أجمع أكاديميون على أن حرق مكتبة الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة، في 7 جوان 1962، "جريمة دولة"، و"من أبشع الجرائم الثقافية" للاستعمار الفرنسي في الجزائر. وأكدوا في ندوة بمناسبة الذكرى 60 لحرق المكتبة والذكرى الثانية لترسيم الاحتفال باليوم الوطني للكتاب والمكتبة، احتضنتها المكتبة الوطنية الجزائرية، أن حرقها يشهد على "نية الاستعمار الفرنسي الصريحة في طمس الذاكرة والهوية الجزائرية، بالموازاة مع إبادة الجزائريين". وحضر، أيضا، هذه الندوة وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، التي أعطت إشارة انطلاق قافلة من الكتب، تحمل رصيدا "يزيد عن 160 ألف نسخة كتاب"، لصالح مكتبات في الولايات العشر الجديدة بالجنوب، من أجل تعزيز رصيدها الوثائقي. وعرفت هذه الفعالية تنظيم معرض وثائقي، ضم العديد من الكتب التاريخية، وكذا عيّنة من الكتب التي أُنقذت جزئيا من الحريق، بالإضافة إلى صور وقصاصات مقالات صحفية تتحدث عن الحريق. وتم ترسيم 7 جوان "يوما وطنيا للكتاب والمكتبة" بمقتضى المرسوم الرئاسي رقم 21 - 250 الذي صدر في 3 جوان 2021، حيث يُحتفى بهذا اليوم من كل سنة عبر كامل التراب الوطني، من خلال تنظيم تظاهرات وأنشطة حول الكتاب، وترقية دور المكتبة في المجتمع، تكريسا لمكانة المعرفة والثقافة وروافدهما في بناء أفق مشرق للأجيال.