شرعت فرق الهلال الأحمر الجزائري، فرع البليدة، تزامنا مع تراجع درجات الحرارة وسقوط كميات معتبرة من الأمطار، في تنظيم عدد من الخرجات الليلية الرامية إلى التكفل بالأشخاص من دون مأوى على مستوى مختلف بلديات الولاية، في سياق البرامج الإنسانية المعدة في هذا الشأن، والتي تهدف إلى حمايتهم من برودة الطقس وكذا توجيههم إلى المراكز المتخصصة للتكفل بهم والتي تضمن لهم وجبات ساخنة ومرافقة صحية مناسبة. أكد الطاهر لطرش الأمين العام الولائي للهلال الأحمر الجزائري، فرع البليدة، في تصريح خص به "المساء" أن الهلال الأحمر اعتاد كتنظيم إنساني، إغاثي عند حلول كل فصل الشتاء، على التكفل بالأشخاص من دون مأوى من خلال تزويدهم بالوجبات الساخنة والأغطية والأفرشة، مشيرا إلى أنه "في السنوات الثلاث الأخيرة انضم الهلال الأحمر إلى العملية التضامنية التي أطلقتها اللجنة الولائية للتكفل بالأشخاص من دون مأوى عبر مختلف شوارع البليدة". موضحا بقوله: "هذه اللجنة التي يترأسها والي البليدة، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والأمن والدرك الوطني والصحة، مكنت الهلال الأحمر من توسيع نشاطه الذي لم يعد مقتصرا على تدعيم المشردين بما يجب من حاجيات لحمايتهم من البرد فقط، وإنما أصبح يتم توجيههم إلى المراكز المتخصصة في إيوائهم خاصة" وذكر في هذا السياق أن "الكثيرين لا علم لهم بوجودها وكيفية التنقل إليها". وتهدف العملية، حسب ذات المسؤول، من خلال التجول يوميا ابتداء من الساعة الثامنة ليلا في شوارع الولاية المعروفة ببرودة طقسها، للبحث عن الأشخاص من دون مأوى من الوافدين عليها من خارج الولاية، حيث يتم التواصل معهم قصد إقناعهم بالتوجه إلى مركز بن عاشور، للتكفل بالأشخاص دون مأوى، مشيرا إلى أن العملية لا تزال في بدايتها، حيث شرع فيها منذ أسبوعين فقط ولا تزال مستمرة لتأمين الحماية الاجتماعية لهذه الفئة. وحول الأماكن التي يجري البحث فيها عن الأشخاص من دون مأوى قصد التكفل بهم، أوضح محدثنا، بأنها تتمحور عادة في محطات القطار ومن أمام المساجد ومحطات نقل المسافرين ما بين الولايات، كون أن عددا كبيرا من الأشخاص من دون مأوى يأتون من خارج الولاية بحثا عن فرص عمل ويضطرون للمبيت في الشارع، فيتم التكفل بهم وتوجيههم إلى المراكز حتى لا يبيتوا في الشراع عرضة للبرد القارس والأمراض، مشيرا إلى أنه منذ انطلاق العملية تم توجيه أكثر من 20 شخصا من الجنسين رجال ونساء. من جهة أخرى، أوضح الامين الولائي للهلال الأحمر، "بأن ولاية البليدة لا تحوي عددا كبيرا من المشردين الذين يعدون على الأصابع وهم عادة أشخاص مرضى أو يعانون من مشاكل عائلية، بينما البقية هم من خارج الولاية يقصدونها بحثا عن فرص عمل ويضطرون للمبيت في الشارع، لافتا في السياق، إلى أن الفئة التي ترفض التنقل إلى المراكز المتخصصة هي عادة الفئة المريضة من المشردين، حيث يتم دعمهم بالأغطية والوجبات الساخنة من باب إنساني لتأمين حد أدنى من المساعدات.