تقدم المدرسة العليا للرياضيات والمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي اللتين ستفتحان ابوابهما للطلبة الجدد شهر اكتوبر المقبل، تكوينا نخبويا يستجيب للمقاييس العالمية في هذين الاختصاصين المعروفين بأهميتهما في التطوير التكنولوجي والاقتصادي للبلاد. ستعزز المدرستان المتواجدتان بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله غرب الجزائر العاصمة، واللتان أنشئتا بموجب مرسوم رئاسي في قطاع التعليم العالي الجزائري لا سيما في ميدان التكنولوجيا، علما انهما تتوفران على قدرة استيعاب 1000 مقعد بيداغوجي. في هذا الصدد أشار المدير العام للتعليم والتكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بوعلام سعيداني، إلى أن المدرستين تتوفران على كل الشروط والتجهيزات لضمان دخول جامعي جيد يوم 3 أكتوبر المقبل، موضحا بأن هاتين المدرستين لهما طابعا وطنيا وخاصية الإنشاء بموجب مرسوم رئاسي "وهو ما يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لهذا القطب التكنولوجي الذي نطمح لتسييره كقاطرة حقيقية للتطور التكنولوجي لبلادنا". ويرى ذات المسؤول أن هذا القطب التكنولوجي "سيكون آداة هامة لتكوين النخب القادرة على تقديم قيمة مضافة لمؤسساتنا"، موضحا بقوله "لهذا السبب يجب وضع برنامج حديث مع الكثير من الابتكار ومحتوى يستجيب للمقاييس الدولية، إضافة إلى تعليم نخبوي من اجل تأطير الطلاب المسجلين في هاتين المدرستين". مؤطرون نخبويون لتكوين الطلبة وسيتم بدء التعليم في المدرستين حسب المتحدث بدفعتين تضم كل منهما 200 طالب، ويتعلق الأمر بالطلبة الحاصلين على معدلات بكالوريا مرتفعة 16/20 بالنسبة لمدرسة الرياضيات و17/20 بالنسبة للذكاء الاصطناعي. وأوضح في ذات السياق أن 5000 طالب اختاروا الانضمام للمدرسة العليا للرياضيات وما يقارب 10000 طالب، طلبوا الانضمام في المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، ما يمثل "إقبالا منقطع النظير للطلبة الجدد". أما بخصوص التكوين والبرامج البيداغوجية، فقد أكد سعيداني أن البرامج البيداغوجية للتعليم والتكوين المقررة، أعدها فريق من الخبراء المرموقين، بمساهمة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. مرافقة أجنبية طموحة فيما يتعلق بمجال بالتعاون، أوضح مدير التعاون والتبادلات الجامعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ارزقي سعيداني، أن المدرستين ستحظيان بمرافقة من خلال شراكة أجنبية أبرمت في مرحلة أولى، مع 5 بلدان أدركت الفوائد الممكنة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي سجلت تقدما كبيرا في هذا المجال، لا سيما منها الصين والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وذكر المتحدث بأن هذه المرافقة الجانبية تطمح إلى "جعل المدرستين قطبي امتياز بمستوى عالمي"، مشيرا إلى أن الهدف من الشراكة الأجنبية يرمي خاصة إلى تطوير تطبيقات بيداغوجية وتعليمية تستجيب للمعايير والمقاييس الدولية، مع السماح للطلبة بالحصول على تكوين نوعي والقيام بتبادل المعلومات وأفضل الممارسات بخصوص استراتيجية تعليم هذين الاختصاصين. وأضاف سعيداني أن التعاون الأجنبي يتعلق بتبادل الخبرات والتجارب حول استراتيجية العلاقة بين المدرستين ومحيطهما، عبر انشاء شركات ناشئة وتثمين البحث والتكوين المتواصل وتوجيه الطلبة وتبادل الخبرات في مجال الحكامة، من أجل إنشاء يقظة تكنولوجية بغية الاهتمام بالتغيرات الموضوعاتية المبتكرة على علاقة بالمجالين التعليميين. وخلص في الأخير، إلى التأكيد على إمكانية عقد اتفاقات توأمة مع اقطاب الامتياز في هذه البلدان الخمسة من اجل تنقل ذو مستوى عالي وتربصات التطبيقية بالنسبة للطلبة في مؤسسات هذه البلدان المتواجدة بالجزائر، وكذا استقبال أساتذة أجانب من أجل اعطاء الدروس وتنشيط محاضرات موضوعاتية بغية تعزيز الكفاءات والثقافة العامة لدى الطلبة.