تضمن العدد الجديد من مجلة "إبداع"، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤخرا، ملفا بعنوان "إطلالة على الشعر الجزائري المعاصر"، من إعداد وتقديم سوسن محمود نوري، محمود الكردوسي، ومحمد البرغوثي، تناول مسار هذه الحركة الشعرية التي تستحق المتابعة والدراسة. جاء في التقديم، أنه لا يمكن الحديث عن مشهد شعري جزائري الروح دون العودة إلى خمسينيات القرن العشرين، عندما انطلقت أولى دعوات التحرر من النمط الكلاسيكي، الذي كان يمثله عدد من الشعراء العموديين، كمحمد العيد آل خليفة، رمضان حمود وصالح خرفي وغيرهم. بعد الاستقلال، انطفأ وهج القصيدة الثورية، إلا أن فترة السبعينات امتازت بنضوج الوعي الأدبي للعديد من الشعراء، وإن ساروا بخطى مترددة نحو كسر التقليد الشعري السائد، فظهرت قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وفي السنوات الأخيرة، حدث انفتاح شعري على المواقع الافتراضية عبر كتابات جادة متفردة تنتصر لجمالية الشعر. في الملف قصائد للشعراء محمد زابور، محمد بوطي، عبد الله الهامل، مشري بن خليفة، الأخضر بركة، آمال رقايق، عبد الغني زهاني، عادل بلغيث، محمد قسط، لميس سعيدي، ميداني بن عمر، محمد بن جلول، فارس كبيش، لطيفة حرباوي، عبد القادر رابحي، سوسن محمود نوري، محمود الكردوسي، ومحمد البرغوثي. استطاع الشعر الجزائري حسب النقاد والدارسين- أن يحقق تطورا ملموسا، لاسيما بعد مرحلة الاستقلال، إذ شهدت الجزائر عدة تغيرات مست مختلف مناحي الحياة، فكانت تشكل ثورة بناء أثرت بشكل إيجابي على الشعر الجزائري، وأصبح أكثر تطلعا على كل ما يدخل الوسط الأدبي من تجارب إبداعية وأوعى بأسرارها اللغوية وقيمها الصوتية الدلالية، وفتح الباب لأساليب فنية حديثة ومتنوعة وللغة فنية أكثر حيوية وديناميكية تزخر بالكلمات والعبارات الحية، كما برز جيل جديد يكتب القصيدة الحرة بشكلها المتقن المتحرر، وأصبحت تحتل الصدارة في الصحف والمجلات العربية المرموقة. للإشارة، كتب في هذا العدد الشاعر إبراهيم داود، رئيس تحرير المجلة عن الشاعر الراحل نجيب شهاب الدين، وفي باب "دراسات" نشرت مقالة للدكتور إبراهيم منصور عن ديوان عزمي عبد الوهاب "غلطة لاعب السيرك"، ومقالة لإسلام أنور عن رواية "أراك في الجنة" للكاتب محمد الفخراني، ودراسة للدكتور محمد السيد إسماعيل عن رواية "الشيخ عجيب" للكاتبة أماني فهمي، ودراسة بعنوان "صورة الذات وأزمة المعنى" للناقدة رشا الفوال عن رواية "يوم الثبات الانفعالي" للكاتبة سهير المصادفة، ودراسة لعاطف محمد عبد المجيد عن رواية "غربة المنازل" للكاتب عزت القمحاوي.. وفي الباب نفسه، دراسة للناقدة جليلة الطريطر عن رواية "بيت النار" للكاتب المغربي هشام مشبال، ودراسة لمحمد رفاعي بعنوان "يحيى مختار... إعادة إحياء تراثه المفقود عبر قراءة في قصصه القصيرة"، ودراسة للدكتورة نيفين النصيري عن رواية "الكل يقول أحبك" للكاتبة مي التلمساني، ومقالة لسمر جابر عن رواية "صالة أورفانيلي" للكاتب أشرف العشماوي.