أكد المدير العام لمؤسسة "بريد الجزائر"، لؤي زيدي، أمس، أن الجزائر تضع في قلب أولوياتها الاستراتيجية بعث الاقتصاد الرقمي القائم على الابتكار التكنولوجي، بالسهر على توفير بيئة رقمية تتيح للهيئات والمؤسسات تسريع وتيرة التحول الرقمي، مبرزا حرصها في هذا السياق، على دعم قطاع البريد الذي يضطلع بدور حيوي في الحياة اليومية للمواطن، من خلال مرافقته في مسيرته الرقمية التي شرع فيها منذ سنوات من أجل عصرنة خدماته. أشار السيد زيدي في كلمته بمناسبة احتضان الجزائر، أمس، الدورة الأولى للمنتدى السنوي العربي الأول حول تنمية القدرات البريدية العربية في مجال التجارة الإلكترونية والدفع عن بعد، إلى أن مؤسسة "بريد الجزائر" سجلت في مجال الرقمنة والدفع عن بعد خطوات ثابتة، ذلك بفضل إطلاق خدمات إلكترونية عبر كامل التراب الوطني، معتبرا احتضان الجزائر لهذا المنتدى العربي، يجسد رغبتها في جعله فضاء خصبا لتبادل الخبرات والتجارب وفرصة للتفكير في كل ما يخص خطط تطوير التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية بما يحقق التنمية المستدامة للشعوب العربية. من جانبه، أكد المدير العام للمنظمة العربية التكنولوجيات الاتصال والمعلومات، محمد بن عمر، أن القطاع البريدي ظل طيلة جائحة كورونا (كوفيد-19) في "الخطوط الأمامية وساهم في تذليل الصعوبات التي واجهت الحكومات العربية وتحمل المسؤولية من خلال توسيع وابتكار مختلف الخدمات الاجتماعية والمالية"، مشيرا إلى أن المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات أدرجت قطاع البريد ضمن القطاعات الأخرى المعنية بالرقمنة والتكنولوجيا وهو ما يعكس، حسبه، وعي" المنظمة بالدور الحيوي للقطاع البريدي ليصبح أحد الركائز الهامة في استراتيجيتها وخطط عملها. ودعا السيد بن عمر في ذات الشأن، المشاركين في هذا المنتدى السنوي إلى جعله "منصة إقليمية" لتعزيز تبادل الخبرات وتعزيز التعاون البيني إلى جانب معالجة عديد المواضيع الهامة المطروحة على الساحة الدولية، مثل تطوير التجارة الإلكترونية وتأمين المعاملات المالية الإلكترونية وتطوير وسائل الدفع الإلكتروني. وتحتل التجارة الإلكترونية، حسب ممثل الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، خالد دالي، "حيزا كبيرا" في عمل مجلس الوزراء العرب، حيث يجري التفكير حاليا وبالتنسيق مع الاتحاد العربي للاتصال الرقمي والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ومع ممثلي الإدارات العربية البريدية، في "تشكيل فريق عمل لتحديث الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات، وذلك بالاستفادة من تجربة الاتحاد البريدي العالمي، خلال الجائحة التي أظهرت أهمية الإدارة الإلكترونية في تدعيم الاقتصادات العربية". للإشارة فقد خصص هذا المنتدى، الذي تم تنظيمه بمناسبة احتضان الجزائر لأشغال الدورة ال41 للجنة العربية الدائمة للبريد، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، لتبادل الخبرات والتفكير في آليات تطوير التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية.