يعتبر السوق الشعبي "مصطفى بن رمضان"، المعروف ب"الزقاق"، فضاء تجاريا ينبض بالحياة، يستقطب الكثير من المتسوقين طوال أيام السنة، وتزداد حدة الحركية خلال شهر رمضان الفضيل، يعج بالمتبضعين من مختلف الأعمار والفئات، ويرتفع الزخم قبل أيام من حلول عيد الفطر، حيث تجد ربات البيوت ما يحتجن إليه من بضائع، رغم تذبذب الأسعار خلال هذا العام، لأسباب مختلفة. قال مهدي، تاجر ينشط في هذا السوق التجاري الذي يقع بوسط مدينة بسكرة، وافتك شهرته بوفرة وتنوع البضائع وأسعار في متناول "الزوالي"، وكان ولا يزال سوقا يستقطب الكثير من المواطنين، أن التهاب الأسعار منذ بداية الشهر الفضيل ليس له مبرر واضح، رغم تراجع أسعار الخضر والفواكه في الأسبوع الثاني، معتبرا أن ثمنها مرتفع جدا هذا العام، في حين أكد أن الأسعار تخضع لآلية العرض والطلب، مضيفا أنه عندما يزداد الطلب على البضاعة، يرتفع ثمنها، وتوفر السلع ينعكس على الثمن وتنخفض تلك الأسعار، وقد تعود لعوامل طبيعية -حسبه- كتساقط الأمطار التي تحرم الفلاحين من الالتحاق بمزارعهم، الأمر الذي لا يسمح بجني المحاصيل، كما أن تجار الجملة يتحكمون في الأسعار بشكل رئيسي، والأمر مرتبط ببعضه، يضيف محدثنا، الذي قال: "لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه يعرف كل شيء عن تذبذب الأسعار عند ارتفاعها ونزولها"، مضيفا أنه يمارس نشاطه بأريحية وسيظل كذلك، لأن مهنة التجارة تستهويه، وأبوه كان يمارس هذا النشاط ويعرف خباياه، وخلص إلى القول: "آلية العرض والطلب هي التي تنظم الأسعار". التاجر يقتنع بالقليل الذي يلبي حاجته... والخراصين أفسدوا سوق البطاطا أكد محمد علي، ناشط بسوق "مصطفى بن رمضان" الشعبي، أن تاجر التجزئة يقتنع بالفائدة القليلة التي تضمن له فقط شراء كيلوغرام "زلابية"، على حد تعبيره، وإذا حقق ذلك، فإنه محظوظ، وإذا نجح في توفير المال لشراء ملابس العيد لأطفاله وإرضائهم في هذه المناسبة، فإنه "شامبيون"، كما قال. أضاف: "صاحب الشكارة هو الذي يتحكم في السوق"، ومن يمتلك 4 و5 مليارات سنتيم، يذهب إلى الفلاحين بمزارعهم، حيث يقيم البضاعة قبل نضجها، من حيث الإنتاج "خرصها"، موضحا عندما قال: "يشريها جملة بعد أن يتفرد بالفلاح المغبون"، ومن ثمة يفرض رأيه وبيعها مثلما يشاء. تزاحم المتسوقين والنرفزة سيدة الموقف يتزاحم المتسوقون داخل السوق بين طاولات العرض، وكثيرا ما تقع مناوشات بين الزبون والتاجر لأتفه الأسباب، تارة بسبب سوء التفاهم حول الفرق بين البضاعة المعروضة، والتي يزنها البائع، وتارة أخرى حول الفارق في الأسعار بين تاجر وآخر، إذ يتساءل المتبضع حول السبب، ويكون رد التاجر سريعا بالتفوه: "اشري وإلا خلي كاين غيرك". يضاف إلى ذلك المشهد، شح مواقف ركن السيارات، التي تزيد من معاناة المواطن، الذي يجد نفسه مضطرا لترك سيارته بعيدا عن السوق، الأمر الذي يحتم عليه شراء ما يحتاجه من بضائع على دفعات، وقد قال أحد المتسوقين إن "كورفي" اقتناء الحاجيات وراءنا وشح السيولة أمامنا، فأين المفر"، مشيرا إلى أنه مجبر على الصبر لتلبية حاجيات العائلة. كثرة الطاولات المصطفة عشوائيا تعرقل الحركة وصف أحد المتسوقين، أن اصطفاف الطاولات بشكل عشوائي تعرقل تنقل المواطن بتلك الأزقة، وحتى قاطني الحي، حسبه، سئموا المشاجرات مع التجار العشوائيين، مؤكدا أن مسألة تنظيم السوق من صلاحيات البلدية، المطالبة بإيجاد حلول للفوضى التي يعرفها "الزقاق"، وأن النشاط التجاري يتطلب الحد الأدنى من النظام، مؤكدا أن المواطن لا يمكنه الاستغناء عن هذا الفضاء، لكن توفير المناخ المناسب للزبون والتاجر أمر جوهري. بضائع مختلفة لا تخضع للرقابة المطلوبة يعرض بعض الباعة اللحوم الحمراء التي تفتقر لأدنى شروط النظافة والرقابة البيطرية، الأمر الذي استنكره بعض الزبائن، الذين شددوا على أهمية الصرامة عندما يتعلق الأمر بصحة المواطن، وأن تعرض تلك البضائع للغبار المتطاير وبجانبها مفرغة للقمامة يزيد من المخاطر التي تهدد الصحة العمومية، وأن فرق الرقابة التي تجوب هذا السوق بشكل دوري، يبدو أنها لم تفلح في ردع هؤلاء الباعة. "الزقاق" مقصد الزوالي ومحدودي الدخل تجدر الإشارة إلى أن سوق زقاق "مصطفى بن رمضان" العتيق، الذي يشتهر بأسعاره المتدنية، لاسيما الخضر والفواكه، يجد فيه الزوالي ومحدود الدخل ضالته، رغم النوعية التي ترقى إلى مستوى بضائع تباع في أسواق أخرى عبر الولاية، الأمر الذي جعل هذا الفضاء التجاري مقصد العديد من المواطنين الوافدين من مختلف بلديات الولاية، ويبقى الاختيار للزبون.