يجتهد الكاتب بوبكر قليل بن حنفي، لتقديم أجمل الإبداعات للقارئ الصغير، معتمدا على موهبته وخبرته الطويلة في التعامل مع الصغار. ونتيجة تميزه استطاعت كتبه أن تدخل السوق العربية، وتلقى نجاحا كبيرا، فيما لايزال يبحث عن فرصته في الجزائر، ويحلم بتحقيق مشروعه، المتمثل في "مجلة الأطفال". أشار الأستاذ بوبكر خلال حديثه مع "المساء"، إلى أنه كان دوما مرتبطا بعالم الطفولة الجميل، علما أنه اشتغل في الطور المتوسط بولاية أم البواقي. ومع التقاعد تعززت فكرة التأليف عنده؛ ما أثمر بعض الأعمال، على غرار "حوار مع الطبيعة"؛ حيث خاطب الطبيعة، وكشف أسرارها بأسلوب شيق قريب من الطفل الصغير. وكان يُلبس الطبيعة في كل مرة، فستانا بلون مختلف؛ كدليل على تغيرها مع الفصول. وأكد المتحدث أنه كان في بداياته لا يملك عناصر وأبجديات كتابة القصة، إلا أن إصراره على التأليف وعصاميته في البحث، مكنتاه من تخطي هذا العائق. وذكر الأستاذ بوبكر أنه في إحدى المرات كتب نص مسرحية بعنوان "ابن باديس". وحضر عرضها أساتذة وضيوف، وتلاميذ قارب عددهم 300، فنالت النجاح. وكتب "فلسطين الجريحة"، التي كان نجاحها وتأثيرها واضحا عند الحضور، إضافة إلى مسرحيات أخرى؛ منها "المشعوذ"، و"المهبولة كلات العولة وخلات الفولة" التي تعالج ظاهرة التعنت والإصرار على ممارسة الخطأ. وهنا أكد محدث "المساء"، أن الكتابة للطفل ليست بالأمر السهل؛ فهي لا تعني الاستسهال والضحك على ذقون الصغار، بل تتطلب الإبداع والإقناع، وتوفير الجمالية في النص والمستوى العالي. ويستمر المشوار حتى سنة 2012؛ حين تابع موقع "الألوكا" السعودي ضمن صفحته الأدبية، أحد أعمال الأستاذ بوبكر الأدبية، وهي قصة "الخبر المغرور" التي لاقت القبول، وسرعان ما انتشرت في مصر، خاصة في مدارس دمياط، ثم امتدت إلى تونس، وهكذا وصل صوت هذا الكاتب إلى الأطفال العرب، وأحبوا نصوصه، علما أنه كما أكد تلقّى مستحقاته المالية التي لم تكن تهمه بقدر ما يهمه النجاح. وسرعان ما انتشر صيت الأستاذ بوبكر. وشجعه النقاد، منهم دكاترة في جامعات عربية. ومن الأعمال التي تولدت عن هذه الشراكة العربية قصة "العصفورة المسكينة"، التي كتب نصها، وتعاون فيها مع شاعر مصري من القليوبية؛ حيث طعّمها بأبيات شعرية تتماشى ومضمون القصة. ثم أتت خمس قصص أخرى، منها "التينة"، و"اللقاء المفاجئ" التي تتضمن إبداعا واضحا في طريقة تعليم أصول النحو واللغة، وسرعان ما انتشرت في بعض البلدان، منها المملكة الأردنية. ويكتب الأستاذ أيضا في "الرقيم"، و"منتديات الفكر والأدب"، وفي ملتقى الأدباء والمبدعين العرب والألوكا. وحقق في هذا الموقع، أول نجاح في "الخبر المغرور" من خلال المرتبة السابعة من بين 470 مشارك من خمس دول؛ منها الجزائروتونس والسعودية وليبيا. وبالمقابل، يشير المتحدث إلى أنه في الجزائر لم يلق التشجيع المطلوب أو أي يد مساعدة تقدم أعماله لوزارة الثقافة. وبعد صعاب دامت 5 سنوات انتقلت أعماله إلى مصر؛ حيث تم الترحيب بها، فطُبعت النصوص، وقُدمت في كتب راقية، عُرضت بالمعرض الدولي للكتاب بالقاهرة والإسكندرية لسنة 2021، وتكفلت بذلك دار "مسار" للنشر والتوزيع بالزقازيق الشرقية. وطُبع كتاب "جمال الطرب لبراعم العرب"، الذي يتضمن قصصا ملقحة بأبيات شعرية، لاقت قبولا رائعا عند الجمهور العربي. ولاحظ الأستاذ بوبكر أن الطبعة بمصر تحتاج للتنقيح، خاصة في جانب التشكيل والصور، ففكر في دار نشر جزائرية، واختار دار "ومضة للنشر والتوزيع والترجمة" بجيجل، وتعاون مع قارح، وهو فنان محترف ومختص في الرسم على الحاسوب. وقال الأستاذ بوبكر إنه لايزال ينتظر مشروعه الحلم ليتحقق، وهو عبارة عن مجلة للأطفال تكون وطنية أو دولية، تلبي احتياجات الطفل الفنية والمعرفية والإعلامية أيضا، علما أن هناك الكثير من المجلات العربية المختصة في هذا الجانب. كما تمنى أن يزدهر عندنا أدب الطفل، وتستثمر الوزارة الوصية في الكتابة للطفل؛ لتشجيع القدرات والمواهب. للإشارة، الأستاذ بوبكر من مواليد سنة 1958، حاصل على شهادة الكفاءة كأستاذ. انطلق مشواره مع التأليف سنة 1984، وكان يلقى التشجيع المطلق خاصة من والدته، وقبلها كان مرتبطا بالقراءة والتردد على المكتبات. تجذبه الروايات والقصص إليها، خاصة تلك الموجهة للصغار، ولايزال هذا الشغف إلى اليوم.