أشارت عقيلة بوذراع، رئيسة قسم النفايات المنزلية والمشابهة لها، بالوكالة الوطنية للنفايات، إلى أن الوكالة باشرت حملة للتقييم الكمي للنفايات المنزلية، عبر عشر ولايات نموذجية في المرحلة الأولى، على أن يتم تعميمها على مختلف ولايات الوطن. ذكرت المتحدثة ل"المساء"، أن الحملة تكون على مدار الفصول الأربعة من السنة، والتي تشمل عشر ولايات خلال كل فصل، يتم اختيارها كعينة فيما يخص كمية النفايات المنتجة من قبل الأسرة الجزائرية، وحسب المتحدثة، يتم اختيار بلديتين من كل ولاية، لجمع كمية النفايات بالولايات التي تم اختيارها، منذ انطلاق الحملة في خريف 2019، والتي استمرت لتصل إلى حملة صيف 2021 التي انطلقت خلال جوان الجاري. تستهدف هذه الحملة المواطن، من خلال الاتصال المباشر معه، لتحديد معدل كمية النفايات المنتجة في اليوم، من قبل الفرد الواحد، حيث يتم وزن النفايات التي ينتجها يوميا. تدوم هذه الحملة حسب المتحدثة، تسعة أيام في كل تجمع سكاني، حيث يتم اختيار ثلاث تجمعات في كل بلدية، وهي تجمع رئيسي، الثانوي والمتفرق، حيث يخصص يومان لتحسيس المواطنين بخصوص هذا المشروع، ومنحهم الاكياس البلاستيكية في حالة تقبلهم للمشروع، على ان يتم وزن نفاياتهم يوميا طيلة سبعة ايام، وتدوينها في جدول والخروج بمؤشرات التي تشمل النفايات المنزلية وكذا مادة الخبز، على أن يتم الخروج بتقرير خاص بكمية النفايات المنتجة في فترة الربيع والصيف، لإضافتهما لتقريري الخريف والشتاء، والتي تتوج بتقرير نهائي حول ما ينتج من نفايات في الفصول الأربعة. يشمل هذا التقرير معطيات ميدانية، حول منتجات الأسرة الجزائرية من النفايات، خلال الفصول الأربعة، على مستوى كل بلدية وولاية وتعميمها على المستوى الوطني. يمكن هذا العمل وزارة البيئة، ومن خلال الوكالة الوطنية للنفايات، المعنية بهذا الملف، من معرفة كمية النفايات المنتجة من طرف الأسر الجزائرية، على مستوى كل بلدية وولاية وعبر التراب الوطني، مما يسمح، مثلما أكدته المتحدثة، بالتحكم في تسيير النفايات في البلديات، حيث يتم وضع الحاويات بالعدد الكافي، الذي يقضي على مشكل انتشار القمامة في نقاط الجمع. لقي هذا العمل الميداني، حسب رئيسة قسم النفايات المنزلية والمشابهة لها، تجاوبا من قبل المواطنين، كما واجه أعوان الوكالة عراقيل وصلت إلى حد الضرب والشتم، غير أن ذلك لم يمنع من إنجاز تحقيقات ميدانية هامة، في انتظار الوصول إلى النتائج النهائية خلال إتمام حملة التقييم الصيفية. ينتظر أن تنطلق هذه الحملة بولاية الجزائر، ابتداء من الفاتح جويلية المقبل، حيث تم اختيار بلديات برج الكيفان، القبة، المعالمة والجزائر وسط، فيما تم اختيار ولايات أخرى من الوطن، وهي الأغواط، أدرار، ورقلة، وهران، سكيكدة، مدية، سطيف وتبسة. وتجري حملة التقييم الكمي حاليا، على مستوى خمس ولايات، منها أدرار، ورقلةوالأغواط، على أن تنطلق بالعاصمة قريبا. في هذا الصدد، أوضحت عقيلة بوذراع، أن القيام بحملة التقييم الكمي في الفصول الأربعة، راجع إلى اختلاف نمط الاستهلاك من فصل إلى آخر، وتنوع النفايات التي تنتجها العائلات خلال هذه الفترات. حسب أرقام الوكالة الوطنية للنفايات.. 53 بالمائة من مخلفات المنازل ترمى عشوائيا تشير آخر أرقام الوكالة الوطنية للنفايات، إلى أن كمية النفايات المنزلية التي تم جمعها، بلغت 13.54 مليون طن سنويا، منها 14 طنا من النفايات الهامدة، وحوالي مليون طن سنويا من النفايات الخاصة والخاصة الخطيرة، غير أن معدل معالجة النفايات المنزلية بلغ 47 بالمئة في مراكز الردم، بينما 53 بالمئة منها تذهب للمفارغ العشوائية. تتواجد 612 مفرغة على مستوى 16 ولاية عبر الوطن، بالقرب من التجمعات السكنية، و592 بالقرب من المساحات الخضراء، 157 مفرغة أمام مجرى مائي، و38 مفرغة على الشريط الساحلي. في هذا الصدد، تم وضع نظام للرصد والإنذار بخصوص هذه المفارغ، سمح باستقبال 6700 شكوى خاصة بالإبلاغ عن النقاط السوداء، وعن التذبذبات في عملية جمع النفايات على المستوى الوطني. عددها لا يمكنه استيعاب مخلفات المدن.. مراكز الردم التقني بديل للمفارغ العمومية تعد مراكز الردم التقني بديلا للمفارغ العشوائية، غير أن العدد الحالي لا يمكنه استيعاب كمية النفايات التي يتم جمعها، حيث بلغت كمية النفايات المنزلية المعالجة في مراكز الردم التقني 5.4 مليون طن، مقابل 953838 طن معالجة في المفارغ المراقبة، إذ تطور عدد منشآت الردم التقني ليصل إلى 101 مركز، في انتظار إنشاء مراكز أخرى عبر التراب الوطني، خاصة أن هذه الأخيرة أصبحت موردا اقتصاديا هاما ينتج مواد مسترجعة، كالبلاستيك والورق والمواد القابلة للتدوير وصناعة مواد أخرى، كما تسترجع هذه المراكز كميات هائلة من الزجاج والمطاط، ومواد أخرى. تعمل الوكالة على دعم مراكز الردم التقني، ومساعدتها على التطور والتحول إلى مؤسسات منتجة للثروة ومناصب عمل، حيث أشار التقرير الأول حول تسيير النفايات، إلى تطور عدد منشآت الردم التقني للنفايات المنزلية، من سنة 2014 إلى 2020، حيث بلغ عددها 71 مركزا سنة 2014، ثم 75 مركزا سنة 2015، بعدها ارتفع العدد إلى 89 مركزا سنة 2016، ليقفز إلى 99 مركزا سنة 2019، ويصل حاليا إلى 101 مركز. من جهة أخرى، تشير أرقام الوكالة الوطنية للنفايات، إلى أن تصدير النفايات الخاصة والخاصة الخطيرة إلى الخارج، بلغت 67696.65 طن سنة 2019، تتمثل في الزيوت المستعملة التي تتصدر فرنسا أكبر نسبة من حيث الكمية المصدرة، التي بلغت 73.86 بالمئة، تليها اليونان ب 20.97 بالمئة، ثم 5.12 بالمئة تصدر إلى الهند، في حين تصدر نسبة 0.05 بالمئة إلى تركيا، وتتمثل في نفايات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية.