لايزال الوسط الرياضي لكرة اليد يترقب صدور القرارات الأولى من اللجنة المديرة الجديدة للفرع، بعد تكليفها من قبل الوصاية بإعادة تنظيم أمور هذه الرياضة على أسس جديدة. وإذا كانت الاستعانة بهذه اللجنة شكلت ارتياحا كبيرا لهذه الأوساط بسبب سوء تسيير الفرع من طرف الفيدرالية السابقة، فإن تأخر انطلاق البطولة يثير قلقا وحيرة كبيرين من الأندية التي لم تباشر الأغلبية الكبيرة من فرقها، التدريبات؛ إذ وجدت نفسها تسيّر أمورا صعبة لها علاقة بتأخر إمضاء عقود اللاعبين، وبداية التحضيرات، إلى جانب إهدار فرص جلب الممولين. هذا الوضع يقابله سكوت تام من اللجنة المديرة، التي لم تعلن بعد عن أي قرار يخص مستقبل هذه اللعبة، سواء في جانب المنافسة وشكل تنظيمها، أو في ما يتعلق بضوابط تنظيم الجمعية العامة الاستثنائية، التي تنتظرها دراسة ملفات ساخنة، تتقدمها قضية إلغاء أو التمسك بالتغييرات التي أحدثتها الاتحادية السابقة في نظام المنافسة القادمة، وهي النقطة التي تثير حاليا، حسب مصادر مطلعة على أوضاع الفرع، انقسامات حادة بين أعضاء هذه اللجنة، التي تكون التمست من الوصاية، النظر في ما قد ينجر عن اتخاذ تدابير حول هذه القضية قبل إصدار القرار النهائي فيها بصفة نهائية. وليس فقط مستقبل المنافسة الذي يثير مخاوف وتساؤلات الوسط الرياضي للفرع، بل إن الأمر يتعلق أيضا بالمواعيد الدولية القريبة التي تنتظر مختلف فئات المنتخبات الوطنية، التي دخلت في عطلة طويلة وغير مسبوقة في تاريخ هذه الرياضة، على غرار منتخب الأكابر، المطالَب بالعودة بسرعة، إلى التحضيرات؛ تحسبا للمواعيد الدولية القريبة التي تنتظره خلال شهري مارس وجوان القادمين، فضلا عن الاستعجال في تثبيت المدربين الوطنيين الحاليين، أو الاستغناء عنهم. أعضاء اللجنة المديرة سعيد بوعمرة وبن جميل ونعمان ورشيد مسكوري، لا شك في أنهم يدركون المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، والمتمثلة في إرجاع كرة اليد الجزائرية إلى السكة، ولمّ شمل كل من ينتسب إليها بعد سنوات طويلة مليئة من الأخطاء في التسيير، وحدوث انقسامات وشروخات لم يكن يتوقعها كل الذين لايزالون يفتخرون بالإنجازات الضخمة التي حققتها رياضة كرة اليد الجزائرية على المستوى الدولي؛ لأن الجميع يتساءلون اليوم عما إذا ستتمكن هذه الرياضة من استرجاع بريقها. وقد ارتأينا الاتصال ببعض الأطراف التي تنتمي إلى هذه الرياضة؛ من أجل أخذ رأيها في الوضع الحالي الذي يمر به الفرع. المدرب الوطني السابق حساني طارق ل "المساء": الفِرق لا تتدرب في غياب تاريخ لاستئناف البطولة يُعد حساني طارق من المدربين الأكفاء في كرة اليد بالنظر إلى تجربته الطويلة في ميدان التدريب، لا سيما مع فريقه الأول عين توتة، الذي خاض معه المنافسة على أعلى مستوى. وقد أهّلته تجربته لأخذ مقاليد الفريق الوطني أواسط، لبعض السنوات. ويقول عن الوضعية التي تعيشها كرة اليد الجزائرية، "هي أصعب فترة تعيشها كرة اليد منذ أن اعتلت الصدارة في الرياضة الجزائرية؛ فهي تعيش أزمة متشعبة، تتطلب من مسيريها الجد والعمل بمثابرة كبيرة، لإخراجها من محنتها. طبعا، الكل يعرف أن الاتحادية السابقة ارتكبت أخطاء جسيمة في مجال التسيير، وكان ذلك السبب الرئيس في توقيف مهام مسيريها. الوصاية اتخذت قرارا صائبا بتعيين لجنة مديرة، مشكّلة من أشخاص لهم دراية كبيرة بمشاكل اللعبة، لكن يتعين عليهم الإسراع في تقديم الاقتراحات، لكوننا متأخرين جدا في تنظيم بطولة جديدة، فضلا عن أن الخوف ينتاب اللاعبين من تضرر قدراتهم البدنية والمعنوية؛ لأن من الصعب على أي لاعب التوقف عن المنافسة لفترة طويلة، وما ينجر عن ذلك من أضرار بدنية ومعنوية أيضا؛ لكون النادي الذي يوظفهم قد لا يستجيب لمطالبهم المادية في ظل غياب المنافسة". أخشى أن تكون مشاركة "الخضر" كارثية في كأس إفريقيا ودعا محدثنا أعضاء اللجنة المديرة إلى تحديد تاريخ انطلاق البطولة الجديدة، قبل انعقاد الجمعية الاستثنائية: "الفرق لا يمكنها استئناف التحضيرات البدنية في غياب تاريخ محدد لاستئناف البطولة، لذلك يتعين الذهاب إلى اتخاذ هذا القرار بسرعة؛ حتى يتمكن كل مدربي الفرق من رسم برامج عمل محددة الأهداف من الناحية البدنية بشكل خاص. كما إن انطلاق البطولة يجب أن يكون، على الأقل، في شهر نوفمبر القادم، ومع ذلك فإن اللاعبين يسجلون تأخرا كبيرا في التحضيرات، لا سيما العناصر الدولية المدعوة لخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة خلال شهر جانفي القادم؛ لذلك أخشى أن تكون المشاركة كارثية على الخضر. اللجنة سارعت في هذا الشأن، إلى تنظيم منافسة الكأس الممتازة بوهران بمشاركة أربع فرق، تضم أغلبها لاعبين دوليين، لكن أظن أنها غير كافية للاستعداد لهذه المنافسة القارية "، قال حساني طارق. ويعتقد أن التأخر في انتخاب اتحادية جديدة سيجلب عدة مشاكل للعبة. واستدل السيد حساني بغياب الرسميين عن المطار أثناء انتقال الأندية الجزائرية لتوديع هذه الأخيرة، التي تشارك، حاليا، بتونس في منافسة البطولة العربية؛ لذا طالب محدثنا بالإسراع في عقد الجمعية العامة الاستثنائية، التي يتعين عليها اتخاذ القرارات الصائبة، التي تسمح بخروج هذه اللعبة من أزمتها العميقة.