استحضر العدد الخاص من الدورية نصف السنوية "اللغة العربية" مسيرة عشر سنوات من الجهود والاجتهادات في خدمة العربية لسانا وتراثا وثقافة، ويعتبر المجلس الأعلى للغة العربية هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية تحظى برعايته، وهو يشجع مشاريعها ويشرف أحيانا شخصيا على نشاطاتها الوطنية والدولية. يقدم المجلس "العدد الخاص" الذي يحمل 46 دراسة علمية متخصصة في قضايا اللغة العربية والتي توزعت على ستة محاور كبرى، حيث يطلعنا المحور الأول على "راهن ومستقبل اللغة العربية في أوطانها". فنجد مقالاته تهتم بتشخيص راهن اللغة في البلاد العربية بين التحديات والآفاق، وتطرح مختلف الرهانات التي تعمل على بقائها وصيرورتها. أما المحور الثاني "وضع اللغة العربية خارج أوطانها" فإنه يؤكد عالمية اللغة العربية من خلال استعراض مقالاته لوضع اللغة العربية في أمريكا على وجه الخصوص ومقام اللغة العربية خارج أوطانها، وأما المحور الثالث "اللغة العربية: الترجمة المصطلحية والمعجمية والتعليمات"، فنجد فيه زخما من المقاربات التي تتحدث عن الترجمة الشخصية، والترجمة الآلية والحديث عن المصطلح والمصطلحية، وحال اللغة العربية في ميدان التعليمات، وتابع المحور الرابع مشكلات المحور السابق بتخصيصه الحديث عن "دور المؤسسات ذات الاختصاص بالعربية" فيه مقالات تتحدث عن منهجيات النهوض باللغة العربية وتدعو إلى عدم تجاهل تلك النماذج الناجحة التي قامت بها بعض البلدان الأجنبية لعلاج المشكلات، وعلاج لغات كانت مهددة بالانقراض ثم تعافت وأصبحت لغات العلم والثقافة والإبداع الفكري والأدبي، أما المحور الخامس فقد اهتم ب"سبل توطين الثقافات باللغة العربية"، وهي من النقائص والمعيقات التي تعاني منها اللغة العربية راهنا، فكيف السبيل إلى الاهتمام بالجانب العلمي ودخول عالم التقنيات؟. المحور السادس اختص ب"مستقبل اللغة العربية ورهانات العصر"، فنجد فيه رؤى مستقبلية وأفكارا جديدة عما يجب أن تكون عليه أوضاع اللغة العربية من حيث تعليمها وتحديث طرائق تلقينها، والبحث عن السبل الكفيلة للعيش مع الراهن الذي لا يقبل إلاّ اللغات المنتجة للعلم والتقنيات وعالم الشفرة، ودخول صناعة البرمجيات. هذا المنتوج الجديد سيوضع في خدمة المهتمين بقضايا اللغة العربية في مختلف اختصاصاتها ووظائفها لما يزخر به من دراسات تراثية، ثقافية وعلمية حديثة ومعاصرة. للإشارة فإن العدد صدر عن منشورات المجلس الأعلى للغة العربية 2009 وهو من الحجم الكبير يتضمن 868 صفحة.