در الباحث السياسي، فلوران كومبت بالاسو، أن القوة الأوروبية "تاكوبا" المُكلفة بدعم القوات الفرنسية في حربها ضد الإرهاب في منطقة الساحل الافريقي لن يكون لها تأثير حاسم في الميدان، بقناعة عدم إمكانية تسوية الصراع في هذه المنطقة المضطربة إلا عندما تتمكن دول المنطقة نفسها من استعادة سلطتها. وأكد عالم السياسة في تحليل نُشر على المنصة الدولية المهتمة بالصراعات حول العالم "غلوبال ريسك انسايت"، أنه يمكن لقوة "تاكوبا" أن تجعل من تحقيق انتصارات تكتيكية ضد الجماعات الإرهابية وكسر العزلة الدبلوماسية والعسكرية لفرنسا في منطقة الساحل أمر ممكن، ولكن من غير المرجح أن يكون لها التأثير على مسار الصراع". وقال الخبير السياسي "هناك شيء واحد واضح وهو أن الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل لا يمكن كسبها بشكل نهائي إذا لم تتمكن دول المنطقة من ضمان أمنها واستقرارها" ضمن سيناريو يرى نفس الخبير أنه "غير واقعي على المدى المتوسط والبعيد". ولاحظ فلوران كومبت بالاسو أنه "في 13 جانفي 2020، جمعت قمة مدينة "بو" التي نظمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضمت رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس لم تحقق النتائج المرجوة منها وأنه بعد مرور عام، لم يتم تسجيل تغيير كبير في الحرب ضد الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة". وقال إنه "في سنة 2020، كانت هناك انتصارات تكتيكية هامة مثل القضاء على الخلايا الإرهابية وبعض القادة الإرهابيين مثل زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، شهر جوان". وأشار إلى أن الهالة الإعلامية التي تحيط بهذه الانتصارات تهدف خاصة إلى طمس الحقيقة، خاصة وأن فرنسا حاليا تنظر إلى الساحل على أنه أفغانستان إذ وصفته بالحرب الافريقية التي لا تنتهي. لكن الخبير السياسي أكد أنه رغم ارتفاع تعداد القوات الفرنسية بين 2014 و2020 التي تتضمن 500 جنديا تم إرساله بعد قمة "بو"، فإن فرنسا ومجموعة 5 ساحل "لم يحققوا انتصارات استراتيجية في المنطقة". وقال في هذا السياق "إن الوضع الأمني في منطقة الحدود الثلاثة التي تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر تدهورت بدليل تضاعف الهجمات الإرهابية بهذه المنطقة منذ 2016 بنسبة 500%". وهو ما جعله ينبه إلى احتمالية توسيع الجماعات الإرهابية لحضورها نحو الجنوب الغربي للمنطقة باستغلال عجز الدول في توظيف مقاتلين جدد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. وأوضح من جهة أخرى، أن عملية "بارخان" كانت "جد مكلفة ودامية ومرفوضة شعبيا" في فرنسا بعد مقتل 50 جنديا فرنسيا في صفوفها منذ سنة 2013 ، إضافة إلى 200 جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأوضح أنه "حسب سبر أراء حديث 51% من المواطنين الفرنسيين هم ضد التدخل"، مشيرا إلى أنه يصعب حاليا تبرير التدخل الفرنسي في المنطقة لغياب الروابط بين الأعمال الإرهابية في فرنسا وجماعات الساحل. كما يعد رفض مواطني منطقة الساحل لعملية بارخان عاملا آخر يفسر الصعوبات التي تواجهها فرنسا في المنطقة. للإشارة فإن القوة الأوروبية "تاكوبا" التي تعني السيف بلغة التوارق مكوّنة من 600 جندي أرسلتهم سبع دول أوروبية من بينهم 300 تحت قيادة فرنسية، انطلقت رسميًا الصيف الماضي وتعتبر عملياتية اعتبارًا من سنة 2021 لمدة ثلاث سنوات، وتأتي لدعم القوة الفرنسية برخان الفرنسية المتواجدة في الميدان منذ 2014 والتي تضم 5100 رجل.