات إلى مغادرة البناية، وتدخل مصالح الحماية المدينة التي طوقت المنطقة، وبعد أقل من نصف ساعة، تعرضت العمارة للانهيار الكامل من الجهة الشمالية، مخلفة خسائر كبيرة للعائلات التي تركت خلفها كل أثاثها، ولم يسلم منه شيء، حسب العائلات المتضررة. من جانبه، أكد السيد بن عبد المؤمن، رب عائلة، أن العائلات المقيمة في البناية لم يتم إحصاؤها أو التقرب منها من طرف مصالح البلدية، رغم تواجدها في بناية قديمة، حيث تم، حسبه، "منذ سنوات، ترحيل سكان عمارة مجاورة دون ترحيل سكان البناية المنهارة"، وأضاف المتحدث، أن العائلات سبق لها أن حاولت التقرب من المسؤولين للتعرف على أسباب عدم إحصاء البناية القديمة، وترحيل سكانها، خاصة أنهم من قدماء السكان المتواجدين بها منذ أكثر من 50 سنة. أكد المتحدث أن العائلات نجت من موت محقق، حيث لو وقع الانهيار في ساعات متأخرة من الليل، لخلف ضحايا بوجود حوالي 50 شخصا مقيما بالبناية القديمة. ودعا السكان إلى ضرورة تدخل والي وهران للوقوف على الوضعية وترحيلهم ومساعدتهم على اقتناء الأثاث، بعد ضياع كامل أثاثهم والتجهيزات الكهرومنزلية تحت الأنقاض. تنقلت "المساء" إلى الموقع الذي ظهر كساحة حرب، خاصة أن أجزاء كبيرة من سقف الطابق الرابع بقي معلقا، ويهدد المارة، فيما تمايلت الجدران المتبقية من البناية نحو بناية مجاورة، وتم إخلاؤها من السكان، في حين سارعت عناصر الحماية المدنية للتدخل وإخراج ما تبقى من أثاث وممتلكات المواطنين، وسط خطر الانهيار في أية لحظة. أكد مدير الحماية المدنية لولاية وهران، العقيد عبد الحفيظ سويكي، أن طوقا أمنيا ضرب على المنطقة، وأن مصالح التدخل بقيادة فرقة التدخل في الأماكن الوعرة، تقوم بإخراج ممتلكات المواطنين العالقة، بالتنسيق مع مصالح الشرطة، التي فرضت هي الأخرى طوقا أمنيا بالكامل على شوارع الحي، كما كشف الرائد بلالة عبد القادر، المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية وهران، عن تسخير أكثر من 70 عونا و6 سيارات إسعاف وآليات للتدخل، مع وضع جهاز متابعة للسهر على أمن البنايات المجاورة والسكان. من جانبه، كشف الأمين العام لبلدية وهران، نور الدين مستور، أن مصالح الدائرة، بالتنسيق مع البلدية، تقوم بإحصاء السكان في انتظار اتخاذ إجراء سريع من طرف والي وهران للتكفل بالعائلات، وقد كان والي وهران مسعود جاري رفقة رئيس الدائرة، قد قاما بزيارة للموقع، واستقبل ممثلي العائلات الذين وعدهم بالترحيل قريبا، فيما شرعت مصالح البلدية في إحصاء العائلات المتضررة والعائلات الموجودة ضمن منطقة الخطر بالشارع. كشف مصدر من المندوبية البلدية سيدي البشير، من جهته، عن أن المندوبية لوحدها، تحصي 142 بناية قديمة مصنفة في الخانة الحمراء، تم رفع تقارير حولها إلى الجهات المختصة بالولاية، وهي العمارات التي حددتها مصالح الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات "سي تي سي"، في انتظار قرارات الترحيل.