ينظم قسم مشروع البحث والمسارات التاريخية وشبكات العلاقات، الذي يشرف عليه »كراسك« وهران، بالتنسيق مع القسم المتوسطي - المغاربي بجامعة باريس، من 25 الى 27 أفريل الجاري، متلقى دوليا بعنوان »الأجيال الملتزمة في الحركات الوطنية المغاربية«، وذلك تكريما لروح المؤرخ محفوظ قداش. يحضر الملتقى الذي يحتضنه المركز الوطني للبحوث الأنثروبولوجية الثقافية والاجتماعية بوهران، خبراء ومختصون في التاريخ وعلم الاجتماع، يتطرقون الى دور النخبة والمناضلين الملتزمين في الحركات الوطنية، إضافة الى طرح اشكاليات خاصة بالموضوع. أما فيما يتعلق بشخصية الراحل محفوظ قداش، فهو من اهم المؤرخين في الجزائر، ولد سنة 1921 بالعاصمة، استطاع رغم فقره وتحمله لمسؤولية عائلته وهو صغير، التفوق دراسيا وعلميا، ليدخل الجامعة من أوسع أبوابها وليتحصل على الدكتوراه في التاريخ سنة 1953، بعدها ترأس عدة جمعيات إسلامية جزائرية، اضافة الى انه كان عضوا فاعلا في النشاط السياسي الوطني برفقة مصالي الحاج، هذا الاخير الذي كتب عنه محفوظ قداش مقالا في جريدة فرنسية، مما جعل السلطات الاستعمارية تكن له العداء، نفس هذا العداء تولد عند الجنرال ديغول. بعد الاستقلال تولى الراحل منصب "بروفيسور" في التاريخ بجامعة الجزائر ومفتش عام بمديرية التربية الوطنية. أصدر الراحل 14 كتابا، أهمها »جزائر الجزائريين«، حيث سجل فيه كل الأحداث التاريخية في الجزائر حتى تاريخ اندلاع الثورة سنة 1954، كما أصدر كتاب »قصة الجنسية الجزائرية« تطرق فيه الى النضال السياسي في الفترة بين 1919 و1951. تأثر محفوظ قداش بالمؤرخ الفرنسي »استيفان قزال«، وكان قلمه سلاحا يشهره في وجه الاحتلال الفرنسي، كما كانت اعماله التاريخية عنوانا لشخصيته الملتزمة، وقد تخطى صيتها حدود الجزائر.