عاد السوق الأسبوعي ببلدية الثنية ليحط مجددا في أرضيته المعهودة بمدخل المدينة، لثالث أسبوع على التوالي، بعد انقطاع دام قرابة السنتين، بسبب جائحة "كورونا". كان الإقبال ملحوظا، حيث تبقى الأسواق الشعبية وجهة مفضلة لفئة واسعة من المواطنين، ليس بسبب الأسعار المنخفضة بعض الشيء، مقارنة بالمحلات التجارية، لكن أيضا كونها تجمع في مكان واحد مختلف اللوازم والسلع، فحتى وإن تغافلت أو تناسيت شيئا في خضم الدوران بين هذه الطاولة أو تلك... فإن الوفرة تجلبك إلى تذكر ما نسيت من مقتنيات. يفتح سوق بلدية الثنية كل يوم ثلاثاء، ويجمع قرابة 200 تاجر يعرضون مختلف اللوازم والأفرشة والألبسة والأحذية لكل الفئات العمرية وللجنسين، ناهيك عن الخضر والفواكه والتوابل وأنواع الزيتون والتمور، وحتى الخردوات ونباتات الزينة، وغيرها من السلع التي تتقاسمها عادة كل الأسواق الشعبية. وبعد غياب لقرابة السنتين، عاد هذا السوق لينشط مجددا بنفس الأرضية في مدخل مدينة الثنية، وسط استحسان الباعة والتجار والزبائن أيضا، فاستنادا لبائع أحذية نسوية، تحدثت "المساء" معه حول هذه العودة، قال بأنها متنفس كبير له ولغيره من التجار والباعة، مشيرا إلى أن الإغلاق الذي تسببت فيه جائحة "كورونا"، خلف خسائر مادية كبيرة لدى هؤلاء، جعل أغلبهم يصرفون رأس المال، "لذلك فإن فتح سوق الثنية كثاني سوق أسبوعي بعد سوق بودواو، يمكننا من تصريف بضاعتنا... في انتظار العودة مجددا لسوق مدينة بومرداس كل يوم اثنين"، موضحا في المقابل، أن الغلاء الذي مس مختلف المواد واللوازم، يجعل من الصعب تحصيل بعض الربح. وقال أيضا: "أصبحنا نتوجس خيفة من استقدام سلعة جديدة لكل موسم، خوفا من الكساد، بسبب الغلاء، فنحن أيضا نعاني من تقلب الأسعار في أسواق الجملة، فبين الحين والآخر يرتفع سعر الحذاء بمعدل 350 دج في كل زوج... مما لا يترك أمامنا هامشا كبيرا ويجعلنا أحيانا نبيع برأس المال فقط، خوفا من الكساد"، بينما يقول بائع حجابات وملابس المنزل (أي جبات)، بأن معدل ارتفاع الأسعار بلغ حدود 10% بالنسبة للحجاب، مشيرا إلى أن سعره الذي كان 1800 دج أضحى اليوم ب2800 دج، بينما "الجبة" التي كان سعرها 600 دج أصبحت تباع من 800 إلى ألف دينار، رغم ذلك، أبدى المتحدث استحسانه لعودة الأسواق الشعبية وتفتح مجددا، قائلا في هذا الصدد: "مع عودة كل سوق... نتنفس قليلا. كما أنه لا يمكننا الجزم بتحقيق هامش ربح معقول إلا بانتهاء الموسم، وهكذا". أما عن ملابس الأطفال التي سجلت طاولاتها إقبالا كبيرا من طرف الأسر، لاقتناء كسوة العيد لأبنائها، فإن الأسعار تتفاوت حسب النوعية والسن والجنس أيضا، غير أنه يمكن القول إنها "أرحم" كثيرا من أسعار المحلات التجارية، فطقم ملابس صبي عمره ست سنوات، لا يتعدى 2500 دج، ونوعيات أخرى ب 2800 دج، فيما تراوحت أسعار الأحذية الرياضية ما بين 1800 دج إلى 2500 دج. أما الأطقم الخاصة بالبنات، فسعرها 2800 دج وهناك أيضا ب1800 دج، حسب النوعية. في حين أكد احد الباعة ل"المساء"، أن الأسعار المطبقة في هذا السوق لا تنافس، لأنها أقل بمعدل يصل أحيانا إلى 500 دينار عن كل قطعة، مقارنة بالمحلات التجارية. كما أنه لفت إلى ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بسوق الجملة، وهو ما يصعب على تجار التجزئة تحقيق هامش ربح معقول. الملاحظ بسوق الثنية، الثلاثاء الماضي، تراجع أسعار الخضر، مما خلف ارتياحا لدى المواطنين، حيث وصفت مواطنة هذا الأمر بقولها: "رحمة... رحمة على الأقل نتمكن من التبضع بقليل من الأريحية، أحيانا الأسعار ناقصة بحوالي 50 دينار عن الأسبوع الأول"، وهو ما لمسناه في سعر الكوسة (القرعة) الذي نزل إلى 70 دج، بعدما لامس 130 دج في الأسبوع الأول بذات السوق، والجزر حدد سعره ب50 دج، والشمندر ب80 دج، والفلفل الحلو والحار ب 130 دج، بعدما كان في حدود 160 دج الأسبوع الماضي، وانخفض كذلك سعر الطماطم إلى 90 دج بعدما كان 120 دج الأسبوع الماضي، أما الجلبانة فانخفض سعرها إلى 120 دج، والقرنون إلى 80 دج، والخس إلى 180 دج، بعدما كان في حدود 250 دج الأسبوع الماضي. فيما لازالت البطاطا في حدود 110دج للكيلوغرام.. أما التمور فأسعارها تتفاوت ما بين 200 و550 دج، حسب النوعية، كما انخفض سعر الفراولة إلى 200 دج، والبرتقال إلى 130دج.. رغم ذلك، يمكن الجزم بتراجع الأسعار، مما يسمح للباعة بتصريف بضاعتهم تحسبا لاقتناء غيرها طازجة وهكذا. ما نشير إليه أخيرا، أن سوق الثنية الأسبوعي، وإن خلف ارتياحا كبيرا بعودته، إلا أن حاله حال الكثير من الأسواق الشعبية التي تحتاج لتهيئة، فلئن كان السوق بمدخل المدينة في "طحطاحة" مناسبة لا تتسبب في زحمة السير، إلا أنها بحاجة للتهيئة، حيث أن الحجارة التي انتشرت على الأرض تسبب صعوبة في السير، لاسيما بالنسبة لكبار السن، وهو بالضبط ما قالته لنا مواطنة في سياق ترحيبها بعودة السوق ليحط مجددا "غير أنه بحاجة للتهيئة، وعلى مصالح البلدية أن تتحرك ليس لتحصيل الكراء فحسب، إنما لتحسين وجه هذا السوق إجمالا".