كشف النائب الروسي، ليونيد سلوتشكي، عضو الوفد الروسي المفاوض، أمس، عن إحراز تقدّم في المفاوضات بين موسكو وكييف في خضم تواصل الحرب بين قواتهما للأسبوع الثالث على التوالي، وخلف سقوط آلاف القتلى وأكثر من مليوني نازح من أوكرانيا. وقال النائب الروسي إنه مقارنة مع بداية المفاوضات فقد تم تسجيل تقدم ملحوظ، من شأنه تعجيل توقيع وفدي البلدين على وثيقة مشتركة. وليست هذه المرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي يتحدث فيها الجانب الروسي عن تقدم في المفاوضات التي يجريها مع الجانب الأوكراني الذي أكد بدوره أن الروس توقفوا على فرض مهلة محددة وبدأوا يستمعون باهتمام لمقترحاته. وجرت إلى غاية الآن، ثلاث جولات مفاوضات في بيلاروسيا ركزت على القضايا الإنسانية وتمخضت عن فتح محدود لممرات أمام المدنيين الفارين من القتال المستعر في جبهات القتال في أوكرانيا. وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل يومين عن "تحوّلات إيجابية" في المفاوضات دون تفاصيل، في حين قال الكرملين إن المناقشات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين ستستمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وعاد الحديث مجددا عن حل دبلوماسي للنزاع في وقت لا تزال فيه جبهة القتال مشتعلة للأسبوع الثالث على التوالي باستمرار عمليات القصف الروسية على البنى التحتية العسكرية في مختلف المدن الأوكرانية التي يعاني معظمها من حصار عسكري مطبق على غرار ماريبول وخاركييف والعاصمة كييف. وتبادل الطرفان، أمس، الاتهامات بشأن سقوط قتلى مدنيين في غارة روسية استهدفت قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الأوكرانية البولندية. ففي الوقت الذي أكدت فيه السلطات الأوكرانية، مقتل 35 شخصا وإصابة 135 آخرين خلال هذه الغارة، قال الجيش الروسي إنه قتل "مرتزقة أجانب" في قصفه لقاعدة عسكرية، بمنطقة يافوريف، القريبة من الحدود البولندية. وأعلن مسؤول بمدينة ماريوبول المحاصرة منذ أكثر من 13 يوما عن سقوط أكثر من 2100 قتيل في صفوف السكان، متهما الجيش الروسي باستهداف مبان سكنية ومناطق آهلة بالسكان وبنى تحية حضرية. وقال إن المدينة شهدت 22 تفجيرا خلال 24 ساعة وتم إلقاء نحو 100 قنبلة على أحيائها. ومع استمرار الحرب، حذر حلف شمال الأطلسي من احتمال استخدام موسكو أسلحة دمار شامل، معتبرا أن قرار إنهاء الحرب بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.