بدأ العد التنازلي الخاص بانطلاق النسخة التاسعة عشرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، والتي لا يفصلنا عنها سوى 20 يوما عن قص شريط بداية المنافسات، وعليه تتواجد جل المنتخبات الوطنية للتخصصات الرياضية المعتمدة والمقدرة ب 24 رياضة، في المنعرج الأخير من التربصات الإعدادية، قصد الحصول على التجهيز الكافي لبلوغ منصة التتويج. دخلت، أيضا، عاصمة الغرب الجزائريوهران، التي ستستضيف الاستحقاق المتوسطي في الفترة الممتدة من 25 جوان إلى 6 جويلية القادم، في أجواء الحدث الرياضي الدولي، من خلال تنظيم العديد من المسابقات التجريبية، التي تُعد فرصة سانحة بالنسبة للجنة المنظمة للألعاب لإتمام استعداداتها للعرس المتوسطي في وقتها المحدد، مثل ما أبرزت اللجنة المعنية بقيادة محافظ الألعاب محمد عزيز درواز. وتُعتبر المناسبة، أيضا، فرصة لبدء تشغيل العديد من المرافق الرياضية التي خضعت لأشغال إعادة تهيئة كبرى، وأخرى تم بناؤها حديثا، وهذا الأمر ينطبق على البطولة الإفريقية للجيدو، التي جرت بمركز "محمد بن أحمد" للمؤتمرات من 26 إلى 30 ماي الفارط، والتي شهدت ظروفا تنظيمية محكمة، وأجواء تنافسية مميزة، من خلال سيطرة المصارعين الجزائريين، سواء في منازلات الفردي، أو حسب الفرق. وفي هذا الشأن، قال الأمين العام للاتحاد الدولي للجيدو جون لوك روجين: "الجزائر بلد كبير في الجيدو.. كما لديه منشآت رياضية رائعة، تتيح له الترشح لتنظيم مسابقات كبرى في الجيدو، كما كانت الحال، مؤخرا، مع البطولة الإفريقية بوهران"، مضيفا: "أعتقد أن التنظيم كان مثاليا، حيث أقيمت البطولة الإفريقية في ظروف جيدة جدا، ووفق كل المعايير التي يشترطها الاتحاد الدولي في مثل هذه المواعيد". هذا الانطباع الجيد دفع بالأمين العام للاتحاد الدولي للجيدو، إلى الترحيب من الآن، بأي ترشح جزائري محتمل لاستضافة بطولات عالمية، لافتا إلى أن الاتحادية الجزائرية بإمكانها، على سبيل المثال، أن تتقدم لتنظيم بطولة العالم للأواسط كمرحلة أولى. حدثان رياضيان آخَران خلال هذا الشهر بوهران ونفس الأمر بالنسبة لمركّب التنس "المجاهد حبيب خليل" الواقع بحي السلام (سان هوبير سابقا)، وهو المنشأة التي خضعت لعدة عمليات تجديد. ولقيت هذه البيئة التنافسية استحسان زوارها خلال مشاركتهم في دورة دولية جرت في منتصف ماي الفارط، بمشاركة ممثلين عن 11 دولة، إذ لم يتوانوا في الثناء على جمال وجاهزية المرفق الرياضي. ويُعد هذا الحدث الكبير الأول من نوعه الذي استضافه المركب، حيث ترعرع أفضل لاعبي التنس في منطقة وهران منذ إعادة فتحه في فيفري الماضي، بعد ما يزيد قليلا عن عامين من الإغلاق، استفاد خلاله من العديد من عمليات إعادة التأهيل، التي مكنته من مطابقة المعايير الدولية، وفقا لمديرية الشباب والرياضة صاحبة المشروع. كما شهدت الباهية المرحلة ما قبل الأخيرة من دورة الجزائر للدراجات الهوائية. وقد اختار منظمو هذا الحدث الذي يعود بعد عدة سنوات من الغياب، خوض السباقين (السباق على الطريق والسباق ضد الساعة) على نفس المسارين، اللذين يحتضنان فعاليات الدراجات الهوائية خلال الألعاب المتوسطية، وفقا للرابطة الولائية لهذه الرياضة. وفاز بالسباق على الطريق الذي جرى على مسافة 146 كلم، مدينة حمّام بوحجر بولاية عين تيموشنت، ثم العودة إلى نقطة الانطلاق بوهران، وبمشاركة أزيد من 100 دراج، ياسين حمزة من الاتحادية الجزائرية للدراجات، متبوعا بزميله من نفس الفريق، محمد نجيب عسال، فيما عاد المركز الثالث إلى محمد أمين نهاري. وخلافا لما جرت عليه العادة، اقتصرت الجائزة الكبرى لمدينة وهران على مرحلتين فقط بعد إلغاء السباق على المسلك المغلق الذي كان مقررا بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما أجري السباق ضد الساعة على مستوى الطريق الاجتنابي الخامس لوهران. ومن المقرر تنظيم حدثين رياضيين آخرين في إطار الاستعداد للألعاب المتوسطية، خلال الأسبوع الأول من جوان الجاري، وهما البطولة الوطنية للملاكمة، ودورة كرة القدم الدولية المخصصة للاعبين المحليين، بحضور أربعة منتخبات بينها الجزائر، فضلا عن دورة دولية في كرة اليد للسيدات في جوان المقبل. كل ذلك يسمح لمنظمي الألعاب المتوسطية ومسؤولي المواقع المعنية، بتدارك أي نقائص محتملة يمكن تسجيلها تحسبا للانطلاق الرسمي للألعاب، التي تزينت لها وهران من الآن، بألوان البحر الأبيض المتوسط. كرة اليد والرافل والرماية على قدم وساق وتحسبا لهذا الموعد، يتواجد أشبال رابح غربي، حاليا، في تربص تحضيري بالعاصمة، قبل أن يشدّوا رحالهم نحو الخارج يوم 6 جوان الجاري بدون الكشف عن الوجهة، حيث يركز التقني الوطني عمله على الجانبين التكتيكي والفني لاستدراك فترة فراغ مر بها السباعي الجزائري قرابة عامين، على حد قول غربي، الذي أكد أن هذه التدريبات تدخل في إطار كسب التجهيز الكافي لدخول الميدان المتوسطي، في أحسن حال، "لا سيما أن الاتحادية التي وفرت لنا كل الإمكانيات بدعم من الوزارة الوصية، التزمت بتشريف الراية الوطنية في ذات الموعد من جهة، والذي سينعكس، إيجابا، على البطولة الإفريقية المقررة بمصر ما بين 9 و19 جويلية القادم، من جهة أخرى، بتعبيد الطريق نحو الالتحاق بركب المتأهلين إلى مونديال بولونيا والسويد 2023. كما سيكون لمنتخب الرافل والبيلياردو فرصة تواجده بوهران للتكيف مع الميدان التنافسي بعد عودته من سفرية إيطاليا المقررة ما بين 5 و20 جوان الحالي، وذلك بتنظيم تربص ما قبل تنافسي بمشاركة أربعة لاعبين معنيين بالموعد المتوسطي، علما أن سباقات هذا التخصص حُددت يوم 27 جوان، وتستمر إلى غاية الفاتح جويلية القادم. ومن جهته، يشارك منتخب الرماية بمختلف تخصصاته الرمي بالأطباق (السكيت والتراب) والرمي بالهواء المضغوط (المسدس والبندقية)، في دورة دولية بمدينة باكو الأذربيجانية (27 ماي و7 جوان)، بالعناصر المعوَّل عليها في موعد وهران، قصد كسب الاحتكاك، وتعزيز التجربة لتوظيفها في الرهان المتوسطي. العمل التطوعيّ في قلب الحدث يُعد العمل التطوعي المحرك الأساس للرياضة من خلال حركات الجمعيات وملايين الأشخاص، الذين يعملون بشكل يومي، من أجل تطويرها. ففي فرنسا وحدها نجد ما لا يقل عن 17500 جمعية رياضية تضم أكثر من 3 ملايين متطوع ممن يسخّرون وقتهم أسبوعيا، لهذه الغاية، وغالبا ما يمثل رؤساء الجمعيات أول المتطوعين بمساهمة يومية. لكن العمل التطوعي الرياضي لا يقتصر على الإدارة التي تعمل بدوام شبه كامل من المكاتب، فأغلب المتطوعين يؤدّون عملا ميدانيا، يستدعي تدخلا آنيا. الألعاب الأولمبية كمثال تستعين كل المنافسات الدولية بالمتطوعين المؤهلين، سواء تعلق الأمر بالألعاب الأولمبية أو ألعاب البحر الأبيض المتوسط. وتضم كل هذه التظاهرات تحت لوائها، مجموعات من المتطوعين الذين يجتمعون، مسبقا، لمدة تصل إلى أشهر أو حتى سنوات، من أجل إنجاح هذه التظاهرات. وتحظى هذه التظاهرات الكبرى والفريدة بشعبية واسعة عند المواطنين من مختلف الأعمار. وفي هذا السياق قال أحد المتطوعين البالغ من العمر ثمانين عاما وأحد المشاركين في تأطير وفود الألعاب الأولمبية التي احتضنتها مدينة سيدني سنة 2004 لرياضيين جزائريين، إنه انتظر هذه الفرصة منذ 44 عاما، فبالرغم من أن طلبه للتطوع في ألعاب ملبورن سنة 1956 قوبل بالرفض، إلا أنه لم يفقد حماسه، وواصل انتظاره إلى أن حقق حلمه. ونفس النهج بالنسبة للمتطوعين في ألعاب وهران، الذين يُعدون بالمئات من كل الأعمار.. سفراء الألعاب لا تشكل فعالية وهران 2022 أي استثناء، إذ يتم التحضير للألعاب مع العديد من الفرق التطوعية، الذين تم تدريبهم وتأطيرهم من قبل لجنة التدريب والتطوع. ويضم جدول الأعمال العديد من الدورات، على غرار رياضة كرة الطاولة، التي أنهت، الأسبوع المنقضي، دورتها التكوينية لفائدة 20 حكما دوليا. وحسب بيان الاتحادية الجزائرية الذي اطلعت "المساء" على نسخة منه، فإن مهمة تأطير هذه الدورة التي جرت بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بالسويدانية، أوكلت لطاقم فني يجمع أفضل الحكام الجزائريين الذين ينشطون دوليا، ويتعلق الأمر بكل من الحكم الدولي صاحب الشارة الزرقاء عبد الله بوجاهم، الذي أشرف على التربص الأول الذي نُظم أيام 5 و6 و7 جانفي الماضي بمدينة سطيف، والحكمين الجزائريين الدوليين عبد الله بن جهاد والسعيد لاناصري، بتكليف من الاتحاد الدولي للاختصاص. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس الاتحادية الجزائرية لتنس الطاولة، توفيق عيلام، أن هذا التربص الثاني يدخل في إطار رسكلة وتحيين معلومات الحكام قبل انطلاق موعد ألعاب وهران المتوسطية (25 جوان-6 جويلية)، خاصة أن الجزائر ستشهد مشاركة كبيرة للحكام، مما يستلزم اعتماد أصحاب الخبرة الطويلة. ومن جهته، شدد المدير الفني الوطني لتنس الطاولة شريف درقاوي، خلال حضوره فعاليات انطلاق التربص الثاني، على ضرورة التحلي بالاحترافية من أجل تشريف الألوان الوطنية في هذا الموعد الرياضي الهام، وإعطاء صورة مشرفة للتحكيم الجزائري. وتطرق، أيضا، لسياسة الاتحادية الجديدة في إثراء برامج تكوين وتحضير الحكام الجزائريين، تحسبا للمشاركة في المنافسات الدولية المزمع إقامتها في الجزائر مستقبلا.