لم يستبعد وفد الوساطة الأفريقية الذي يزور موريتانيا حصول توافق بين أطراف الأزمة التي تجتاح هذا البلد على خلفية الانقلاب الذي أطاح بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في أوت الماضي. وقال رئيس الوفد الوزير الليبي عبد السلام التريكي إنه متفائل بشأن التوصل إلى حل توافقي بين الفرقاء السياسيين إثر ما قال إنها لقاءات واتصالات مباشرة ومثمرة مع هؤلاء الفرقاء. وأضاف أن زيارته رفقة مفوض السلم والأمن الأفريقي رمضان لعمامرة تأتي استمرارا للوساطة الأفريقية التي بدأت قبل فترة والتي التقى في إطارها رئيس الاتحاد الأفريقي الزعيم الليبي معمر القذافي بأطراف الأزمة السياسية خلال زيارته موريتانيا الشهر الماضي. ونفى التريكي أن يكون الاتحاد الأفريقي طرفا في الأزمة أو أنه ينحاز لأحد أطرافها، مشيرا إلى أنه لقي تجاوبا كبيرا من رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز ومن بعض الفرقاء الآخرين لتحقيق ''التوافق السياسي المطلوب". وكانت وسائل إعلام موريتانية أكدت أن الوفد الأفريقي عرض على الفرقاء الذين التقاهم مبادرة جديدة على شكل نقاط محددة، هي استقالة متزامنة للجنرال محمد ولد عبد العزيز والرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتأجيل الانتخابات المقررة بعد شهرين إلى ستة أشهر، وتشكيل حكومة محايدة لإدارة المرحلة، وحل المجلس العسكري الحاكم. لكن التريكي رفض تأكيد أو نفي دقة المطالب السابقة، واكتفى بالقول عن تأجيل الانتخابات إن هناك من يطالب بذلك وهناك أيضا من يتمسك بتوقيتها، ونحن الآن في فترة جمع الآراء والمقترحات. وقد التقى وفد الوساطة الأفريقية أغلب الفرقاء خصوصا الجنرال ولد عبد العزيز والرئيس المخلوع وزعيم المعارضة أحمد ولد داداه. ورغم أن الجبهة المناهضة للانقلاب أكدت سابقا أنها أوقفت التعاطي بشكل نهائي مع الوسيط الليبي معمر القذافي الذي يقود الاتحاد الأفريقي، فإنها مع ذلك تجري لقاء مع هذا الوفد، الشيء الذي قد يعقد مهمة هذا الوفد ويبعد من إمكانية نجاحها.