لم يتخلف مواطنو المقاطعة الادارية للحراش ببلدياتها الأربعة عن الموعد الانتخابي للتاسع أفريل الجاري، بل ولم يتخلف أنصار الرئيس الفائز السيد عبد العزيز بوتفليقة، عن ركب الاحتفاء بالانتصار الكاسح الذي تحقق بشفافية تامة من خلال الصناديق الشفافة، التي جعلت كل من واكب العملية الانتخابية يبارك النتيجة النهائية التي كرسها الاقبال الجماهيري الكبير والرغبة في تكريس المسار الانتخابي.. ولم يتخلف كل من تابع العملية في التعبير عن ارتياحه للهدوء أوالتنظيم الجيد الذي ساد العملية، بما في ذلك ممثلو المترشحين الذين تابعوا عن كثب عملية التصويت من خلال تواجدهم في مراكز ومكاتب الاقتراع، وكانوا خير شاهد على نزاهة الصندوق التي أعطت الفوز للأكثر استقطابا، كما أكدت ذلك النسب المتفاوتة والكبيرة التي حققها من مكتب الى آخر ومن مركز كذلك الى آخر بل ومن بلدية إلى أخرى.. ولعل الأكثر إثارة للانتباه في بلديات مقاطعة الحراش ( باش جراح، بوروبة، الحراش وواد السمار) هو أن الاقبال لم يقتصر هذه المرة على الفئات التقليدية من الجيل الأول الذي خاض وعاصر ثورة التحرير المباركة ولاعلى الجيل الثاني الذي عاش في كنف الاستقلال وتذوق انجازات مراحله الأولى، بل ان الشباب الذي يعرف بالجيل الثالث، برز هذه المرة كرقم هام وكبير في المعادلة الانتخابية، وكان حضوره مؤشرا على ارتفاع نسبة المشاركة، بل وكان من أكبر الفاعلين في رسم ملامح فوز المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة. استحقاقات غيّرت الذوق وقد لمسنا ذلك بوضوح في معاقل كانت في استحقاقات سابقة، تحسب على تيارات سياسية تتشدق باطروحاتها السياسية التي تسبح ضد التيار والتي حولتها استحقاقات التاسع افريل الى وعاء صب في خانة سياسة المصالحة الوطنية وتعميق المسار الديمقراطي، ولغة الاعتدال والحوار والتداول على السلطة وغيرها من المصطلحات التي أثرت الثقافة السياسية لدى فئات عريضة من مجتمعنا. شباب صوتوا لأول مرة وأطروا لأول مرة أيضا كما لمسنا ولأول مرة ان تأطير مراكز ومكاتب الاقتراع قد أسند لفئات شابة فيها من يجد نفسه لأول مرة يخوض تجربة تبدو أكبر من سنه، لكنها وفي كل الحالات كانت تكرس رغبته في المساهمة في بناء صرح الديمقراطية، والتأسيس لمستقبله في بلد يعرف كيف يلقن أبناءه قواعد الممارسة الديمقراطية. وفي هذا الصدد قال لنا وليد الذي لم يتجاوز عمره 19 سنة، والذي صوت وأطر: »لقد كانت تجربة مفيدة وأنا شاهد على نزاهة الصندوق.. لقد كان شفافا وكان الاقبال مفاجئا لي، لأنني وقفت على اقدام مختلف فئات الأعمار على التصويت وهو شيء جميل غيّر الفكرة التي كانت في مخيلتي عن تنظيم الانتخابات وعن نسبة التصويت وغيرها من الأشياء التي كانت تقال.. أما سارة وهي طالبة بمعهد الطب فقد كانت نظرتها أكثر تفاؤلا، فهي تقول: لقد خضت تجربة تأطير أحد الصناديق وأدهشني الاقبال الكبير للشباب الذين انتخبوا لأول مرة والذين لم يخفوا تعلقهم أورغبتهم في التصويت للمترشح عبد العزيز بوتفليقة. وتقول سارة لقد كنت جد محظوظة لأن المكتب الذي اشتغلت به كان مؤطرا من قبل الشباب وكان أغلب الذين توافدوا عليه للتصويت من فئة الشباب.. أما في مدرسة قويزي سعيد بنفس البلدية فقد حافظت الهيئة الناخبة على تقاليدها، لكن نسبة التصويت بها كانت قياسية، يقول رؤوف الذي أدهشه تصرف إحدى العجائز عندما أقدمت الى المكتب وهي تقول أعطوني »ورقة بوتفليقة« العجوز -يقول محدثنا- تعدى سنها ال"88" سنة لكن إصرارها على التصويت لمرشحها المفضل كان أكبر من سنها بكثير... بوروبة.. أعلى نسبة لأول مرة أما الحديث عن النسب، فإن المفاجأة الكبرى على مستوى المقاطعة الادارية للحراش، قد جاءت من بوروبة التي تحقق ولأول مرة في تاريخ الانتخابات ما نسبته 71 بالمائة، وهي نسبة يقول محمد حمادي، الأمين العام للبلدية، جديرة بالتنويه وتعود بالدرجة الأولى لمستوى التعبئة الجيدة والشاملة وإلى وعي المواطنين وفئات الشباب على وجه الخصوص. وفي بلدية باش جراح لم تختلف مظاهر الاقبال على العملية وأيضا مظاهر الابتهاج، كما أجمعت التعاليق على أن الصندوق لم يبخل على أقوى المرشحين.. ففي مدرسة 17 اكتوبر 61 التي تعد من أكبر من المراكز على مستوى البلدية باعتبارها تتوسط حي جنان المبروك والقرية السوداء وديار الجماعة وحي 20 أوت، كان الاقبال الكبير حاسما، لأن مكاتب هذا المركز الذي خصص للرجال والنساء لم يخرج عن تقاليده المألوفة. مشاهد أخرى وقفنا عليها في بلدية الحراش التي كانت ومازالت تصنع الحدث على كل الأصعدة ولعل مظاهر البهجة التي انطلقت بمجرد بدء فرز الأصوات لخير دليل على أن الاختيار كان مرة أخرى لصالح الاستمرارية.. تلك هي أجواء الانتخابات في مقاطعة، الحراش التي تحتفل كل بلدياتها بنشوة الانتصار.