تُختتم الطبعة الثانية للتظاهرة الوطنية "السكاتش المنزلي"، اليوم، تحت شعار "من جشبة بيتنا"، والتي تم تخصيصها، حسب تصريح رئيس التعاونية الثقافية "إكسيلانس لإبداعات الشباب"، وليد عابد ل "المساء"، لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، سيما الذين يصعب عليهم التنقل بفعل الإعاقة. أكد وليد عابد أن التظاهرة الوطنية "السكاتش المنزلي" التي استمرت فعاليتها 14 يوما وتختتم اليوم، تم تنظميها رفقة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، بغرض إدماج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المشهد الثقافي. وتم تحديد شروط المشاركة في هذه الفعاليات، وهي أن يكون عمر المشترك من ثماني سنوات إلى ما فوق، وأن يرسَل مقطع فيديو مرفق بالاسم واللقب والولاية على الموقع الرسمي الخاص بلجنة تحكيم التظاهرة، ويقدَّم من خلاله عرض مسرحي صغير أو إلقاء لا يتجاوز مدته 4 دقائق. وأضاف أنه سيتم منح جوائز تشجيعية للفائزين، وشهادات مشاركة لجميع المشاركين من طرف الجهة المنظمة (التعاونية الثقافية إكسيلانس لإبداعات الشباب)، التي تأسست سنة 2020 بولاية سيدي بلعباس، برئاسة المتحدث الذي أنشأها رفقة مجموعة من الفنانين الفاعلين. وتحدّث الفنان وليد عابد عن أهداف الجمعية، المتمثلة في اكتشاف وتشجيع المواهب من مختلف الأعمار وجميع فئات المجتمع، والترويج للفنانين والثقافة والفن الجزائري داخل وخارج الجزائر، والحفاظ على تراث الوطن، وتنظيم أيام ومهرجانات ثقافية وإعلامية، وإنتاج مسرحيات خاصة بالأطفال والكبار، وتنظيم معارض وصالونات أدبية. وبالمقابل، لم تقف التعاونية مكتوفة الأيدي أمام مخلفات جائحة كورونا، التي مست أيضا، وبشكل عميق، الفعل الثقافي؛ إذ نظمت نشاطات افتراضية وميدانية في إطار اكتشاف المواهب الشابة في جميع الاختصاصات الثقافية، ولجميع شرائح المجتمع. وفي هذا السياق، نظمت التعاونية، حسب تصريح عابد، عدة نشاطات افتراضية في ظل جائحة فيروس كورونا، التي تسببت في إغلاق جميع المؤسسات الثقافية. وأشار إلى أن الهدف من ذلك يعود إلى تفادي ترك الساحة الثقافية شاغرة، وكسر الروتين اليومي في ظل الحجر الصحي. وأضاف أنه تم تنظيم نشاطات مختلفة، وهي تظاهرة السكاتش المنزلي تحت شعار من جشبة بيتنا، وتظاهرة العزف الفردي على الآلات الموسيقية، والشعر من المنزل، ومسابقة المسرح الإذاعي تحت شعار من إذاعة المنزل، ومسابقة أحسن موال في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسابقة أحسن مقطع موسيقي من روائع الراحل الفنان القدير إيدير، علاوة على نشاطات خاصة بالأعياد الوطنية والعالمية وحتى بالمناسبات الدينية؛ كشهر رمضان المبارك. وأكد المتحدث في السياق نفسه، اهتمام التعاونية بتنظيم نشاطات ميدانية موازية للافتراضية حتى في جائحة كورونا، ومن بينها توزيع الكمامات والمطويات التوعوية على المواطنين، وتوزيع كتب أدبية وتثقيفية على الأطفال في الأحياء الشعبية تحت شعار "من أجل جيل يقرأ"، وتكريم الأطباء والحماية المدينة والشرطة والجيش؛ من أجل الرفع من معنوياتهم. كما تم تكريم الفائزين في المسابقات الافتراضية في بيوتهم مع الالتزام بتدابير الوقاية. وبالمقابل، اعتبر المتحدث أن التدفق البطيء للأنترنت لم يؤثر سلبا على نشاطات التعاونية، بل كان محفزا أكبر لتقديم الأفضل للجمهور. وأضاف أن تنظيم مثل هذه النشاطات في حد ذاته، يمثل دعما معنويا للمشاركين، خاصة في فترة الجائحة، إلا أن هذا لم يمنع التعاونية من تقديم جوائز قيمة وشهادات مشاركة للفائزين في المسابقات، بمساهمة دار الثقافة "كاتب ياسين"، ومديرية الثقافة لولاية سيدي بلعباس. كما نظمت التعاونية نشاطا بعد رفع قرار إغلاق المؤسسات الثقافية، تمثل في معرض تحت شعار "الفن رسالة نبيلة وتلاقي الأجيال" دام أربعة أيام، عُرضت، من خلاله، آلات موسيقية، وكتب، ولوحات تشكيلية، ونصوص مسرحية، وحلويات وملابس تقليدية، وحلي، وأشغال يدوية، وماريونات، وديكورات مسرحية. وذكر عابد أن هذا المعرض كان أول نشاط للتعاونية لسنة 2021 بعد رفع قرار الإغلاق، ولقي استحسانا كبيرا من طرف المثقفين والفنانين والجمهور والسلطات. كما مَثل فرصه للفنانين للتلاقي بعد سنة من تطبيق ما يسمى التباعد الاجتماعي. واعتبر أن التعاونية لم تواجه أي صعوبات في تنظيم نشاطاتها، قائلا: "يد الله مع الجماعة؛ فلكل عضو في التعاونية دور مهم، ولمسة إضافية في إنجاح كل النشاطات التي نقدمها، ودائما نأتي بالجديد، هذا هو سر نجاح التعاونية".