يقدم شهر رمضان المبارك أفضل صور للتضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يبادر المتطوعون والمحسنون والجمعيات الخيرية إلى المساهمة، كل حسب قدراتهم، في تقديم خدمة ولو بسيطة للصائم المحتاج، سواء تعلق الأمر بتحضير طاولات الإفطار أو إعداد الوجبات أو توزيعها، أو المشاركة في تأمين المستلزمات الغذائية الضرورية لتحضير الوجبات، سعيا وراء تحصيل الثواب في الشهر المبارك، وهو ما تعكسه الحركة التضامنية الواسعة التي سجلت منذ الأيام الأولى من شهر رمضان بولاية البليدة، التي شهدت فتح 44 مطعم رحمة، موزعة على مختلف بلديات الولاية، تقدم أكثر من 10 آلاف وجبة يوميا. حسب المدير الولائي للنشاط الاجتماعي بولاية البليدة، حاج بوشوشة، أعلن في معرض خص به "المساء"، أن المطاعم الشعبية المنظمة على مستوى ولاية البليدة، وكانت بمبادرة من المحسنين والجمعيات الخيرية الناشطين في مجال التضامن الوطني، وقدر تعدادها ب44 مطعما، تقدم يوميا 9885 وجبة، منها 4977 وجبة تقدم على الطاولة، لفائدة الصائمين الذين يرتادون المطاعم من عابري السبيل من مختلف بلديات الولاية التي لا تحتوي على مطاعم، و4908 وجبة محمولة لفائدة المحتاجين من الذين يفضلون الحصول على الوجبة وتناولها في منازلهم، مشيرا إلى أن عدد الوجبات التي تم توزيعها خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان، فاق 48850 وجبة موزعة، منها 26697 موزعة على الطاولة، و22153 محمولة. لافتا إلى أن عملية الإطعام لا تزال مستمرة، وتعرف إقبالا كبيرا، مؤكدا بالمناسبة، أن المحسنين والحركات الجمعوية الناشطة على مستوى الولاية، تقدم يوميا أسمى صور التكافل والتضامن الاجتماعي مع الفقراء والمعوزين في هذا الشهر الفضيل. من جهة أخرى، أوضح نفس المصدر، أنه فيما يتعلق بالإعانات المالية، فقد تم تقديم 39 ألف إعانة تم صبها في الحسابات البريدية للأشخاص الذين تم انتقاؤهم عبر اللجان البلدية، من الذين استوفوا الشروط المطلوبة للحصول على المساعدات المالية، مؤكدا أن عملية دفع الإعانات تمت في أحسن الظروف. على صعيد آخر، أوضح ذات المسؤول بأن العمل الخيري على مستوى ولاية البليدة في تزايد من سنة لأخرى، بالنظر إلى الطلبات الكبيرة للمحسنين والجمعيات الخيرية الراغبة في التطوع، لافتا في السياق، إلى أنه في عام 2019، عرفت البليدة فتح 69 مطعما للرحمة، وفي سنة 2020 لم يتم فتح أي مطعم، واقتصر العمل الخيري على تقديم المساعدات الغذائية، بالنظر إلى الوضعية الوبائية، أما في عام 2020، فقد قدر عدد المطاعم ب44 مطعما. حول البرنامج المسطر فيما يتعلق بعمليات الختان التي عادة ما تبادر إليها الجمعيات الخيرية، أوضح مدير النشاط الاجتماعي "بأن عمليات الختان تخضع لإجراءات صارمة، وتتم على مستوى المؤسسات الصحية العمومية، وأنه لم يتم استقبال أي طلبات من هذا النوع".