التقيته صدفة في معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤخراً، وكان يشرح محتوى كتابه الموجه للأطفال مثله... إنه أصغر كاتب في الوطن العربي من أصل جزائري، بعمر لا يتجاوز 12 ربيعاً، استطاع بفضل تفاني والديه في تربيته وتنشئته أن يكوّن رصيداً لغوياً وفكرياً ساعده في النبوغ والتميز على أنداده.. حدّثني بلغة عربية فصحى راقية، أحسست حينها وكأنني أمام أستاذ جامعي يحاضر.. كلماته الجزلة وأسلوبه الرفيع وأفكاره الهادفة، تجعلنا نؤكد أن هذا الصغير سيكون له شأن كبير في عالم الفكر والأدب مستقبلاً، وهو في لقائه هذا يكشف عن إنتاجه القصصي الهادف. ولد لؤي خالد في القاهرة وعاش بها لمدة عامين، ثم انتقل مع والديه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وترعرع هناك، حيث وجد مناخاً علمياً وفكرياً ساعده على النبوغ والتألق، لا سيما ذلك التوجيه الجيد من طرف والديه، فأبوه السيد عمر خالد بن ققة الكاتب والصحفي بقناة أبو ظبي التلفزيونية، ووالدته شهرزاد العربي الكاتبة أيضاً، وأسرّ لنا والده أن أول هدية لابنه لؤي كانت مجموعة من الكتب القصصية، التي غرست فيه حب القراءة والمطالعة، ولم يكن والداه يدريان أن لؤي يستطيع كتابة مذكراته مع القط، لتتحول بعد ذلك إلى قصة عنوانها ''في بيتنا قط'' وهو في السابعة من عمره، وعلّق لؤي قائلاً: ''ظننت أن القصة لا ترقى إلى المستوى المطلوب... لكن تشجيع الوالدين كان وراء خروجها إلى النور'' حيث تحدث فيها عن كل ذكرياته مع القط ''سيدريك'' الذي كان يحبه كثيراً، كونه كان يفهمه جيداً. وكانت هذه التجربة محفزاً كبيراً له للاستمرار، لتكون قصته الثانية حول مذكراته مع صديقه العراقي الذي ترعرع معه، وافتقده بعد تغيير مقر إقامة عائلته، لكن بعد عملية بحث حثيثة وجده بمدينة العين في أبو ظبي فالتقاه وكان فرحته كبيرة، من هنا كانت بداية كتابه الثاني ''صديقي العراقي'' وهي قصة موثقة بالصور، وعن هذه القصة ذكر لنا لؤي أنها تصور كل ذكرياته من مناوشات التنافس وحتى شجارات بينه وبين صديقه العراقي في المدرسة وفي الشارع... وفي غيرهما، مؤكداً أن هذه المتناقضات كانت مادة خصبة لقصته المؤلفة من 24 صفحة وموثقة بصور عن كل موقف. ونفى ''الكاتب الصغير'' أن تكون قصصه من نسج الخيال، معترفاً أن القصة التي يكتبها الطفل للطفل غير تلك التي يكتبها الكبار للصغار، وقال لؤي: '' لقد كانت قصة صديقي العراقي في البداية عبارة عن أبيات شعرية وتحولت إلى سرد قصصي''. وبالنسبة له فإن الأطفال لا يحسون بسحر الكلمة المقروءة. معتبراً الكتابات الموجهة للطفل في العالم العربي ركيكة ولا تحمل فائدة في مجملها، لأنها تعمل على أسلوب الوعظ بشكل مباشر وبأسلوب يحرم الطفل من رغبة الاستمتاع بالقصة، قائلاً أنه يحاول تقديم أفكار جديدة بأسلوب بعيد عن الإملاءات المباشرة. مطالباً المختصين في أدب الطفل أن يبسطوا لغتهم وينسجوا أسلوباً يفهمه الصغار. مشيراً إلى أن أغلبية الكتب الموجهة إلى الطفل في العالم العربي تعد كتباً مترجمة، وهي بذلك بعيدة عن واقع وقضايا المجتمع، وأخرى قصص مكررة ومنسوخة من قصص شهيرة مثل ''سندريلا'' وغيرها.وقال والده السيد خالد عمر بن ققة، أن لجنة الاعتراف الدولية هي التي رشحت لؤي لأن يكون أول أصغر كاتب في الوطن العربي، عندما شارك بكتابه الأول. مضيفاً أن لؤي يتمتع بحرية تامة في تنظيم وقته بين الدراسة والمطالعة وممارسة رياضة الكاراتي، وكذا مشاهدة التلفزيون. وكشف لؤي أنه بصدد إعداد كتاب يحمل عنوان ''الجاسوس الأخرق''، يتحدث فيه عن ظاهرة استعمال الأطفال بين 8 و13 سنة في عملية الجوسسة من طرف الأجهزة السياسية والاستخباراتية.