❊ توقعات باستمرار المنحى التصاعدي لأسعار الذهب الأسود توقع مهماه بوزيان، الخبير في الشؤون الطاقوية، تواصل المنحى التصاعدي لأسعار النفط، التي قد تصل إلى أكثر من من 85 دولارا للبرميل ضمن "طفرة استثنائية" سجلها قبل ثلاث سنوات بسبب جملة من العوامل الداعمة لهذا الانتعاش الذي قد يتعزز بالتزام مجموعة "أوبك+" خلال اجتماعها يوم غد، بالزيادة المتفق عليها دوريا. وقال مهماه في تصريح ل"المساء" بخصوص التوجهات الإيجابية التي عرفتها أسعار النفط، عشية لقاء أعضاء "أوبك+" يوم غد الاثنين في اجتماعهم الشهري، إن بلوغ خام برنت "الهضبة السعرية" المحددة ب 78 دولارا للبرميل، والتي لم نشهدها منذ نهاية شهر أكتوبر سنة 2018، لن يتوقف هنا، متوقعا استمرار المنحى التصاعدي لأسعار الذهب الأسود. وذهب إلى حد التأكيد، أن النفط "يتوجه لمضاعفة قيمته في أطول صعود سنوي مضطرد، حينما صعد من 40 دولارا للبرميل في بدايات شهر نوفمبر 2020"، مرجعا ذلك إلى جملة من العوامل الأساسية، على رأسها سياسات "الولاياتالمتحدةالامريكية" و"الصين" و"الانتاج في مجموعة أوبك+". وأوضح، أن العامل الأمريكي، يتمثل من خلال أربعة عناصر أساسية أولها "اضطراب الإمدادات المستمرة في الولاياتالمتحدة"، ضمن وضع وصفه ب"السيء للغاية"، ما أرغم مصافي التكرير الأمريكية على اللجوء إلى دول أخرى لإمدادها بكيمات النفط التي تحتاجها. أما العامل الثاني فيرجع إلى "تراجع مخزونات الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، رغم معاودتها الارتفاع في الوقت الحالي"، أما العنصر الثالث فيعود إلى "تدني قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات الرئيسية الأخرى" وأخيرا "تحركات سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي سيبدأ التوسع في تقليص مشتريات الأصول شهر نوفمبر القادم وربما لجوءه إلى رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت من العام الحالي". واعتبر مهماه، بخصوص العامل المتعلق باستراتيجية إنتاج "أوبك +"، أن ما يدفع إلى توقع استمرار ارتفاع الاسعار، هو اضطراب الإمدادات من قبل عديد دول المجموعة، مثل نيجيريا وأنغولا، مع تواصل "الجهد الكبير" الذي تقوم به المجموعة في مراقبة السوق و"ضبط النفس" ما جعله يتنبأ ب"حذر" "أوبك+" في اجتماع الغد تجاه أي مطلب لزيادة سقف إنتاج المجموعة المتفق بشأنه في حدود 400 ألف برميل يوميا، رغم الضغوط الأمريكية. وأكد الخبير أن الإبقاء على أسعار متوازنة يخدم مصالح دول المجموعة، حتى وإن كانت متأرجحة صعودا وهبوطا، بين 75 و85 دولارا للبرميل، وخاصة وأن أوبك + لا تستهدف سعرا محددا إنما نطاقا سعريا، كما أنها لا تستهدف الوصل إلى سعر مرتفع جدا، لأن ذلك لا يخدم المنظور العادل والمستدام لأعضائها، "لذلك فأنها لن تغامر بضخ المزيد من النفط، مادامت الأسعار تتواجد حاليا ضمن النطاق السعري المرغوب، وستتدخل لاحقا لإحداث التعديل الضروري في حالة تجاوزت الأسعار مستوى 90 دولارا. يذكر أن توقعات مختصين في الشؤون النفطية النفط، لم تستبعد إمكانية بلوغ الأسعار سقف 90 دولارا للبرميل، في حال التزمت "أوبك+" بالمتفق عليه سلفا، وطبقت الزيادة المخطط لها شهر نوفمبر القادم، معتبرين أن أي زيادة بأقل من 600 ألف برميل سترفع الأسعار. ويرى الخبير مهماه بوزيان، أن الصين تلعب دورا في الدفع بالأسعار نحو الارتفاع، بعد أن تأكد أن إقدام الصين على بيع كميات من احتياطي النفط الاستراتيجي لديها، كان مجرد صورة هامشية على شاشة تداولات أسواق النفط، فمن بين 7,3 مليون برميل من النفط المعروض، تم تقديم عطاءات بخصوص 4,4 مليون برميل فقط، على الرغم من طرح سعر منخفض نسبيًا، بلغ 65 دولارًا للبرميل على جميع الخام، باستثناء حقل زاكوم، ما أدى إلى عدم تحقيق التأثير المطلوب على الأسواق لوقف جموح الأسعار". ويرتبط العامل الرابع، وفقا للخبير، بمسألة الغاز الطبيعي، حيث أشار الى تراجع مخزونات الغاز الطبيعي الأوروبي لأدنى مستوى لها في العشر سنوات الأخيرة، إلى مستوى 72 من المئة، "وهي مخزونات الغاز الرخيص الذي تمّ اقتناؤه خلال السنة الماضية، عندما تهاوت أسعار الغاز في الأسواق الفورية إلى ما دون الواحد دولار، على حساب الإمدادات الآمنة والمستدامة وعلى حساب استقرار الأسعار". وتكون أوروبا بهذا التصرف – كما شرح الخبير- قد تسببت في كسر أحد أضلاع "أسس الأمن الطاقوي"، وقفزت على "مقاربة الأمن الطاقوي المبني على سياسة الطاقة الجوارية الآمنة والمستدامة" التي تضم الجزائر وروسيا كفواعل رئيسية لها. وحسب مقاربته، فإن تقلص الإمدادات من الغاز الطبيعي المسال، "ورغم من استمرار الإمدادات الجزائرية والروسية بشكلها الطبيعي دون أي تخلف أو تراجع عن الحجم المعتادة من الإمدادات المتعاقد حولها"، وصعوبة تدارك الموقف قبل حلول فصل الشتاء، ومع ملامسة سعر المليون وحدة حرارية بريطانية لسقف 30 أورو، كان من الطبيعي ارتفاع الطلب على الوقود البديل المتاح، وهما النفط والفحم، ما ينذر بحدوث فجوة في الطلب على النفط بمستوى "مليون برميل يوميا". وتعد تطوّرات الوضع الصحي العالمي، عاملا آخر يدفع نحو استمرار الارتفاع في أسعار الخام، حيث تحدث، مهماه بوزيان عن وجود "حالة باعثة على عودة النشاط والتوسع في الطلب على الإمدادات مع التوسع في حملات التطعيم، رغم كلّ التخوفات من الموجة الرابعة لطفرات فيروس "كوفيد-19". يضاف إليها ما وصفه ب"انتكاسة الخطة الأوروبية الموسومة ب"الصفر كربون"، التي قال إنها كانت "خطة حالمة أكثر منها رؤية ملتصقة بالواقع".