يرتقب أن يسترجع الفريق الوطني معالمه فوق أرضية الميدان، بمناسبة اللقاء الهام الذي سيجمعه غدا الأحد، مع تشكيلة غينيا بيساو، حيث يستعد الناخب الوطني لإجراء تغييرات وإحداث التوازن بين الخطوط الثلاثة لتشكيلته، والتي تأثرت كثيرا في اللقاء الأول الذي تعادلنا فيه أمام سيراليون بنتيجة بيضاء. تخمينات وتكهنات الاختصاصيين والمراقبين في دورة كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، تشير إلى توجه المدرب بلماضي نحو استرجاع الثنائي راميز زروقي وإسماعيل بن ناصر، ليؤدي كل واحد منهما دوره المعتاد، أي في مهمة كسر هجمات الخصم بالنسبة للأول، وتدعيم خط الهجوم بالنسبة للثاني، مع أن كلاهما سيشتركان في مهمة استرجاع الكرات وتحويلها بسرعة نحو الهجوم. أنظار الجزائريين ستكون مشدودة نحو أداء هذين العنصرين المطالبان بإعطاء نفس جديد للتشكيلة الوطنية، التي عانت كثيرا أمام دفاع سيراليون، حيث لم تتمكن عناصرها من هز شباك المنافس، بالرغم من المحاولات العديدة أمام مرمى هذا الأخير. بن عيادة وبلعمري مرشحان أساسيان التغييرات التي سيلجأ إليها المدرب جمال بلماضي، ستعني أيضا مناصب أخرى، فهناك من يتوقع وضع المدافع عطال في دكة الاحتياط و تعويضه بزميله الفذ حسين بن عيادة، الذي أظهر في دورة الكأس العربية الأخيرة حنكة ومهارة كبيرتين في التعامل مع منافسيه المباشرين في الرواق الأيمن، الذي كثيرا ما جعله منفذا للصعود بالكرة في محاولة منه لمساعدة زملائه في الخط الأمامي، أو الدخول بها داخل منطقة الخصم. فلا يستبعد لجوء بلماضي إلى الاعتماد على بن عيادة، بعد أن أظهر عطال بعض التراجع في الأداء ضد سيراليون. ودائما فيما يخص الدفاع، ينتظر أن يجدد الكوتش بلماضي الثقة في كل من رايس مبولحي وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني وجمال بلعمري، هذا الأخير، سرعان ما استعاد مكانته في وسط الدفاع، بعد ما قام الناخب الوطني باستبداله بعبد القادر بدران في بداية اللقاء الأول. لكن أكثر ما يطرح التساؤلات فيما يتعلق بالتغييرات التي سيقوم بها بلماضي؛ الوضعية الحالية التي يتواجد فيها المهاجم فيغولي، بالنظر إلى الدور الكبير الذي اعتاد القيام به في كل مباريات الفريق الوطني، علما أن لاعب غلطة سراي التركي عانى في الفترة الأخيرة من إصابة، أخرت دخوله في تدريبات المنتخب الوطني، لما كان هذا الأخير متواجدا في تربص بقطر. كان بلماضي قد أقحمه في التشكيلة الأساسية أمام سيراليون، لكن مردوده لم يكن في المستوى المطلوب، وبدا غير متمكن من كل إمكانياته البدنية، فتم استبداله في الشوط الثاني. الأمر لا يبدو سهلا لخلافة فيغولي في حالة ما إذا تقرر الاستغناء عنه، وقد تكون ميولات بلماضي لخلافة هذا اللاعب تتأرجح بين الثلاثي آدم وناس، ياسين براهيمي وسفيان بن دبكة، وأغلب الظن سيكون هذا الأخير العنصر المناسب لأخذ مكان فيغولي، بالنظر إلى الاستعداد البدني الكبير الذي ميز مردود اللاعب السابق لنصر حسين داي، ورغبته في التموقع داخل دفاع المنافس لتسجيل الأهداف، كما بلغ بن دبكة درجة كبيرة من النضج في اللعب وله الآن القدرة الكافية للتألق على أعلى مستوى، فهو بحاجة فقط إلى امتلاك ثقة المدرب الوطني. بلماضي متأرجح بين بونجاح وسليماني أما خط الهجوم الذي أثار غضب جمال بلماضي، بسبب الفرص الكثيرة التي ضيعتها عناصره في اللقاء الأول، فإن الناخب الوطني سعى في الحصص التدريبية الأخيرة إلى تصليح الأمور، حيث خصص لمهاجميه متسع من الوقت لتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها داخل منطقة العمليات، سواء خلال التوغلات، المراوغات أو التسديدات. ما عدا بلايلي ومحرز الذين سيكونان بنسبة كبيرة في التشكيلة الأساسية، فإنه يسود غموض كبير حول اختيارات بلماضي، لمعرفة ما إذا سيختار بغداد بونجاح أو إسلام سليماني للعب كرأس حربة، لأن كلاهما ضيعا فرصا عديدة في اللقاء الأول. ومهما كانت خياراته ، فإن بلماضي مطالب بوضع استراتيجية واضحة المعالم، لكي يسترجع منتخبه الفاعلية في تسجيل الأهداف.