❊ تمتين الجبهة الداخلية في ظل الرهانات والتحديات الخارجية ❊ الأحزاب: فرصة جادة للحوار وتقريب وجهات النظر حقّقت المشاورات السياسية الخاصة بمبادرة لمّ الشمل، التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأسبوع الماضي، نجاحا مشهودا، بالنظر إلى القبول الذي حظيت به من طرف الطبقة السياسية، التي أجمعت، أحزابها وشخصياتها الوطنية على أهميتها في تمتين الجبهة الداخلية في ظل الرهانات والتحديات الإقليمية والدولية، التي تتطلب وضع تصوّر مشترك لحلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. ورحّبت الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها الإيديولوجية بالمبادرة الرئاسية الخاصة بالمشاورات السياسية الموسومة بشعار "اليد الممدودة ولمّ الشمل"، واعتبرتها فرصة جادة للحوار وتقريب وجهات النظر بين رئاسة الجمهورية والطبقة السياسية حول مختلف المسائل الراهنة ذات الأولوية الوطنية. وتصدرت قضايا الجبهة الداخلية والأمن القومي في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي تهم الجزائر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، صدارة النقاشات التي فتحها السيد رئيس الجمهورية، مع قادة الأحزاب السياسية، وشكلت قضية محورية ونقطة توافق بين الجميع، حيث صبّت كل الاقتراحات في خانة تمتين "الجبهة الداخلية وتقويتها في سياق الظرف الراهن بكل متغيراته". كما جاء في الترتيب الثاني من النقاش الرئاسي وممثلي الطبقة السياسية، كما حظيت القضايا الاقتصادية الاجتماعية بنفس الأهمية، بين فعاليات الطبقة السياسية لارتباطها الوثيق وخاصة في ظل موجة الغلاء التي عرفتها مختلف السلع والمواد الغذائية واسعة الاستهلاك خلال فصل شهر رمضان بسبب تدخل بارونات المضاربة وتحكمها في السوق. وتناولت المشاورات أيضا قانون الاستثمار المفتوح لنقاش واسع بالنظر إلى آثاره المباشرة على دفع عجلة الاقتصاد الوطني. واختار السيد رئيس الجمهورية، لهذه المشاورات أحزاب التغيير، التي برزت في الجزائر الجديدة، لتدشين سلسلة المشاورات الثالثة من نوعها منذ اعتلائه السلطة، حيث كان عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، أول ضيف يستقبله رئيس الجمهورية ، متبوعا برئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، قبل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ، أبو الفضل بعجي والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ، ثم رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد. كما استقبل رئيس الجمهورية من بين الشخصيات الوطنية، الوزير الأسبق للاتصال، عبد العزيز رحابي، الذي أكد على "أهمية المشاورات التي تتزامن أزمة دولية ستكون لها تداعيات مباشرة وغير مباشرة على الجزائر، الأمر الذي يستدعي إرساء جبهة داخلية قوية"، مشيرا إلى أن هذه التداعيات قد لا تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية وقد تشمل الجوانب الأمنية في ظل الأوضاع التي تعرفها المنطقة. وأبرز رحابي، أنه لمس نية صادقة لدى رئيس الجمهورية لفتح بعض "الورشات الاقتصادية ، وهو يعمل من أجل تكوين جبهة داخلية قوية وبلورة إجماع وطني حول السياسة الداخلية والخارجية والدفاعية". ومن المقرر، أن تتواصل المشاورات مع شخصيات وأحزاب أخرى مستعدة للحوار والتشاور، ولديها قابلية لمناقشة قضايا الراهن الوطني والدولي مع رئيس الجمهورية من أجل إيجاد حلول للمشاكل الداخلية وتقوية اللحمة الوطنية التي تستدعيها المرحلة الراهنة بكل متغيراتها.