لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة عقدوها ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، من التوصل إلى اتفاق حول تعيين مبعوث أممي خاص جديد إلى ليبيا لخلافة السلوفاكي، يان كوبيس، المستقيل. ولم يتمكن الأعضاء كذلك من تحديد الدور الذي يتعين على الأممالمتحدة القيام به في ليبيا ومدة مهمة بعثتها في هذا البلد " مانيل" والتي تنتهي عهدتها نهاية الشهر الجاري، بعد تمديدها لمدة أربعة اشهر خلال شهر سبتمبر الماضي وبثلاثة اشهر بداية العام الجاري. وأكدت القرارات الأممية الترقيعية، حدة الخلافات بين دول مجلس الأمن ليس فقط حول دور الأممالمتحدة ولكن أيضا حول حسم التدخلات الدولية في هذا البلد والتي عملت على تعميق ازمته وإطالة أمدها على خلفية صراعات مصالح في أكبر دولة بترولية في إفريقيا. ودفعت هذه الوضعية بمساعدة الأمين العام الأممي للشؤون السياسية روزماري دي كارلو إلى مطالبة الأعضاء الدائمين باتخاذ قرار بتمديد مهمة البعثة الأممية بعام كامل كما هو الحال بالنسبة لمختلف البعثات الأممية المنتشرة في مناطق التوتر عبر العالم. ولم يحسم ستيفان دوجاريك الناطق الرسمي باسم الأمين العام الاممي في هذه القضية واكتفى بالقول أن الرسالة الوحيدة التي يجب توجيهها علنيا وفي اطار خاص، أنه يتعين على القادة الليبيين توحيد انفسهم، خدمة للصالح العام الليبي في إشارة إلى الانقسام الذي يميز المشهد السياسي في ليبيا المنقسم بين حكومة عبد الحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا. يذكر أن الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، لم يقم إلى حد الآن باقتراح أي شخصية لخلافة، يان كوبيس، ربما لقناعته برفضها من اطراف مجلس الأمن الدولي، واكتفى بتعيين الأمريكية ستيفاني وليامس، مستشارة خاصة حول الملف الليبي كونها قامت بتسيير بعثة "مانيل" مناصفة مع كوبيس قبل استقالته. وذكرت مصادر دبلوماسية أممية أن الاتحاد الإفريقي اقترح إسماء شخصيات إفريقية لشغل هذا المنصب ضمن مقترح لاقى موافقة روسيا والصين ويبدو انه لم يلق ذلك التجاوب من الدول الغربية مما جعل الوضع يصل إلى حالة احتقان جديدة.