سمحت العملية التحسيسية التي بادرت بها كل من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والتربية الوطنية، تحت شعار "طفل، مدرسة، شجرة"، والخاصة بإرساء ثقافة حماية البيئة في الوسط المدرسي، بغرس 2.57 مليون شجيرة، في محيط ووسط ما يقارب 12 ألف مؤسسة تعليمية، ومن المنتظر أن يصل عدد الشجيرات المغروسة حتى الثلاثي الرابع من السنة الجارية، إلى 5.5 مليون وحدة في مختلف ولايات الوطن. انطلقت العملية التحسيسية التي مست الوسط المدرسي في مختلف ولايات الوطن، تحت شعار "طفل، مدرسة، شجرة"، بمبادرة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ووزارة التربية الوطنية، في سبتمبر الماضي من سنة 2008، وستمتد حتى أواخر السنة الجارية، وهي تندرج حسب المديرية العامة للغابات، في إطار جهد وزاري مشترك بين وزارة الفلاحة والتربية الوطنية، في مجال التربية البيئية، وحماية الطبيعة، وتهدف إلى غرس 8 ملايين شجيرة مثمرة وغابية، من طرف تلاميذ الابتدائيات، والاكماليات، والثانويات. ومكنت العملية، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، من غرس 2.57 مليون شتلة، منها أكثر من 991 ألف شتلة داخل المؤسسات التعليمية، وما يقارب 1.6 مليون أخرى، في محيط مختلف المؤسسات، ويصل عدد المرافق التربوية المشاركة في العملية، 11708 مؤسسة عبر التراب الوطني، وحسب المصدر، فإن التقييم الأولي للعملية، سمح بالكشف عن تسجيل مشاركة كبيرة للولايات الواقعة بالساحل الغربي للوطن والسهل الوهراني الداخلي، من حيث عدد الأشجار المغروسة، بنسبة 34 بالمائة، وتمثل ما يقارب 89 ألف شتلة، تليها الولايات الواقعة في الأطلس التلي الشرقي، بنسبة 28 بالمائة، وتمثل ما يفوق 710 آلاف شتلة، تليها الولايات الأخرى بين 2 و11 بالمائة. من جانب آخر، تضمن البرنامج المعتمد لتغطية وتأطير هذه العملية، عدة محاور، منها إشراك المتمدرسين في خلق المساحات الخضراء، وتوسيع مساحة تلك الموجودة من قبل، وتم تحت التأطير التقني للمحافظات الغابية الولائية، إشراك التلاميذ في ورشات الغرس التي انطلقت خلال هذه الحملة، وتنظيم دروس تطبيقية في الميدان لصالح التلاميذ حول مراحل الغرس ومختلف الإجراءات المرتبطة بغرس الأشجار المثمرة والغابية. كما بادرت كل من مصالح المديرية العامة للغابات والمحافظات الغابية الولائية، والحظائر الوطنية، بتنظيم خرجات بيداغوجية وايكولوجية قادت التلاميذ والطلبة إلى مختلف الفضاءات المحمية في الجزائر. كما تقوم المديرية العامة للغابات، بإلقاء عدد من الدروس البيداغوجية لصالح التلاميذ، تطرح وتعالج بالتحليل أهم الرهانات التي تواجه البيئة، منها ما يخص المسائل المرتبطة بالتغيرات المناخية، وتأثير الغازات على طبقة الأوزون، وأثر ذلك على الوسط الايكولوجي للغابات. وتمحورت المواضيع المطروحة على مستوى المؤسسات التعليمية الواقعة بالمناطق الصحراوية، وشبه الجافة، حول إشكالية التصحر ووسائل مكافحته. وتفيد مصالح الغابات، بأنها بادرت بوضع برنامج عمل يرمي إلى تحديد المواقع المعنية بالغرس التي تتميز بسهولة المسالك وإعادة تنشيط النوادي الخضراء كما سيتم الرفع من إنتاج الشتلات لضمان استمرار العملية إلى آخرها.