عدة متغيرات شدت الخطاب الانتخابي لمرشح الجبهة الوطنية الجزائرية للرئاسيات، السيد موسى تواتي تدفع كلها بالمواطن إلى التصويت بكثافة يوم الاقتراع. وقد حاول السيد تواتي طيلة 19 يوما من الحملة الانتخابية أن يبرز العلاقات التي تربط هذه المتغيرات من خلال مقترحات على ضوء تشخيص للوضع السياسي والاقتصادي العام للبلاد، بعدما حرص منذ البداية على أن يقدم نفسه وحزبه للرأي العام على أنه مرشح الزوالية والفقراء، معتبرا نفسه من هذا المنظور أنه يمثل الأغلبية من الشعب أو كما سماها الغالبية المسحوقة. فقد راهن برنامج الحزب على الشباب حيث رافع من أجل تشبيب الدولة الجزائرية بتولي الشباب المسؤولية على كافة المستويات، مثلما قاد الثورة التحريرية شباب الأمس. وتبنى البرنامج مع فكرة التغيير لتشييد مؤسسات دولة تكفل حقوق وواجبات الشعب وتوزع عليه ثروة البلاد بالمساواة وتثمن المبادرات الخلاقة وتفسح المجال واسعا أمام الكفاءات والإطارات الوطنية لخدمة وطنها. ويرى المترشح في برنامجه أن النظام البرلماني كفيل بتمكين الشعب من ممارسة إرادته عن طريق ممثليه في البرلمان وفي المجالس الشعبية المنتخبة في البلديات والولايات، وبهذه الإرادة المجسدة في ممثلي الشعب يمكن بناء نظام قوامه العدل والقانون تجسيدا لخيار الدولة الاجتماعية الديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية التي نص عليها بيان أول نوفمبر. وفي المجال الاقتصادي يراهن السيد تواتي على اقتصاد منتج للثروة قائم على التخطيط والبرمجة وحرية المبادرة وحماية المنتوج الوطني بدعم قطاع الفلاحة والنهوض بالصناعة في القطاعات الاستراتيجية التي تسمح بتحريك هياكل الاقتصاد لبناء نظام اقتصادي اجتماعي، يضمن في دولة القانون، التوزيع العادل لخيرات البلاد. كما تم التركيز على فتح المجال السياسي والإعلامي أمام الطبقة السياسية والأسرة الإعلامية، معتبرا ذلك أداة للتطوير الاجتماعي للبلاد. واعدا بتحرير السمعي البصري مع ضمان حرية التعبير واحترام قواعد أخلاقيات المهنة. وبخصوص المنظومة التربوية والمسألة الثقافية، ركز البرنامج على ضرورة إصلاحها بما يخدم مصلحة البلاد ويؤدي إلى نهضتها وجعلها في المقام الأول مدرسة لتخريج الوطنيين، واعتبر الثقافة صورة المجتمع بتفاعلاته وعلاقاته مع الثقافات والحضارت الأخرى مركزا على ترقية الأمازيغية بتوفيرها كل الإمكانيات لتكون أداة للانسجام الوطني وليس للتفرقة بين أفراد الشعب الواحد. وبالمقر المركزي للحزب كغرفة عمليات لإدارة الحملة الانتخابية ومتابعة عملية الاقتراع، تسود أجواء الترقب ورصد الأصداء عن حملة الرئاسيات والحديث عن التوقعات والاحتمالات الممكنة. ويتحدث مناضلو الأفانا والمتعاطفون معها عن إحداث مرشحهم المفاجأة، وهو ما صرح به موسى تواتي شخصيا.