أشرف قائد القوات البحرية العميد مالك نسيب أمس بالجزائر العاصمة (الأميرالية) على تفتيش السفينة المواكبة "الرايس قورصو-903" إثر عودتها من سوداباي (اليونان) حيث شاركت رفقة 12 دولة أخرى في التمرين البحري "فينيكس-اكسبريس-09" الذي دام قرابة شهر. ووصف المسؤول عن خلية الإعلام بالقوات البحرية المقدم سليمان دفايري بهذا الخصوص المشاركة الجزائرية ب"جد فعالة" وأنها "مبعثا للافتخار" لما حققته القوات البحرية الجزائرية من "نجاح" فيما يتعلق بالمشاركة في أعمال التخطيط والتنظيم وفيما يتعلق بقيادة المجموعات التكتيكية التي أسندت لهذه الوحدة. وقال المقدم دفايري في السياق أن توجيهات أعطيت من قبل عميد القوات البحرية إلى مجمل أفراد المفرزة "لمضاعفة الجهود والرفع من المستوى" لتشريف القوات البحرية بصفة خاصة والدولة الجزائرية بصفة عامة في ملتقيات دولية أخرى. وأوضح المسؤول بأن التمرين البحري "فينيكس-اكسبريس-09" الذي تم في طبعته الرابعة تحت إشراف القوات البحرية الأمريكية ممثلة في أسطولها السادس المتواجد على مستوى المتوسط. ويرمي هذا التمرين - كما أفاد المقدم دفايري- إلى "توحيد الأسس والطرق والمفاهيم الأمنية" المعمول بها دوليا ولاسيما ماهو معمول به في شمال الحلف الأطلسي بما يضمن مواجهة الأخطار والتهديدات في فضاء البحر الأبيض المتوسط. وأضاف المقدم في ذات السياق قائلا أن هذا التمرين يهدف إلى تحقيق الأمن والسلامة في فضاء البحر الأبيض المتوسط لافتا إلى أن 38 بالمائة من بترول العالم يمر عبر هذه المنطقة. كما شرح المقدم أن هذا التمرين يهدف كذلك إلى تطوير التفاعل بين القوات البحرية المشاركة من خلال تبادل الخبرات والمعارف إضافة إلى تطوير قدرات العمل المشترك في إطار مكافحة النشاطات غير الشرعية كتهريب الأسلحة والسموم البيضاء والمتاجرة بالبشر. "إن هذا التمرين -يضيف المسؤول- خرج بتوصيات هامة لاسيما منها ما يتعلق بخلق انسجام بين الدول لمجابهة الأخطار المشتركة في حوض البحر الأبيض المتوسط وكذا محاولة ضم دول أخرى للمشاركة في هذا التمرين". وللتذكير فقد تم تمرين "فينيكس-اكسبريس-09" الذي شهد هذه المرة مشاركة كل من كرواتيا والسنغال كدولتين ملاحظتين في ثلاث مراحل امتدت الأولى منها من 27 أفريل إلى 4 ماي بالقاعدة البحرية سوداباي (اليونان) والتي كانت ترمي إلى "توحيد الطرق ووثائق العمل بين مختلف القيادات البحرية للدول المشاركة تحضيرا للمرحلة الدينامكية". أما الثانية (المرحلة الدينامكية) التي دامت من 4 إلى 11 ماي فتعلقت أساسا بعمليات المنع البحري والبحث والإنقاذ وإجلاء الجرحى على متن السفن علاوة على تمارين الجر والتزود بالمؤونة والوقود في عرض البحر. وعن المرحلة الثالثة أوضح المقدم دفايري أنها امتدت من 11 إلى 14 ماي بالقاعدة البحرية لإيطاليا وخصصت ل"وضع تقييم شامل للتمرين". وشاركت القوات البحرية الجزائرية -يذكر المتحدث - بالسفينة المواكبة "الرايس قورصو-903" وفوج اقتحام لمشاة البحرية إضافة إلى فرقة طبية مكونة من خمسة أطباء وفوج لضباط أركان متوزعين على مراكز القيادة. ويجدر التذكير في الإطار بأن تمرين "فينيكس -اكسبريس-09" كان قد حضر له من خلال عقد أربعة اجتماعات تخطيط آخرها كان بالجزائر (16-18 مارس المنصرم) والذي عكس "الخبرة الكبيرة التي اكتسبها ضباط أركان القوات البحرية الجزائرية في تنظيم هذا النوع من الملتقيات".(و ا ج)