نظم المركز الولائي لحقن الدم بالتنسيق مع مديرية الأمن الولائي ببومرداس، مؤخرا، حملة للتبرع بالدم بمناسبة إحياء اليوم المغاربي للتبرع بالدم المصادف ل 30 مارس من كل سنة. الحملة تهدف بالدرجة الأولى، إلى جمع أكياس الدم لصالح المرضى، والتحسيس بهذا العمل الإنساني النبيل. تدخل الحملة الولائية للتبرع بالدم ضمن برنامج سنوي يجمع المركز الولائي لحقن الدم ومختلف الشركاء، وعلى رأسهم مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، ومديرية الأمن الولائي وكذا الجمعيات الخيرية، التي عادة ما تكون السباقة إلى تنظيم حملات لجمع أكياس الدم لفائدة المرضى وضحايا حوادث المرور، حسبما أكدت الدكتورة نادية بازرة، مسؤولة المركز الكائن ببلدية قورصو، التي أشارت إلى أن تنظيم مثل هذه الحملات مع مختلف الشركاء، يعود بالنتائج المرجوة؛ من خلال جمع عدد من الأكياس للدم، خاصة أن ظرف تفشي جائحة كورونا، أثر بشكل كبير على عملية التبرع بالدم؛ إذ تراجع عدد المتطوعين كثيرا. وأضافت: "لذلك تبقى عمليات تنظيم حملات بالتنسيق مع شركائنا أفضل وسيلة حاليا". كما أشارت إلى أنه رغم استقرار الوضع الوبائي إلا أن التخوف والتردد يبقيان يطبعان سلوك المتطوعين. أما في حالات الضرورة القصوى كتسجيل حادث مروري أو لصالح المرضى خاصة أمراض النساء والتوليد وأمراض السرطان، فإنه يتم الاتصال بالمتبرعين الأوفياء لا سيما بالنسبة لزمر الدم النادرة، تضيف الدكتورة بازرة. ومن جهته، أشار الملازم الأول للشرطة عمر قرباب من خلية الاتصال بأمن ولاية بومرداس في معرض حديثه مع "المساء" على هامش حملة التبرع، أشار إلى أن التبرع بالدم يبقى عملا إنسانيا بالدرجة الأولى، لذلك فإن مصالح الأمن الولائي تلبي نداء المركز الولائي لحقن الدم ضمن حملاته المنظمة؛ من أجل جمع أكياس الدم، مشيرا إلى أن ذلك يتم أربع مرات في السنة؛ بوضع حافلة التبرع بالدم تحت تصرف منتسبي سلك الشرطة بالولاية، للتقرب والتبرع بالدم، بالموازاة مع تنظيم حملة تحسيسية لصالح عمال السلك الشرطي بأمن الولاية، للتقرب والتبرع بدمهم لإنقاذ حياة المرضى ومرضى القصور الكلوي وضحايا حوادث المرور بالدرجة الأولى. وأضاف المتحدث أن هذا العمل التضامني يتم كذلك في سياق إحياء المناسبات الوطنية والدولية للتبرع بالدم، مؤكدا الإقبال اللافت الذي تلاقيه هذه الحملات وسط أعوان الأمن الولائي ممن قد تعيقهم واجباتهم المهنية عن التقرب طواعية من مركز حقن الدم للتبرع، فيتم تسهيل هذا الأمر من خلال تقريب العملية التضامنية منهم. وفي هذا السياق، لفت أعوان أمن كانوا تبرعوا بدمهم ضمن الحملة ذاتها، إلى أن المتبرع بالدم مستفيد على كل الأصعدة؛ صحيا، من خلال التحاليل التي تقام على الدم المتبرع به، ومن ثم كشف مبكر عن أمراض محتملة، واجتماعيا من خلال عمل إنساني للتضامن مع المرضى بمختلف المصالح وضحايا حوادث المرور؛ مصداقا لقوله تعالى: "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، ومن خلال رسائل تحسيسية موجهة لعموم المواطنين للتقدم والتبرع بدمهم عن طريق التفاتة ولو مرة في السنة؛ حيث إن الدم مادة حساسة وحيوية، هبة من الله ولا يمكن تصنيعها، لذلك فإن التبرع يبقى الوسيلة الوحيدة لجمعها لصالح المرضى ومن هم بحاجة إليها؛ "من يدري فإن كنا اليوم نتبرع بدمنا لمن يحتاجه.. قد تدور عجلة الزمن ونحتاجه نحن غدا"، قال شرطي تحدّث إلينا بعد تبرعه بالدم. جدير بالإشارة إلى أن المركز الولائي للدم ومن خلال مختلف الحملات التي يقوم بها بالتنسيق مع بعض الجمعيات على غرار جمعية "الوفاء بالعهد" لبلدية أولاد موسى وجمعية "السعي للخير" لبلدية بودواو وجمعيات طلابية، يتمكن من جمع ما بين 30 و65 كيس دم في الحملة الواحدة. ويُنتظر أن ينظم خلال شهر رمضان المبارك حملة لجمع الدم بالقرب من المساجد بعد إقامة صلاة التراويح وفق برنامج خاص، فيما يقتضي برنامج الموسم الصيفي التوجه نحو الشواطئ، وكذا بعض الأماكن السياحية التي تسجل إقبالا كبيرا من المواطنين خلال الفترات الليلية، غير أن ذلك يبقى مرتبطا بالوضع الصحي بسبب جائحة كورونا.