استحدثت جامعة "سعد دحلب" بالبليدة، تحسبا للدخول الجامعي، مطلع شهر أكتوبر المقبل، وحدتين جديدتين للكشف والمتابعة الصحية والتلقيح ضد وباء "كورونا"، لتحفيز الطلبة على التلقيح بعد تسجيل أرقام منخفضة في هذه العملية، التي شرع فيها مطلع شهر سبتمبر، حيث خصصت الوحدة الأولى للأساتذة والباحثين والعاملين في المجال الإداري، فيما خصصت الوحدة الثانية للطلبة. يبدو أن الوعي بأهمية التلقيح، رغم الحملات التحسيسية الكثيرة التي تم إطلاقها، لم يأت بعد بالنتيجة المرجوة، وهو ما تعكسه حالة العزوف التي تم تسجيلها على مستوى بعض الهياكل الجامعية بولاية البليدة، ومنها جامعة البليدة "1" (سعد دحلب)، أين أكد العاملون في الوحدة الصحية، تسجيل إقبال ضعيف جدا على التلقيح منذ انطلاقها مطلع شهر سبتمبر، سواء من الأساتذة أو الطلبة، الأمر الذي يدعو، حسبهم، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تحفيزهم على التلقيح، الذي أكد المختصون في الصحة، بأنه يظل الخيار الوحيد لتأمين المناعة الجماعية". في السياق، وتحسبا للدخول الجامعي، بادرت الجامعة إلى استحداث وحدتين جديدتين، هدفهما استقطاب المعنيين بالتلقيح وحثهم على القيام بهذه الخطوة، من خلال تبديد المخاوف والتأكيد على أهمية اللقاح، إلى جانب الشروع في عمليات تحسيسية بالجامعات والمعاهد، الهدف منها محاولة تصحيح المعتقدات الخاطئة التي لا تزال تقف حائلا أمام إقبال الطلبة، وحتى الأساتذة، على التلقيح. معتقدات خاطئة عززت العزوف لدى الجامعيين احتكت "المساء" بعدد من الطلبة الجامعيين على مستوى محطة النقل الجامعي ببلدية العفرون، في محاولة لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يرفضون الإقبال على التلقيح، رغم أنهم معنيون بالعملية ويمثلون الطبقة المثقفة، خاصة أن المختصين في الصحة خلال الموجة الثالثة، أكدوا بأن أغلب الوافدين على وحدات الإنعاش شباب في مقتبل العمر، وأن الأسباب التي جعلت حالتهم الصحية تتدهور بعد الإصابة بالفيروس، هو عدم التلقيح، فكانت الإجابات المستقاة على ألسنة الطلبة، تصب تقريبا في نفس الوعاء، ففي الوقت الذي أرجعها البعض إلى فكرة الإصابة بالعقم، التي حسبهم تم تداولها بمواقع التواصل الاجتماعي، أكد آخرون بأنه لا يعول على المناعة التي يتمتع بها الجسم، وأنها فرصة لاختبار مدى قدرة الجسم على التحمل، فيما راح آخرون يراهنون على التدابير الوقائية، وعدم الالتزام بالحضور اليومي بالجامعة، خاصة مع إمكانية التعليم على بعد، بعد تبني الجامعية لنظام التدريس عبر النت. بروتوكول صحي خاص بالجامعة لاستيعاب الطلبة الجدد تعرف جامعة "سعد دحلب"، خلال الدخول الجامعي المقبل، إقبالا كبيرا عليها من طرف الطلبة الجدد، وهو ما تكشفه الأرقام المعلن عنها، والتي تفيد باستقبالها لأكثر من 8 آلاف طالب ضمن مختلف التخصصات، ولتجنب الاحتكاك بين الطلبة الجدد الملزمين وفق نظام التدريس، بالحضور اليومي، على خلاف باقي الأطوار الأخرى، الذين خصتهم الجامعة بنظام التفويج والتدريس عن بعد، باللجوء إلى تمديد ساعات التدريس وساعات النقل والإطعام الجامعي، لتجنب الاكتظاظ. من جهته، أعلن البروفيسور محمد بن زينة، مدير الجامعة، على هامش الاجتماع الأخير المخصص لضبط متطلبات الدخول الجامعي، عن إطلاق حملة تحسيسية واسعة، تزامنا والدخول الجامعي، لحث الطلبة على التلقيح، إلى جانب التأكيد على نظام التفويج، حيث سيعرف الدخول الجامعي، حسبه، هذه السنة، العمل على شقين: الشق الصحي المتمثل في التحسيس والتأكيد على وضع الكمامة والمعقم والتباعد الجسدي، وفي الشق البيداغوجي، من خلال العمل بنظام التدريس بالأفواج، حسب كل مستوى وكذا الاعتماد على التدريس عن بعد.