يعتبر سوق الأحد ببوحجار ولاية الطارف، والذي تزامن تنظيمه مع كل يوم أحد، وارتبط اسمه بالمجزرة الرهيبة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق المدنيين العزل ذات يوم أحد 4 ديسمبر من سنة 1955، أثناء قيام شباب بتنفيذ عملية فدائية ضد أحد الخونة. يعد هذا السوق محج المتسوقين من مختلف الولايات المجاورة لها، كقالمة وعنابة وسوق اهراس وحتى الجمهورية التونسية، إذ مازال رواده إلى اليوم، يجدون فيه عبق التاريخ بكل ما يحتويه من مآس وذكريات جميلة ينتشر عبقها بين طاولات مختلف السلع التي تنوعت بين العصري والتقليدي. حسب شهود عايشوا الحقبة الاستعمارية، فإن ثائرة فرنسا ثارت، في ذلك اليوم المشهود، حيث قامت بقصف السوق بدبابتها لمدة حوالي نصف ساعة، مخلفة أكثر من 600 شهيد من المنطقة والولايات المجاورة لها، من أطفال ونساء وشيوخ وعدد كبير من الجرحى، لتكون هذه المجزرة الرهيبة من أولى المجازر التي اقترفتها فرنسا في حق المدنيين العزل في المنطقة، وقد تناولتها أنذاك، الصحف اليوغسلافية والفرنسية لتضليل الرأي العام. وقد رثى مطرب الأغنية البدوية الحاج بورقعة هذه المجزرة في أغنية "قداش عانات الجزائر قداش عانات". وقد زادت هذه الحادثة السوق شهرة، حيث مازال يستقبل كل يوم أحد التجار من مختلف الولايات والمتسوقين من سكان المنطقة والمناطق المجاورة له، لأنه تعرض فيه جميع المستلزمات من خضر وفواكه ومواد غذائية وملابس وأقمشة وأوان منزلية، ومستلزمات الخيل والأحمرة، إضافة إلى الأجهزة الإلكترونية، كما يقصده حرفيو صناعة الغربال بأنواعه، وقصعة العود والطب البديل، وتتوسط السوق ساحة عمومية بها نصب تذكاري يخلد تلك المجزرة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي ذات يوم، وبقيت راسخة في أذهان سكان المنطقة والمناطق المجاورة لها من التجار والمتسوقين. رواق للملابس والأقمشة والأحذية وأسعار في المتناول يمتد سوق يوم الأحد ببلدية بوحجار، على طول شارع يعود إلى الحقبة الاستعمارية، به عدة مداخل، حيث يتواجد رواق خاص بتجار الألبسة والأقمشة وكل ما يخص العرائس، في خيم يقصدها النساء الرجال، لسعرها الذي يعد في متناول الجميع، خاصة العائلات البسيطة، حيث يعج بالمواطنين لاقتناء كسوة العيد وكسوة العرائس وكل المستلزمات لجميع المناسبات بأسعار معقولة، تعوض العائلات مشقة التنقل إلى المدن، ويقصد هذا الجناح الذي أصبح يسمى ب"سوق النساء"، مقصد المواطنين من بلديات الدائرة والولايات المجاورة لها من قالمة وسوق أهراس وعنابة والطارف. جناح للخضر والفواكه وكل منتجات الزراعة المعيشية يتوفر السوق أيضا على مساحة لتجار الخضر والفواكه من ولاية قالمة، وكل منتجات الزراعة المعيشية بالمنطقة، إضافة إلى تجار التمور والتوابل والحلويات واللحوم والأسماك، حيث يعوض سوق الخضر والفواكه الغلاء الفاحش للخضر والفواكه، كون المنطقة معزولة بسبب رداءة الطرقات، إضافة إلى إشكالية الشعاع الجمركي المطبق على المنطقة، الذي يفرض على التجار جمركة كل السلع التي تدخل المنطقة، مما ساهم في عزوف العديد من التجار التوجه إلى هذه السوق، ومن الأشياء الجميلة بجناح الخضر والفواكه، تمكين سكان المنطقة من اقتناء كل المستلزمات الغذائية لمدة أسبوع، حتى موعد السوق القادم الذي لا يقام أحيانا بسبب رداءة الأحوال الجوية. رواق للأواني المنزلية وحرفيي الغربال وقصعة العود نجد في هذا السوق أيضا، على امتداد طريق طويل، رواقا للأواني المنزلية بجميع أنواعها، لتجار قادمين من مختلف ولايات الوطن، تعج به النساء والرجال، كما يقصده حرفيو صنع وبيع وتصليح مخلف أنواع الغربال، كون نساء المنطقة متمسكات بعاداتهم في فتل الكسكسي والمحمصة والمحور، إضافة إلى حرفيي تصليح قصعة وصناعة وبيع قصعة العود التي مازال استعمالها سائدا في هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها. رواق لمستلزمات الخيل والحمير والفلاحة كما يحتوي السوق أيضا على رواق خاص بمستلزمات الخيل والحمير، من "البردعة" إلى اللجام، وكل مستلزمات الفلاحة، إضافة إلى شتول الأشجار من جميع الأنواع، كالزيتون والكروم والكرز، إلى جانب الأجهزة الإلكترونية التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف المتسوقين من قاصدي هذه السوق التي امتد تاريخها إلى حقبة الاستعمارية. جناح للتداوي بالأعشاب والطب البديل مما زاد السوق نكهة؛ جناح طب الأعشاب والطب البديل، الذي يقصده تجار يقدمون وصفات طبية لأدوية معلبة وأعشاب "تداوي جميع الأمراض"، حيث يلقى هؤلاء التجار تجاوبا كبيرا من طرف المرضى في استعمال هذه الأدوية، التي تعتبر حسب من تحدثنا إليهم، ملاذا، بعدما يئسوا من دواء الأطباء، إضافة إلى أنه وجهة جميع المتسولين من مختلف المناطق لسخاء سكان المنطقة تجاه فئة المتسولين، كما أنه يجمع جميع سكان الدائرة والمناطق المجاورة لها في يوم واحد، يتم خلاله جميع الاتفاقيات، بما فيها مواعيد الأعراس وقراءة فاتحة الخطوبة، ليبقى السوق الأسبوعية ليوم الأحد ببلدية بوحجار الحدودية المسقي بدماء 600 شهيد، مقصدا يعج بالمتسوقين ويجمع الناس في يوم واحد ومكان واحد.