أقدم جندي أمريكي أمس على فتح نيران سلاحه داخل قاعدة أمريكية في العراق مما أدى إلى مصرع خمسة من زملائه وأصابة اثنين بجروح متفاوتة قبل أن يحاول الانتحار ولكنه فشل في محاولته.وأقر الجيش الأمريكي بمصرع جنوده الخمسة في هذه العملية التي وقعت في قاعدة "الحرية" العسكرية وسط العاصمة بغداد التي تعد من اكبر القواعد الأمريكية في العراق وتضم مقر قيادة قوات التحالف. ولم يحدد بيان الجيش الأمريكي في بادئ الأمر ما إذا كان هؤلاء الجنود لقوا مصرعهم في إطلاق نار نفذه زملاء لهم أو جنود عراقيون أو أجانب يعملون بالقاعدة العسكرية السالفة الذكر. وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها التي يقوم فيها جندي أمريكي بإطلاق النار على زملائه في العراق وهو ما يؤكد درجة الإحباط التي بلغها الجنود الأمريكيون الذين وجدوا أنفسهم داخل المستنقع العراقي. وكانت تقارير طبية أمريكية أكدت أن آلاف الجنود الأمريكيين المشاركين في الحرب على العراق أصيبوا بانتكاسات وأمراض نفسية ضمن ما يطلق عليه بفيروس الحرب في العراق بعد عودتهم إلى أرض الوطن. وبمصرع هؤلاء الجنود تكون القوات الأمريكية قد تلقت خسائر فادحة في صفوفها في الآونة الأخيرة حيث بلغ عدد عناصر المارينز الذين لقوا مصرعهم في عمليات انتحارية وهجمات مسلحة منذ شهر مارس الماضي 37 قتيلا. ويرتفع بذلك عدد عناصر المارينز الذين لقوا مصرعهم منذ غزو العراق على يد قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة شهر مارس 2003 الى 4292 جنديا وهي حصيلة تبقى مفتوحة في ظل استمرار التواجد العسكري الأمريكي في هذا البلد. وتأتي هذه الحادثة غداة تأكيد رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي خلال زيارتها العراق أن الإدارة الأمريكية ستحترم الاتفاق الأمني الموقع مع بغداد لسحب قواتها من المدن العراقية بحلول نهاية شهر جوان المقبل. وصبت تصريحات المسؤولة الأمريكية في نفس سياق تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أكد من جانبه لن حكومته لم تعد في حاجة إلى القوات الأجنبية في كبرى المدن العراقية في إشارة واضحة على قدرة القوات العراقية تحمل مسؤولياتها الأمنية رغم الشكوك الذي أثارتها تجدد موجة العنف في العراق في إمكانيات هذه القوات في احتواء الوضع الأمني. وكان المالكي قلل من خطورة عودة التفجيرات الانتحارية والعمليات المسلحة بقوة إلى العراق واعتبرها أنها مجرد مرحلة عابرة في محاولة منه لطمأنة المستثمرين الأجانب الراغبين في المساهمة في عملية إعادة اعمار العراق.