ذكرت مصادر مقربة من محيط مولودية وهران، رغبة الرئيس الطيب محياوي في تعيين اللاعب الدولي السابق مراد مزيان، مناجير عاما للفريق. واختبر نواياه عن طريق رئيس النادي الهاوي شمس الدين بن سنوسي، غير أن المصادر لم تفصح عن رد مزيان، ولو أن كثيرين يعتقدون أنه ليس سهلا قبول المهاجم الدولي الفذ، طلب رئيس "الحمراوة" في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها مولودية وهران، على جميع الأصعدة. لم يكن سعي الطيب محياوي للاستنجاد باللاعب الدولي السابق وابن الفريق مراد مزيان، إلا وسيلة لتهدئة الشارع الكروي الحمراوي، وامتصاص غضبه، حسب متتبعين للشأن الكروي الوهراني، بعد السقوط المدوي لمولودية وهران بملعبها أمام بارادو بالأداء والنتيجة. وقد كان الدرس الذي قدمه شبان الأكاديمية كافيا، ليعري طريقة تسيير محياوي ومن معه، ويُظهر الحجم الحقيقي للفريق، الذي سيمثل آمال وأحلام "الحمراوة" هذا الموسم، وتوقع خرجته فيه. ولن ينس محياوي أمسية الجمعة الماضية، التي تلقّى فيها فريقه هزيمة قاسية بملعبه أمام نادي بارادو بنتيجة هدفين لأربعة، وانقلاب الأنصار عليه بالسب والشتم، بعد جولة واحدة فقط عن السماح لهم بدخول المدرجات، بعد غيابهم عنها لأكثر من عام ونصف عام. وما أغاض "الحمراوة" كثيرا فضلا عن الطريقة التي تبنّاها محياوي في تسيير أمور المولودية الوهرانية إداريا، تدخّله في الجانب الفني الذي لا يفقه فيه شيئا بحسبهم؛ بتخلّيه عما لا يقل عن 15 من ركائز الفريق نهاية الموسم الماضي بحجج واهية، والقيام بانتدابات، وصفها الأنصار ب "عقيمة وفاشلة"، وأعلنوا، علانية، رفضهم بقاء رئيسهم في منصبه. وبالمقابل، طالبوا مدرب بارادو الذي ليس هو إلا ابن مولودية وهران ومدربها ولاعبها ومسيّرها السابق شريف الوزاني سي الطاهر، بالعودة لرئاسة فريقهم مجددا؛ حيث هتفوا باسمه طويلا، وصفقوا له بحرارة عند دخوله أرضية الميدان، وخروجه منها. وحتى شريف الوزاني نفسه، فبالإضافة إلى قيادة فريقه بارادو للفوز على مولودية وهران، قدّم درسا مجانيا لمحياوي في كيفية تسخير طاقات اللاعبين الشباب، لتشكيل فريق قوي، ومهاب الجانب، وهو الأمر الذي قام به الموسم الماضي، لما كان مدربا ومسيرا في آن واحد للمولودية، قبل أن يزيحه المساهمون في الشركة الرياضية لأسباب واهية. ولم يتوان اللاعب الدولي السابق في التعبير عن حسرته ووجعه لما قال عنها "المهازل المتكررة ببيت مولودية وهران"، ومطالبا السلطات المحلية ب "مساعدة الفريق لا الأشخاص". لكن رغم كل هذه المعارضة الشديدة ضد بقائه في سدة قيادة النادي الحمراوي، لايزال الطيب محياوي يناور ولا يريد ترك أمور تسيير المولودية، إلا لمن يدور في فلكه. وتَبيّن للمتتبعين والمحبين أن مصلحة المولودية هي آخر اهتماماته؛ إذ ما يهمه استنادا على تحركاته الأخيرة، هو قطع الطريق عن كل غريم يريد خلافته، وما تعمُّده رفع ديون الفريق إلى 15 مليار سنتيم وأغلبها مستحقات اللاعبين الذين تخلى عنهم ودفعهم إلى الخروج من الفريق من الباب الضيق بدون سبب وجيه إلا دليل على ما يذهبون إليه. وزاد تصميم محياوي لما بلغ مسامعه أخبار عن رغبة أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين، في سحب الثقة منه، وتنحيته من منصبه؛ لعدم اقتناعهم بتقريره المالي، واحتمال عودة صاحب أغلب الأسهم في الشركة الرياضية بلحاج أحمد المدعو "بابا"، لترؤّس المولودية الوهرانية، المستعد "لإنقاذها" بتقليص ديونها؛ بتسوية جزء كبير من مستحقات لاعبيها، الذين وضعوا ملفاتهم على طاولة لجنة فض المنازعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، حتى تسترد لهم حقوقهم، استنادا دائما إلى أقواله السابقة.