أشادت رئيسة لجنة السلم والتنمية لجمهورية فيتنام الاشتراكية السيدة نغويان تي بين أمس بالعلاقات الجيدة والوثيقة التي تربط الجزائر بالفيتنام، مشيرة إلى ضرورة تعزيز أواصر التعاون والشراكة بين شعبي البلدين بما يضمن الرقي والازدهار لهما لاسيما في المجال الاقتصادي. وأوضحت السيدة نغويان في محاضرة ألقتها بإقامة الميثاق بحضور وفد عن وزارة الشؤون الخارجية وشخصيات سياسية سامية على هامش زيارتها للجزائر أن هذه العلاقات التي تمتد إلى أمد بعيد كرسها التاريخ المشترك والكفاح المرير والمتواصل ضد كل أنواع الاستعمار، في سبيل انتزاع الحرية والاستقلال. وأشارت ضيفة الجزائر إلى ضرورة تعميق التعاون الثنائي بين الجزائر والفيتنام في مختلف المجالات مؤكدة أن اللجنة المشتركة الفيتنامية الجزائرية المنعقدة في 28 جوان من السنة الماضية أعطت دفعا للتعاون الثنائي في قطاعات البناء، الصحة، الأشغال العمومية وغيرها ... كما أشارت المتحدثة إلى التضحيات الجسام التي تبذلها الشعوب المستعمرة أسوة بالجزائر والفيتنام في مسيرة تقريرالمصير. وبالمناسبة ذكرت المتحدثة تاريخ فيتنام الثوري والتضحيات التي قدمها شعبه في مقاومة الاستعمارين الفرنسي والأمريكي، والذي قالت أنه لا يمكن نسيانه أبدا نظرا للخسائر المادية والبشرية التي خلفاها. ونوهت المتحدثة بالدور الكبير الذي لعبته الجزائر في الستينيات وموقفها المشرف في الدفاع عن تقرير المصير، مشيرة إلى أن ذلك ينبع من موقف الجزائر التي عاشت التجربة الاستعمارية المريرة. ومن جهة أخرى، تطرقت المحاضرة إلى وضعية فيتنام الاقتصادية وعرضت الإحصائيات الخاصة بالتصدير والاستيراد ومؤشر التنمية في البلد، حيث أشادت بالنهج الجديد الذي تبنته جمهورية فيتنام سنة 1986 من خلال تغيير نظام التسيير الاقتصادي، والإداري البيروقراطي إلى النظام الاشتراكي الموجه. وبلغة الأرقام تقول المتحدثة أن بلادها عرفت نموا اقتصاديا قدر ب6.23 بالمائة في 2008 مقارنة بسنة 2007، كما ازدادت نسبة نمو الإنتاج الزراعي والصيد البحري ب5.6بالمائة وهو ما سمح -تقول السيدة نغويان- بتوفير الاحتياجات الداخلية لسكان البلد، بالإضافة الى احتلال الفيتنام المرتبة الثانية بعد البرازيل من حيث إنتاج وتصدير القهوة. ومن جهة أخرى قالت رئيسة جمعية السلم والتنمية لجمهورية فيتنام أن صادرات بلادها بلغت 26.2 مليار دولار، مقابل 80 مليار دولار من الواردات، وأرجعت انخفاض الصادرات على حساب الواردات إلى الأزمة المالية العالمية التي أجبرت المؤسسات العاملة بالبلد إلى التخفيض من اليد العاملة. وبخصوص الاستثمارات الخارجية فقد حققت فيها ما قيمته 64 مليار دولار سنة 2008 وبالمقابل عرفت الاستثمارات المباشرة في البلد انخفاضا ملحوظا سنة 2009. وللإشارة، فقد استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أمس رئيسة اللجنة الفيتنامية من أجل السلم والتنمية، وحسب بيان للمجلس فقد تطرق الجانبان إلى الإنجازات التي حققها البلدان لاسيما في مشاريع الشراكة الاستراتيجية المتعلقة بالسدود، السكك الحديدية، الطرق السريعة، والمطارات، كما أكد الطرفان على أنه بات من الضروري تحفيز علاقات الشراكة الاقتصادية بين البلدين للارتقاء بها إلى مستوى علاقتهما الأخوية، ومن جهة أخرى كانت لضيفة الجزائر فرصة لاستعراض الحرب التي لازال الشعب الفيتنامي يعاني منها إلى اليوم.