أعلنت الجامعة العربية أمس عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الخامس من الشهر القادم بالقاهرة لبحث التطورات الأخيرة في القدس الشريف وتحديد شكل التحرك العربي لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة. وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية في تصريح صحفي أن الاجتماع الذي جاء بطلب من السلطة الفلسطينية سيدرس التطورات الأخيرة في القدسالمحتلة وما تقوم به إسرائيل من سياسات ممنهجة تهدف إلى تغيير شامل لمعالم مدينة القدس العربية والإسلامية والمسيحية. وأضاف أن الوزراء سيبحثون كذلك تحديد شكل التحرك العربي المطلوب في مواجهة خطر الإجراءات الإسرائيلية. وقال أن الأمين العام للجامعة العربية أجرى مشاورات مع الدول العربية بعد تلقيه طلبا فلسطينيا لعقد الاجتماع وتمت الموافقة من عدد كبير من الدول على عقد الاجتماع الوزاري الطارئ. وكان عمرو موسى قد تلقى رسالة من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أكد فيها أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدا خطيرا في حجم الاعتداءات الإسرائيلية في القدسالمحتلة وتأسيس بؤر استيطانية جديدة وطرد المواطنين المقدسيين ومصادرة هوياتهم وحقهم في الإقامة وبناء كنيس يهودي بجوار المسجد الأقصى إلى جانب استمرار الحفريات في أسفل المسجد الأقصى وقبة الصخرة والإعلان عن أحياء استيطانية جديدة والاستيلاء على الحجر الأموي ووضعه في باحة الكنيست الإسرائيلي تزويرا للتاريخ وإلغاء لتاريخ حافل بالوجود العربي والإسلامي في القدس الشريف. وأكد الوزير الفلسطيني في رسالته أن إسرائيل مستمرة في خلق واقع جديد في المدينة لإخراجها عن إطارها العربي والتاريخي والدولي والإنساني ويلغي عنها تلك الصفة عبر التغيير المتواصل. وفي ذات السياق حذرت مجموعة من المؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة من استمرار الوضعية المأساوية لعشرات الآلاف من سكان القطاع الذين مازالوا يعيشون بلا مأوى ولا اية خدمات أساسية، ثلاثة أشهر منذ وقف المجزرة الإسرائيلية ضد سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. ودعت هذه المؤسسات الدولية ومن بينها "أوكسفام الدولية" و"كير الدولية" و "ورلد تشايلد"، الاتحاد الأوروبي وكل المجتمع الدولي إلى زيادة الخدمات التي تقدم لسكان القطاع المحتاجين الذين زادت معاناتهم بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة. وقالت مديرة مؤسسة "كير" في قطاع غزة والضفة الغربية مايا مايرز في بيان لها امس "إذا لم يقم الإتحاد الأوروبي بوضع حد لتعزيز علاقاته بإسرائيل فانه يعطي مؤشرا خطيرا الى العالم بأنه موافق على سياسة التدمير والحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني. وأوضحت المؤسسة في بيانها أن القطاع الصناعي والزراعي في غزة انهار تقريبا وأن عملية إعادة الإعمار قد شارفت على أن تكون مستحيلة وإن عملية الرصاص المتدفق دمرت اقتصاد قطاع غزة الذي كان بالأساس هشا بعد الحصار المفروض على القطاع بالإضافة إلى أن 35 ألف شخص لا تصلهم مياه الشرب ودون شبكات صرف صحي آمنة. وقال جون برودكس مدير مؤسسة "أوكسفام" البريطانية إنه لم يسجل أي تقدم بخصوص إدخال مواد البناء إلى القطاع والتي تساعد المواطنين على إعادة بناء ما دمره العدوان وهذا غير مقبول على الإطلاق مطالبا بالضغط على إسرائيل وكل الجهات حتى تتمكن العائلات الفلسطينية من رؤية بصيص ضوء في نهاية النفق الطويل والمظلم.