بادرت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، نهاية الأسبوع الفارط، بتنظيم يوم تحسيسي مفتوح على مستوى غابة بوشاوي الواقعة غرب الجزائر العاصمة، للتوعية من مختلف الآفات الاجتماعية (المخدرات – حوادث المرور)، بمشاركة المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، والمنظمة الوطنية لرعاية الشباب. استقطب اللقاء التحسيسي الذي نُظم بالتعاون مع إذاعة البهجة، فضول واهتمام المواطنين من مختلف الفئات العمرية؛ من خلال برنامج ثري، يتمثل أساسا في تقديم دروس توعوية وتحسيسية لفائدة الأطفال حول مخاطر استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية، وقواعد السلامة المرورية للحد من مختلف هذه الظواهر السلبية التي تعيق التنمية في المجتمع، للتقليل من هذه الآفات الاجتماعية، التي أصبحت تنخر جسد المجتمع. وأوضح رئيس دائرة البرمجة والاتصال لدى مؤسسة فنون وثقافة فضيل حموش، أن هذا اليوم التحسيسي الذي يحتضنه موقع غابة بوشاوي، وهو الفضاء الحيوي الذي يستقطب الجمهور بوسط الجزائر العاصمة، يهدف إلى تقديم النصائح والإرشادات لمكافحة شتى أشكال الإدمان، والتوعية بضرورة تفادي تعاطي هذه السموم والتقرب من مختلف فئات المجتمع، لا سيما الأطفال والشباب، لتوعيتهم بالمخاطر التي تهددهم بسبب الإدمان على المخدرات وباقي السموم، إلى جانب التوعية في مجال السلامة المرورية. وأضاف السيد حموش أن اليوم التحسيسي شهد إقبالا وتفاعلا كبيرا من طرف المواطنين، مع احترام تام لتدابير الوقاية من فيروس كورونا، خاصة مع البرنامج الترفيهي الذي لفت انتباه الأطفال، وعرف توزيع مطويات تخص نصائح وتوجيهات لمحاربة آفة المخدرات وحوادث المرور، فضلا عن إبراز نتائجها السلبية على المجتمع والبيئة والاقتصاد؛ حيث تفاعل المواطنون مع مختلف النصائح والتوجيهات التي قدمها المشاركون. وبالمناسبة، حث رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، على أهمية القيام بعمل تحسيسي يومي، ل "وقاية الشباب من مختلف المخاطر والآفات بما في ذلك تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية"، مؤكدا على "أهمية العمل الجواري الذي يقوم به على المستوى الوطني، للتكفل بالشباب المدمنين؛ من خلال حافلة متنقلة، تجوب مختلف المناطق لعلاج حالات الإدمان". ودعا السيد عبيدات إلى إنشاء مجلس أعلى لرعاية وحماية الشباب والطفولة، يكون بمثابة الإطار القانوني والتنظيمي لهاتين الفئتين من المجتمع، وهو ما سيساهم، كما قال، لا محالة، في القضاء على آفة انحراف الشباب والطفولة، التي ما فتئت تتزايد داخل المجتمع بفعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية. وتناول المصدر الدور "الهام" الذي يلعبه مركز الوقاية والعلاج الطبيعي الخاص بالراحة المتواجد على مستوى غابة بوشاوي، لتجاوز الإدمان؛ حيث يقوم باستقبال، يوميا، قرابة 10 حالات، يتم التكفل بها ومرافقتها باعتماد أجهزة خاصة لقياس الإدمان على مختلف أنواع المخدرات، وتنظيم جلسات علاج نفسي وطبيعي من طرف نفسانيين ومربين، مضيفا أن "الأبعاد الخطيرة لآفة المخدرات تستدعي تحرك الجميع من أجل مواجهتها، لا سيما أن نتائجها تتجلى في مآس باتت تعيشها الأسرة الجزائرية اليوم". ومن جهتها، ذكرت ممثلة المندوبية الوطنية للأمن في الطرق بلحاج أسماء، أن المندوبية تسعى من خلال مشاركتها في هذا اليوم التحسيسي المفتوح، إلى المساهمة في نشر الوعي المروري لدى مختلف فئات المجتمع، لا سيما فئة الأطفال والشباب، وهذا يدخل ضمن مهام العمل الجواري الذي تقوم به المندوبية للتعريف بالإجراءات الوقائية، والجهود التي يقوم بها هذا الجهاز؛ من أجل نشر قواعد السلامة المرورية للحد من الحوادث. وأشار ذات المصدر إلى أن جناح المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، يتضمن عرض دعامات بيداغوجية ووسائط الاتصال (دعامات إشهارية)، حول مخاطر حوادث المرور، ونتائجها الوخيمة على المجتمع، وضرورة الوقاية من حوادث المرور بمعالجة أسبابها، على غرار احترام قانون المرور، والحد من السرعة، وعدم التجاوز، وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى حوادث المرور. كما تم توزيع مطويات على الأطفال، تتضمن نصائح وإرشادات السلامة المرورية، إلى جانب تخصيص فضاء لأجهزة سمعية - بصرية، يقوم من خلالها الأطفال بتجربة حادث مرور افتراضي، وهو ما استحسنه الأولياء؛ بهدف ترسيخ ثقافة السلوكات الصحيحة، يبرز ذات المصدر.