دعت فلسطينالأممالمتحدة لاتخاذ إجراءات "مسؤولة وجادة" لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ قرابة 74 عاما، بكل ما صاحبه من اعتداءات وانتهاكات واغتصاب لكل حقوق الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية، ضمن واحد من أعقد الصراعات في العالم وأطولها. وقالت، فداء عبد الهادي ناصر، نائب المراقب الدائم لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، أن المساءلة فقط هي التي يمكن أن تغير المسار التنازلي للوضع على الأرض نحو دعم الحقوق الفلسطينية، بما في ذلك تقرير المصير. وأوضحت أنه تم توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والأمين العام الأممي تضمنت إشارة إلى تصاعد حدة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل والمستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين. وقالت إن تأثير جائحة "كورونا زاد من صعوبة الوضع الحرج، كما يتجلى كذلك في الظروف الإنسانية الخطيرة في قطاع غزة"، مبينة أن "قتل الأطفال على وجه الخصوص أصبح ممارسة روتينية لقوات الاحتلال ويشجعها على ذلك الإفلات من العقاب". وبعد أن أشارت إلى عمليات الاستيلاء على منازل الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم وتدميرها وتشريد الشعب الفلسطيني، شددت المسؤولة الفلسطينية على أن الوقت قد حان، لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة وإعطاء معنى للمبادئ والقرارات الهامة الواردة فيها، ودعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم المرتكبة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة كخطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة للضحايا الأبرياء. وحثت الدول التي لم تنضم بعد إلى اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف التابعة لهيئة الأممالمتحدة، على دعم جهودها وتعزيز المبادئ والأهداف المشتركة بروح الحوار. وتزامنت دعوة فلسطين، مع مداخلة لنائب مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته المنعقدة مساء أول أمس، والتي أكد فيها أن إيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي "يكمن في حل الدولتين". وبحسب قنغ شوانغ فإن المواجهات المتكررة بين الفلسطينيين والإسرائيليين "تعود إلى حد كبير إلى حقيقة أن عملية السلام في الشرق الأوسط انحرفت عن المسار الصحيح"، لافتا إلى أن قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة "لم تُنفذ بشكل فعال وحق فلسطين في إقامة دولة اُنتهك مرارا". وأعرب عن القلق "العميق" إزاء التصعيد الأخير للتوترات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، الأمر الذي يلقي بظلاله على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر. وقال "ندعو إسرائيل إلى الالتزام بجدية بقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ووقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية ووقف هدم المنازل الفلسطينية وطرد الفلسطينيين". وتدعو الصين إلى تعزيز صلاحيات السلطة الفلسطينية ودعم الوحدة والمصالحة الداخلية والتشجيع على استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، على أساس حل الدولتين. كما تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بقيادة الأممالمتحدة، يجمع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وجميع الأطراف المعنية بعملية السلام بالشرق الأوسط. غير أن مثل هذه الدعوات، لا تجد آذانا صاغية لدى الاحتلال الصهيوني، الماضي في اعتداءاته اليومية على الفلسطينيين، حيث شنت قواته، أمس، حملة اعتقالات واسعة طالت 18 فلسطينيا من مختلف محافظاتالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. واعتقلت قوات الاحتلال، خمسة فلسطينيين من الخليل، من بينهم شقيقان وزوجة الأسير سليم يوسف الرجوب. كما اعتقلت ثلاثة آخرين ببيت لحم وفتى وثلاثة شبان من رام الله والبيرة، عقب دهم منازل ذويهم وتفتيشها، فيما جرى اعتقال فلسطيني من بلدة طمون جنوب طوباس. كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة دير أستيا، غرب سلفيت واعتقلت ثلاثة فلسطينيين واعتدت بالضرب على آخر. كما اعتقلت شابين من بلدتي عناتا وأبو ديس شرق القدسالمحتلة عقب دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما.