سجلت بنوك الدم في الآونة الأخيرة نقصا كبيرا في مخزنها، عبر مختلف ربوع الوطن، الأمر الذي ألحق ضررا بكثير من المرضى الذين يحتاجون إلى هذا السائل الحيوي بصورة مستمرة، كمرضى فقر الدم وبعض أمراض السرطان، مما دفع بالعاملين في القطاع الصحي في ولاية البليدة، إلى إطلاق نداء للمواطنين من أجل الإقبال على التبرع، بعدما تم تسجيل تراجع بنسبة 50 بالمائة، وهو النداء الذي سرعان ما استجاب له المرصد الوطني، من خلال الحملة التي أطلقها بخصوص الوقاية من فيروس "كورونا"، والتي خصص شق منها للحث على التبرع بالدم. أعرب الدكتور محمد شعيب، رئيس مركز حقن الدم بولاية البليدة، عن استحسانه للتجاوب مع النداء الذي أطلقه مركز حقن الدم على مستوى الولاية، حيث مست حملات التبرع بالدم مختلف المساجد المتواجدة ببلديات الولاية، عقب صلاة الجمعية، حيث أقبل المصلون على التبرع، للمساهمة في تغطية النقص المسجل على مستوى مركز حقن الدم. وحسبه، فإن مراكز حقن الدم، كانت ولا تزل تراهن على مدى تضامن المواطنين مع المرضى، فيما يتعلق بالتبرع بالدم، يقول: "لذا تقوم في كل مرة بالتقرب منهم لحملهم على القيام بهذه الصدقة الجارية، خاصة على مستوى المساجد، بمساعدة الجمعيات التي تشرف على تأطير العمليات الخاصة بالتبرع بالدم، مشيرا إلى أنه يوجد على مستوى ولاية البليدة، جمعيات تخصصت في هذا النشاط، ويجري الاستنجاد بها، كلما سجلت نقصا في مخزونها. أرجع رئيس مركز حقن الدم، أسباب النقص في مخزون الدم، إلى الفترة الصعبة التي مرت بها مؤخرا، المؤسسات الاستشفائية عبر مختلف ربوع الوطن، وليس على مستوى ولاية البليدة فحسب، نظرا لارتفاع معدلات الإصابة بالوباء، والتوقف على القيام بالعمليات الجراحية، الأمر الذي أدى إلى تراجع المتبرعين، إلى جانب إصابة عدد كبير من المواطنين والأطقم الطبية بالمتحور "أوميكرون"، مما جعل عملية التبرع بالدم تسجل تراجعا كبيرا، وهو ما جعل كما يقول "بعض المصالح الاستشفائية خارج الولاية تطلب تزويدها ببعض الزمرات، التي يفترض أنها لا تسجل نقصا، مثل زمرة الدم O و A". وحول المدة التي يجب على المصاب بفيروس "كورونا" انتظارها، من أجل القيام بعملية التبرع، أوضح المتحدث، أن الوقت المطلوب هو 14 يوما، بعد أن تزول عنه كل الأعراض وينتهي من العلاج، ومن ثمة انتظار 14 يوما أخرى، للتأكد من شفائه التام، بعدها يمكنه الإقبال على التبرع، لافتا في السياق، إلى أن من بين الأسباب التي لا تزال تعيق الإقبال على التبرع بالدم؛ الخوف من التقرب من المؤسسات الاستشفائية التي يتواجد فيها وحدات حقن الدم، خوفا من الإصابة بالوباء، غير أن هذا المعتقد خاطئ، لأن من يقبل على التبرع يجب أن يكون من الأصحاء، كما أن الطاقم المشرف على العملية يحرص كل الحرص على تطبيق البروتوكول الصحي، بالتالي لا يوجد أي مبرر للخوف. على صعيد آخر، أوضح ذات المتحدث، أن القول بأن المستشفيات بعد أن يتم تزويدها بالدم، تحقق الاكتفاء، غير صحيح، لأنها تحتاج بصورة دورية ومستمرة إلى تزويدها بهذا السائل الحيوي، لوجود بعض الأمراض، كمرضى السرطان، يحتاجون إلى الدم بصورة دورية؛ "ومن ثمة، فإننا كمتخصصين في الصحة، لا نبحث عن تحلي المواطنين بثقافة التبرع بالدم، إنما نراهن على مدى وعي المواطن من أجل التضامن مع المرضى المتواجدين في المستشفيات، وتزويدهم بحاجتهم من الدم بصورة دورية، من باب التضامن والتكافل الاجتماعي". مستشفى بن عكنون.. مصلحة الترفيه التربوي تكرم الجيش الأبيض اختارت مصلحة الترفيه التربوي لمستشفى ابن عكنون بالعاصمة، هذه السنة، أن تحيي "يوم الشهيد"، بتكريم العاملين في المؤسسة الاستشفائية من الجيش الأبيض، تعبيرا عن الامتنان والتضامن معهم، بالنظر إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلونها في سبيل التكفل بكل المصابين بفيروس "كورونا". تخلل حفل التكريم الذي جرى بالتنسيق بين إدارة مستشفى ابن عكنون، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، الوقوف دقيقة صمت، ترحما على شهداء الوطن، وتقديم محاضرة حول مكانة الشهداء والدور الكبير الذي لعبوه لتحرير الوطن، إلى جانب عرض روبورتاج حول التضحيات التي قدمها الجيش الأبيض منذ بداية الجائحة، مرفوقا بشهادات حية لما عايشوه من معاناة من أطباء ومختصين نفسانيين وممرضين، ليختتم الحفل بغرس بعض الأشجار في رمزية للتمسك بالحياة والاستمرار في مجابهة الوباء.